أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 10th April,2001 العدد:10421الطبعةالاولـي الثلاثاء 16 ,محرم 1422

العالم اليوم

أضواء
العاقون من أبناء الوطن
جاسر عبدالعزيز الجاسر
قبل أن يدخل العالم الألفية الثالثة، اتجهت معظم الأمم، وأغلب الدول الى نبذ الحروب والمنازعات، وأخذ كثير من حركات الانفصال ودعاة التحرر يضع السلاح جانباً وينخرط في مفاوضات مع من كان يتقاتل معها، بعضها توصل الى حلول وأصبح اعداء الأمس حلفاء اليوم، واندمج الجميع في كيانات اكتسبت من القوة التي جُيِّرتْ لصالح الإنسان والبلد الذي يضم الجميع فانطلقت جهود التنمية وإصلاح ما خلفته سنوات الحرب. وما أن أهل القرن الواحد والعشرون إلا وكثير من الدول قد ودعت الحروب وانشغلت ببناء أوطانها، إلا في الوطن العربي والعالم الاسلامي، واذا كان اخواننا الفلسطينيون يواجهون حالة استثنائية، وحالة شاذة تجمع ما بين الاستعمار الاستيطاني والتسلط العنصري والديني المدعوم بقوى الاستكبار العالمي الذي يريد الحفاظ والدفاع عن كيان عنصري في قلب الوطن العربي ليكون امتداداً له وحارساً لمصالحه غير المشروعة في المنطقة مما يجعل مواجهة هذا الامتداد السرطاني واجباً شرعياً وقومياً ووطنياً وحتى مصلحة ذاتية لكل مسلم وعربي، فضلا عن الواجب الفلسطيني الذي هو واجب وقائي لأن لا بقاء للفلسطينيين بوجود كيان اسرائيلي كلما اتسع وتمدد اتسعت خطورته على من حوله مهما تحصنت تلك الدول وحتى الأمم، فإسرائيل لا تمثل اليهود وحدهم، بل كل من يطمع بالعرب والمسلمين.
نعود لما بدأناه، ونقول ان كل الأمم والدول نبذت الحرب وأوقفت التقاتل فيما بينها، إلا العرب والمسلمين، واذا كانت المواقع والحالات تتعدد في العالم الاسلامي من أفغانستان إلى إندونيسيا مروراً بما يجري في دول آسيا الوسطى الاسلامية، فإن الوطن العربي يشهد حالتين إحداهما في طريقها إلى التعافي وهي حالة الجزائر التي وإن شهدت المعالجة فيها حالات من المد والجزر إلا أن النوايا الطيبة لكثير من الجزائريين لابد وأن تحقق نهاية طيبة في هذا البلد الطيب.
تبقى الحالة الأخرى ، وهي ما يشهده الصومال الذي لايزال يواجه رغبة القتل والتدمير لدى من يسمونهم بأمراء الحرب هناك والذي يأتي في مقدمتهم المدعو محمد حسين عيديد الذي ورث امارة احدى المليشيات التي امتهنت القتل والتقتيل فبعد وفاة والده حسين عيديد، ترك ابنه عمله في الجيش الامريكي حيث كان ضابطا هناك وتحول من ضابط في واحد من اكثر الجيوش اهتماما بضباطه، راتباً وحياة وغيرها من المميزات العديدة، ليتحول الى زعيم عصابة وظيفتها قتل ابناء الصومال وتخريب وطن بأكمله.. وطبعا فزعيم العصابة يكسب اكثر من ضابط الجيش الامريكي.. هذا ان لم يكن عمله كزعيم عصابة في الصومال انتدابا او اعارة من عمله السابق لتأدية دور ووظيفة متفق عليها، وكل شيء وارد في لعبة الأمم.
المهم هذا العيديد وبعد ان مكن للصومال عدد من ابنائه الشرفاء الذين استجابوا لجهود الدول العربية المجاورة وخاصة جيبوتي واليمن ومصر، فتجمعوا ودمجوا العديد من الفصائل التي كانت تخوض حرب قبائل حيث تعاهدوا على وقف القتال وشكلوا برلمانا وحكومة منتخبة وانتخبوا رئيساً اعترفت به جميع الدول العربية حيث شارك في مؤتمري القمة الأخيرين في القاهرة وعمان وفي اجتماعات الأمم المتحدة والوحدة الأفريقية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وشارك في قمة الدوحة الاسلامية، وبهذا يكون العالم بأسره قد اعترف بالرئيس عبده قاسم صلاد حسن وهو يعطيه شرعية دولية اضافة الى شرعية صومالية من خلال وقوف اغلب الصوماليين ان لم يكونوا جميعهم باستثناء تجار الحروب وزعماء عصابات الحرب من امثال محمد حسين عيديد الذي هاجم المملكة العربية السعودية ومصر والسودان وجيبوتي واليمن ودولا اخرى عربية واسلامية لأنها قدمت مساعدات لبلاده الصومال، «ان كان لايزال يعتبر نفسه صومالياً رغم انه اقسم يمين الولاء للوطن الذي يخدم في جيشه».
وعيديد الصغير يهاجم العرب والمسلمين لأنهم يساعدون شعب الصومال ورئيسها الشرعي لاستعادة العافية والعودة لتنمية وبناء الوطن.. في عصر ينبذ الجميع حمل السلاح إلا الاشرار الذين يعدون إعداداً لتخريب ما كان في السابق وطناً لهم.. وكما الابن العاق تعاني الأسرة منه كثيراً.. كذلك الأوطان تعاني من الأشرار الذين هم آكثر عقوقاً من الابناء لأن جريمتهم تدمر وطنا.. وليس عائلة واحدة.
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved