أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 12th April,2001 العدد:10423الطبعةالاولـي الخميس 18 ,محرم 1422

منوعـات

وعلامات
السلوك الحضاري.!
عبدالفتاح أبومدين
* إن أقل مفهوم السلوك الحضاري، الاستقامة في التعامل، بعيدا.. عن الكذب، وبعيدا عن الغش، وبعيدا عن تجاوز الحدود.! وقبل ذلك وبعده بعيدا عن الأذى والتشويش، ذلك أن هذه التجاوزات مفسدة، ترد الى الجهل، الذي يفضي الى انحسار السلوك الأدبي.! ذلك أن أدب النفس ارتقاء بصاحبه في الحياة العامة، ويأتي قبل أدب الدرس.. الذي هو ارتقاء معرفي في الحياة!
* ان العالم ببحوثه وارتقائه الحضاري، يكتشف كل يوم المزيد من المعارف، واكتشافاته العلمية.. تقوده الى الوصول الى ما يطمح اليه فيما علمه خالقه، والانسان فرح بما يتكشف له من أسرار.. تعينه على حياته العامة، وتنقله الى الارتقاء.. حتى يظن أنه قادرعلى أشياء كثيرة، حين تأخذ الأرض زخرفها وتتزين، وذلك قمة الارتقاء.. الذي يفضي الى نهاية الحياة.
قال الله تعالى في كتابه العزيز:«إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها، أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس، كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون».
* نحن أمة كانت في ماضيها حضارية ثم هي تدريجيا تنسلخ من تلك السمة الجمالية وهي حسنات الاسلام.! تخلت عن كثير من أدب السلوك، وأخذ الغرب هذه السمات الحضارية، حين ارتقى بما تعلم ونال من علوم.. بجهوده وكده وبحثه، وتخلف المسلمون والعرب، لأنهم شغلوا بقشور الحياة وتوافهها، فأصبحوا في آخر الركب.. مع الأمم المتخلفة الخاملة.!
*لبستنا معطيات حضارة الغرب، وأخذنا منها بنصيبنا مستهلكين، غير منتجين، غير أننا أسأنا استعمالها والتعامل معها.! ولعلي اليوم أشير الى نمط واحد فقط.. من هذه الوسائل التي غزت حياتنا، ووصلت الى أيدي الأطفال في المدارس وفي الشارع، بجانب الكبار، في مكاتبهم، وهم يقودون مركباتهم، وشغلت الوقت والنفس، وأصبحت مظهرا يتباهى به.!
* لا اعتراض على ذلك، غير أننا أسأنا استعمال هذه الوسيلة، فدخلنا ب«الجوال» المساجد، وبعضنا لم يغلقه، ودخلنا به الاحتفالات المختلفة، لنشوش على المتحدثين والبرامج المطروحة، وليست هذه الممارسة مسلكاً حضارياً، وإنما هي سوء استعمال، وبلادة حس وعدم تقدير يهبط الى قلة أدب.! لأنا لم نحسن العمل، ونحن نرى من أنتج هذه الوسيلة.. يتعامل معها بأدب وبحذر، فلا يحتاج أن ينبه وأن يقال له بصوت عال وفي محفل: الرجاء اغلاق الجوالات.! بل نحن نسيء الاستعمال في وسيلة جوية.. يهدد الجوال حياة من فيها، بتأثيره في الملاحة الجوية! فمتى نعي حسن استعمال ما يصلنا من وسائل حضارية، ومتى نتأدب مع الآخرين!؟ ذلك.. هو أدب النفس قبل كل شيء.!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved