أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 7th April,2001 العدد:10418الطبعةالاولـي السبت 13 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

ذوو الطواقي البيضاء والمخلوقات الفضائية
في يوم من أيام فصل الربيع خرجت مع بعض الأصدقاء المقربين الذين تربطني بهم علاقة قويةجدا، وبعد المشاورات وقع الاختيار على الثمامة مقابل جامعة الإمام من الجهة الشمالية، انقسمنا الى قسمين: أشخاص يذهبون الى شراء بعض لوازم الطلعة وآخرون يذهبون الى الموقع لحجزه، وبالفعل سارت الخطة على أكمل وجه وبعد ان وضعنا «براد» الشاهي على الجمر وشربنا حان وقت العشاء ونحن نتجاذب أطراف الحديث على العشاء حدث أمر لم يكن في الحسبان وأنا شخصيا لم أعتقد أبدا أن أرى مثل هذه المواقف وإن شاء الله يكون أول وآخر موقف يحدث أمامي. وباختصار ونحن نتناول وجبة العشاء، حصل حادث دهس أمامي ولم أعرف عن هذا الأمر حتى صرخ أحد الجالسين بالقرب من موقعنا مناديا اسمه بأعلى صوته اعتقدت في بادئ الأمر بأنهم ينادون صديقهم ليعلموه عن موقعهم ولكني أخطأت الظن حيث توجه هذا الشخص الى الطرف الآخر من الطريق ينظر بعينيه الجاحظتين المليئتين بالخوف والغضب في آن واحد، وبعد مرور خمس دقائق نزل عن التل أحد الأصدقاء حيث كنا جالسين فوقه ليستطلع عن الأمر فشاهد شخصا متمددا على قارعة الطريق مسندا ظهره على الرصيف ولا تبدو عليه علامات حياة سوى إصبع يده اليمنى يتحرك، وعلى الفور طلبنا المساعدة من الأشخاص الذين يحملون أجهزة جوال للاتصال بالاسعاف، وهنا بدأت المعاناة. ليست معاناة المصاب وأصدقائه فقط بل معاناتنا نحن حيث شاهدت «ذوي الطواقي البيضاء» يقفون بسياراتهم ويزاحمون الناس ليس لشيء . فقط لمجرد المشاهدة وكأنهم يرون «مخلوقا فضائيا» سقط عن مركبته حين هم بالسفر عبر بوابة الزمن الى كوكبه الذي يبعد عن الأرض مليارات السنين الضوئية.. هذا الموقف لا يمت للإسلام بشيء سواء من بعيد أو من قريب، حيث انتهى هذا الموقف بأن توقف أحد القادمين من الثمامة بسيارته ووضعه في المقعد الخلفي وانطلق به الى أقرب مستشفى تراه عيناه ذلك بعد ان حصل الحادث بنصف ساعة.
عموما ما شاهدته أشعرني بالغضب الجامح وخصوصا من «ذوي الطواقي البيضاء» الذين لا يمتون للبياض والسلام ومساعدة الغير غير أنهم يرتدون طواقي وثيابا بيضاء ولكن لا تحمل جوارحهم معنى مساعدة الغير ولهفة المحتاج.
قال أحد الحكماء « ليس الخطأ ان تخطىء ولكن ان تتمادى في الخطأ» فعلا هذا هو الواقع المرير الذي نشاهده من وقت الى آخر في حوادث السير تجمهر بلا فائدة وقد يكون الضرر أكبر، حيث تشاهدهم يقفون في دائرة كبيرة لرؤية الحادث دون ان يهبوا لفعل شيء للمصاب وكأنهم أبو الهول ينظر دون حركة، ان الشخص المصاب أحوج ما يكون الى يد المساعدة من الآخرين ولكن «لا حياة لمن تنادي» ومع مرور الأيام يقع حادث مروري ويالا سخرية الأقدار الصنم المتفرج بالأمس يصبح المخلوق الفضائي الذي وقع عن مركبته حيث هم بالسفر عبر بوابة الزمن الى كوكبه الذي يبعد عن الأرض مليارات السنين الضوئية.
غازي محمد القحطاني

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved