أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th April,2001 العدد:10423الطبعةالاولـي الخميس 18 ,محرم 1422

مقـالات

شدو
وجوداً لا حدوداً ..!
الدكتور فارس محمد الغزي
ينقطع «رأس» أفعى الرأسمالية.. تنكشف سوأتها، وذلك فيما لو لم تزج بنفسها في أتون صراع خارجي دموي يدفع ثمنه الأبرياء. إن السلم يهشم رأس الأفعى هذه، يدمر اقتصادها، يؤدي بها إلى تهلكة الانهيار الامر الذي يفسر هروبها المكرور من الموت عن طريق إماتة الآخرين. لابد لهذه الأفعى من عدو: حقيقي أو وهمي ... عدو عربي في الغالب يتخلق في خيالات دوائر «الاكاديميا والانتلجينسيا»، فتحمضه هوليوود وتكسو عظامه لحما نتنا «وإنسانية مشوهة»، وفي النهاية ينتصر الخير على الشر تمثيلا وذلك بمجرد ان يسقط العربي صريعا تحت وابل رصاص ذرائعية حماية أمن ومصالح امريكا القومية من الإرهابيين. إن الرأسمالية عقيدة لا وسطية لديها: فإما بقاء تام أو فناء عام، فوقودها الغرائز المتعطشة لسفك الدماء ووسيلتها «الميكافيلية» المستعدة لامتطاء صهوة اقصى درجات القذارة والقسوة والتلون والوحشية. انها لا تتردد..
لا تتلكأ عن القفز خارج أسوارها بمجرد ان تشم «دولارا» في «جيب ما»، حيث تضحي بكافة «مخزونها الاستراتيجي» من الاخلاق والمثاليات التي صاغتها الأيدي القذرة القادرة غير العاقلة من العقول الاكاديمية والاستخباراتية في معامل علوم البيولوجيا والنفس والاجتماع والسياسة ...
إنها مكنة عملاقة عجلتها تدور في فلك الطمع فيما في حوزة الإنسان الضعيف الاعزل ... مكنة شرسة انيابها صهيونية تلمودية شيطانية مسمومة تمزق الانسان روحا وأخلاقا فتحكم السيطرة عليه فكرا وجسدا. انها عزيزة التفوق بالعرق .. باللون .. بالهوية تلك النزعة الشيطانية التي استطاعت الصهيونية ان تزرعها في عقول سذج الغرب بعد ان صاغت مناهجهم الدراسية وسنت طرائق تفكيرهم، بل حورت عقائدهم المسيحية بشكل يضمن تباينها وتناحرها واستحالة اتفاقها الا فيما يخص «قداسة» الدنس: بني صهيون الشعب المختار زورا وبهتانا" فالإله يهودي «عيسى عليه السلام» بغض النظر عن حقيقة انهم راموا صلبه وفشلوا بأمر الله وان كانوا قد نجحوا بقتل المئات من الانبياء قبله..!
كيف نجح قرود وخنازير بني صهيون في صياغة عقيدة مسيحية قوامها وجوب الايمان بان اليهود هم «شعب الله المختار!» والا حرمت عليهم جنات نعيم الآخرة؟!
ألا تفسر هذه الحقائق المبهمة الملجمة إصرار اساطين الرأسمالية على تشويه حقيقة الاسلام الناصعة عن طريق اختلاق «غريزة الإرهاب» لدى اتباعه فَخلْق عدو من شأنه تشتيت الأذهان عما يدور في الداخل، وضخ المزيد من جرعات المشاعر الوطنية المزيفة في رؤوس الرعاع والدهماء من «ضحايا» آلات الدعاية والإعلام الجهنمية لبني صهيون ...
ما الحل يا ترى ؟.. أنى للعرب القدرة على الصمود في وجه «الشيطان القادر؟!» .. أعتقد ان الحل الوحيد يتمثل في الاقرار باهتراء حصون الداخل، فالمناورة على «تأجيل» المواجهة القادمة لا ريب، ومن ثم الشروع فورا بهدم اسباب الاهتراء فكراً «مضحكاً مبكياً»، وتواكلاً لا توكلاً، وانفصاماً ذاتياً وقيمياً وحضارياً.. إن الأمر مرير.. إلى حد الانتفاء.. وجوداً لا حدوداً..
للتواصل : 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved