أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th April,2001 العدد:10421الطبعةالاولـي الثلاثاء 16 ,محرم 1422

مقـالات

أول صحفي نجدي
سليمان بن صالح الدِّخيل 2/2
د. عبدالله بن محمد الرميان
وقد شهد التاريخ بل شهدت الأرض والسماء أن بغداد كانت مهبط العلم والحضارة حين كان الغرب منغمسا في حمأة الجهل والغباوة فلا غرو إذا سعى أبناؤها اليوم لإعادة مجدها وشامخ عزها.
لكن هذه الجريدة.. لم يكتب لها البقاء حيث توقفت عن الصدور سنة 1914م بعد ست سنوات من العمل.
كما أصدر مجلة «الحياة» وهي مجلة شهرية أصدرها بالتعاون مع الأستاذ إبراهيم حلمي سنة 1330ه لكنها لم تدم إلا أربعة أشهر.
وسبب توقف هذه الإصدارات ضعف حالته المادية وعدم وجود الدعم أو المساندة من جهات أخرى وإلا فهو مؤهل لهذه الأعمال فهو أديب مؤرخ مطلع على أحوال العالم الإسلامي المعاصر قال الزركلي عنه: طاف كثيراً من بلاد العرب والهند وكان واسع الاطلاع على أحوال العرب المعاصرين وعاداتهم ووقائعهم.
وكانت كتاباته تنصب على أحوال الجزيرة من ناحية أخبارها وتاريخها ووجد ان هذه مادة دسمة للقراء في ذلك الوقت حيث الأحداث والحروب وسرعة تغير موازين القوى إضافة الى بعد الجزيرة في ذلك الوقت عن الأضواء وسلامتها من الأطماع الغربية.
ومما ساعده على نجاح عمله الصحفي ما تميز به من حسن العلاقة مع الجميع فمع أمراء نجد من جانب ومع الدولة العثمانية من جانب آخر.
ولذا سعى لتقريب وجهات النظر بين الجانبين وتحسين العلاقات من خلال كتاباته ومما يدل على هذا إحدى كتاباته في مجلة العرب إذ يقول: ولما أتيت بغداد ورأيت الحالة الحاضرة أبديت ما أوجبته علي الوطنية العثمانية والعربية للطرفين المتقابلين المتصلين بجامعة الدين وشرحت ذلك بعدة مقالات.. بسطتها في جريدتي الرياض وبينت للعرب ما ينجم من الفوائد الجمة إذا انضموا الى أبناء آل عثمان وصاروا يدا واحدة على الأعداء.ولقد أثر كلامي هذا على أبناء وطني تأثيرا حسنا ذا نتيجة تذكر لكن ذهب كله أدراج الرياح لما رأوا ان الدولة العثمانية لا تعيرهم آذانا صاغية ولا أحلاما واعية فلعل الزمان يحسن النيات في أبناء عثمان فيجني هؤلاء في بضع سنين ما لم يجنوه بحذوهم مدة سنوات متطاولة.
هذا فضلا عما شرحت للحكومة مما يجب ان تتخذه من الاحتياطات اللازمة لمنع الأسلحة من دخولها بلاد العرب وذكرت لها الوسائط الحسنى للبلوغ الى تمدن صادق وأرسلته الى أحد مبعوثي العراق وبعد ان قرئ في المجلس حول الى النظارة ولا أدري بعد هذا ما جرى به ولعله ضاع أو احترق مع جملة الأوراق التي ذهبت في إحدى حرائق الآستانة في هذه الأيام الأخيرة.
ومهما يكن قد وجه إليه من انتقاد في المبالغة في الأخبار أو عدم التدقيق فيما يكتب فيلتمس له من الأعذار ما يخفف حدة هذا النقد وقد اعتذر له «روفائيل» يبين الجوانب الايجابية لما يكتب عن الجزيرة العربية من أخبار خصوصا أنه المصدر الوحيد لهذه الأخبار فقال: ويجب ان نعترف بأن الرياض خدمت القضية العربية بما أحدثت من كثرة الضجيج والكتابة عن قلب الجزيرة العربية فقد أذاعت عن العرب المعاصرين وقبائلهم ومنازلهم ومنازعاتهم وغزواتهم وحربهم وسلمهم في نطاق واسع اثر على العقول ولفتها الى هذه الرقعة من العالم العربي وليس عليكم بعد ذلك ان تدققوا أو تحققوا في تمحيص صحة ما تروية صحيفة «الرياض» فالمبالغة بادية عليها ولكن هذا لا يهم الكاتب ولا الناشر. وقد ناقش بعض كتاباته السالفة الذكر أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري في كتابه القيم «مسائل من تاريخ الجزيرة العربية» والكثير من هذه المسائل مجال النقاش فيها واسع وليس فيها دليل قاطع.
ومع سبقه رحمه الله في هذا المضمار أعني مجال الصحافة فقد كان شغوفا بجمع المخطوطات ونسخها وقد سبق نقل كلام حمد الجاسر رحمه الله بأنه أول نجدي اتجه لنشر المخطوطات.
قال الشيخ البسام في ترجمته لهذا العلم: أقام المترجم في المدينة المنورة مدة نسخ في خلالها بعض الكتب الخطية النادرة المتعلقة بتاريخ العرب والعراق ثم عاد الى بغداد.
وقال الشيخ صالح العمري رحمه الله في ترجمته: سمعت بعض أخباره من الشيخ محمد بن مانع الذي كان بينه وبين المترجم له بعض الصلة حيث اشترك معه الشيخ محمد في طبع «عنوان المجد في تاريج نجد» وكان يجمع الكتب المخطوطة والنادرةويحرص عليها وربما نسخها بخطه ولكنه باعها في آخر حياته حيث أصيب بالحاجة الشديدة وقد اطلعت على بعض كتب الأدب لدى أخيه عبدالرحمن ببريدة وأ ظنها كانت من كتبه.
كما أن له العديد من المؤلفات القيمة منها:
1 القول السديد في أخبار إمارة آل رشيد.
2 تحفة الألباء في تاريخ الأحساء.
3 الفوز بالمراد في تاريخ بغداد.
4 المسك الأذخر في تراجم علماء القرن الثالث عشر.
5 البحث عن أعراب نجد وما يتعلق بهم.
قيامه باختصار عدد من الكتب مثل مختصر حديقة الزوراء مختصر منهل الأولياء اختصار عنوان المجد في تاريخ نجد بالاشتراك مع الشيخ محمد بن مانع.
وفاته:
توفي رحمه الله ببغداد سنة 1364ه وقد ابتلي في آخر حياته بالفقر الشديد الذي دفعه الى بيع كتبه.
المراجع:
الأعلام للزركلي.
معجم المؤلفين لعمر رضا كماله.
علماء نجد للبسام.
روضة الناظرين للقاضي.
علماء آل سليم للعمري.
مسائل في تاريخ الجزيرة العربية لابن عقيل الظاهري.


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved