أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th April,2001 العدد:10421الطبعةالاولـي الثلاثاء 16 ,محرم 1422

الاقتصادية

هل فكرنا فيما وراء الترشيد؟!!..
سليمان بن صالح الطفيل *
لا أعتقد أن أحدا لا يدرك معنى الترشيد الذي هو الاقتصاد والاعتدال في جميع تصرفات الإنسان وسلوكه، وهو وسط بين الترف والبخل. قال الله تعالى: «ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا» الإسراء/29.
ولكن الشيء المؤكد ان غالبيتنا بعيد في سلوكه الاستهلاكي عن المعنى السامي لمفهوم الترشيد الذي أمرنا وحثنا عليه ديننا الإسلامي العظيم.
ولو تأملنا قليلا في طريقة استهلاكنا في الحياة اليومية لضربنا الأمثلة العديدة التي تشهد على مدى بعدنا عن المنهج الصحيح لمفهوم الترشيد، ولعرفنا كذلك الاجابة على العديد من التساؤلات وراء وقوع المشاكل الاجتماعية والأسرية وحدوث ضيق المال وضيق الصدر والهم والقلق.
نعم، كلنا وللأسف يبالغ في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه، وكذلك في طريقة الكرم والإهداء للآخرين، ناهيكم عن مصاريف الأعياد والاحتفالات والذهاب لأماكن اللهو والأسواق والسفريات..؟!! حتى أصبحنا لا نعرف كيف نرتب أولويات استهلاكنا، فاختلطت الضروريات بالحاجيات والكماليات، بل ربما كان الاهتمام بتوفير الكماليات بسبب التقليد الأعمى أكثر من الاهتمام بتوفير الضروريات والحاجيات، ولهذا تدهورت ميزانيات كثير منا، وضاعت بسببها الكثير من الحقوق والواجبات.
فأصبح ولي الأمر بسبب محدودية دخله الشهري عاجزا عن ملاحقة متطلبات الأسرة واحتياجاتها، وترتب على ذلك ان تدهورت ميزانية الأسرة وأصبح هم رب الأسرة قاصرا على توفير حد الكفاية من الأكل والشرب والملبس والمسكن، أما توفير أسباب تفوق أفراد الأسرة ومتطلبات نجاح الأبناء في المستقبل فهي من الأحلام والآمال الضائعة في غمرةاستهلاكنا الجائر للكماليات ودواعي الترف والبذخ.
وهنا يطرح السؤال نفسه: هل نستمر على سلوكنا الاستهلاكي المناقض للترشيد، ونحن نسمع ونرى كيف ان أسراً عديدة أصبحت تعاني ألم الحرمان والفقر، وانتشر بين أبنائها المرض والجهل، وكيف ان كثيرا من الشباب اليوم أصبحوا لا يجدون فرص العمل المناسبة لهم لكسب مصدر رزقهم وتأمين مصدر دخلهم؟..
فهل لنا ان نراجع حساباتنا، ونعيد ترتيب شؤون حياتنا، وتقييم إمكانياتنا المحدودة ومقارنتها بمتطلبات مستقبل أبنائنا؟
وهل نستطيع ان نجعل أبناءنا في المستقبل يمتلكون معرفة جيدة وصحة قوية وسكنا ملائما وحياة طيبة كريمة؟
أعتقد تماما، أن باستطاعتنا بعد مشيئة الله تعالى أن نعمل ذلك من خلال ترشيدنا للانفاق على حاجاتنا الاستهلاكية بغية الحصول على الاستثمار للأبناء في المستقبل، فهل فكرنا فيما وراء الترشيد؟
والله الموفق
* الأخصائي الاقتصادي
Suliman888@Hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved