أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th April,2001 العدد:10421الطبعةالاولـي الثلاثاء 16 ,محرم 1422

الثقافية

من مذكرات مسافر عابر!!
تهاني بنت عبدالكريم المنقور
** غيمة حُبلى بالمطر..
غيمة تمنعت كثيراً.. امام جفاف الارواح!! لكن..
وبعد تمنعات.. هاهي تقذف بامطارها!!
(1)
لماذا نحن الذين نخسر الاشياء؟! لم لا تكون تلك الاشياء او اولئك الاشخاص هم الذين خسرونا؟!
وليس نحن من خسرهم؟!
لنكن اكثر عمقاً في تفكيرنا..
ونفكر في تلك السيدة الكريمة «خسارة» ونرى معها ماذا خسرنا.. ولماذا خسرنا.. ومن خسرنا!!
لن ارهق تفكيري..
ولا ترهقون تفكيركم..
لا تتعجبوا.. فعلاً سأبتعد عن تلك الارهاقات.. وسأبعدكم معي!!
وفكروا في.. من انتم الآن؟؟ بعد تلك الخسارة؟؟
على كل واحد منكم ان يغوص في اعماقه ويقول «من انا الآن»؟؟ من انا؟؟ بعد كل الذي حملته تلك السيدة «خسارة»!!
ولا تنسى ان تتعمق اكثر.. وتسأل عن ذلك المخسور.. «من هو الآن بعد كل ذلك؟!»
سنكتشف بعدها عالما جميلا صنعته لنا السيدة الكريمة «خسارة»!!
(2)
تلك الصغيرة التي لبست في يوم ما.. ثيابا جميلة تسابق بها الفرح.. تسبقه تارة.. ويسبقها لعدة لحظات!!
تلك الصغيرة التي تحت وطأة الزمن والصعود الى القمم نسيت ان تحمل معها حلمها..
ذلك الحلم الجميل..
نسيته في تلك الزحمة وفي احتراق الشموع!!
منحتها الحياة الفلسفة..
واقنعتها ان ببريق النار وحده نكتشف لمعان وجودة ماحولنا..!!
منحتها الفلسفة.. لكن مقابل ماذا..؟؟؟!!
ولا أزال بداخل مذكرات ذلك المسافر العابر حيث ان الاحلام تلفظ انفاسها الاخيرة على اطراف الحياة!! لأن الاحلام في اعرافهم.. قد تكون موجودة.. لكن وجود صاحبها ليس مهما!!
في تاريخهم..
في قوانينهم..
أشياء غير قابلة للتعديل.. ولا للكسر!!
في نظرهم ان الحياة لا تكتمل.. وان السعادة لاتكون..
الا بوجود من هم على أكتاف الحياة يعيشون!!
(4)
عالم حزين
وسماء ملبدة بالغيوم الرمادية.. من واقع يحترف وبجدارة مهنة.. «تكسير المجاديف» بداخل اطفال ما.. في مكان ما..
استطاع هؤلاء الاطفال ياصاحبي..
من إخفاء عالمهم الجميل في احدى غرف الذاكرة..
وأغلقوا عليه!!
ووضع عليهم وعلى تلك الغرف.. سجان!!
سجان يدوس عالمهم.. بقوة ويكتم صراخ الجرح بداخلهم!! ويرسم على ملامح اولئك الاطفال في لحظات الزيارة ابتسامة موقوته بقلم رصاص!!
مات السجان..
لكنهم اعتادوا على البقاء بعيدا.. في الظلام!! رغم جموح الفرس بداخلهم للانطلاق!!
(5)
كل منا تجتاحه لحظات الألم!!
كل منا تجتاحه رغبات البكاء!!
كل منا يصارع لحظات الحزن.. بفرح معلب ومصطنع!!
كل منا تجتاحه لحظات الاحتياج.. لكن..
يعود بك الزمن الى ذاكرة قديمة.. ذاكرة خلت نفسك نسيتها..!!
يعود بك الى ملامح خلتها الأصدق.. الأوفى.. الأجمل.. وفي لحظات الاحتياج فقدت ملامحها تلك!!
فعدت منكسراً.. خافت الضوء.. والبرودة ترقص في اضلعك!! حملت كف الرضا.. وكفى يعود بك الزمن الآن..
لذاكرة جديدة.. وملامح اجد.. وتجتاحك فيه لحظات الاحتياج.. فما عساك صانع!؟؟!
(6)
ليست كل الاشياء.. تُفهم!! وليس كل ماحولك لابد من ان تمارس عليه طقوس الفهم!!
فأبجديات الفهم.. لاتُرسم في كل ملامح العالم!!
ولا تحتوي جميع المحابر.. والقرطاس!!
ليس كل من كان صاحبك فهمك.. وليس كل من احببته فهمته!!
الفهم.. وابجدياته فلسفة عميقة لانخرج منها الا بالإرهاقات المرهقة للسيد «الفكر» وحرمه «الذاكرة»!!
فلا تتعبوا في عمليات الفهم!! واقتنعوا بأن ليس كل شيء لابد من ان يُفهم!!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved