أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th April,2001 العدد:10424الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,محرم 1422

الثقافية

شعر
سوق اللحوم الباردة
إلى كل من تجذبها تلك الأضواء البراقة المنبعثة عبر بعض الصحف أو المجلات، التي تخبئ في شباكها النهاية التعيسة


1
زعموك فاتنة المساء
ودعوك سيدة النساء
وكسوك حلة خبثهم
فيها خيوط المجد والفن التليد
وتلألأت صور الدعاية بالوعود
جعلوك مصباحا لهم
وضعوه في درب الدناءة والسفور
يقتات زيتا من عفاف
ويبث ألوان السموم
والشهرة الحسناء تلمع كالنجوم
من فوق هامتك البهية الغبية
سحرتك بالأنغام والخطط الذكية
وصهيل عزتك الفتية في الأتون
يستصرخ الإحساس للشرف المصون
ويصيح يا بلهاء أين الكبرياء؟
دنست يا حمقاء أجمل ما يكون على النساء
وتضيع صرخته بواديك السحيق!
حتى صداه بلجة النشوى غريق!!
2
ومضيت لا تدرين ما يخفي الطريق
فالعقل رنحه الثناء مع البريق
وهناك في سوق اللحوم الباردة
حيث العفونة والقلوب الفاسدة
عرضوك والسمسار يلهج بالسعار
وعلى جمالك يشعل الأحداق نار
ومآرب بين الجوانح ضارية
بغرائز نحو المفاتن عاوية
والخبث غنى في طويات حبيسة
ويهزهم طربا فقد صادوا الفريسة
ومضوا بحسنك في المسارح يعبثون
وعلى الأنوثة في المراقص يمرحون
ومن البلاهة في عيونك يسخرون
ووأدت عرضك في المزابل للفنون
وغدوت لافتة تعلق للسفور
ونعالهم في خطوهم نحو الفجور
وشراكهم للغافلات من النساء
الحالمات بمجد فن او غناء
الجاريات ورا السراب من الغثاء
صنعوك رمحا للفساد ولليهود
رمحا بأمتنا ليخترق الوريد
نشروك طاعوناً يفتك بالشعوب
رفعوك رمزا للتحلل في الدروب
وظللت سلعتهم بأسواق البوار
في كل يوم في المزاد أو القمار
والدهر ينقض من جمالك كل عام
3
تذوي بقبضته أفانين الكلام
وأتى المراقب بعد ما مر الزمان
وتكلست تلك السنون على الحسان
وتعفنت تلك النضارة والجمال
حتى اشمأزت من روائحها الرجال
نظر المراقب باهتمام للقوام
والى عيونك بالثواقب كالسهام
والى الخدود الذابلات المقفرة
فعلت محياه ابتسامة )مسخرة(
بين الرثاء لفاتن مستهلكة
أم الشماتة بالعجوز المنهكة؟!
خطت يداه بأنك الخطر العظيم
لا تصلحين قد انتهى العمر السليم
فمن الأمانة تمنعين عن الظهور
وجمالك المكدود ينبذ في القبور
فلقد غدوت السلعة المستقذرة
من بعد ماكنت لديهم جوهرة
4
نطق الخداع مقهقها يا ساذجة
لست كما كنت فتاة رائجة
فتلفعي العمر المرقع بالهموم
ناجي الندامة والكآبة والوجوم
لوكي الحصاد المر يا مستغفلة
وتكفني بالذكريات المهملة
لست الوحيدة والأخيرة في الحطام
بل أنت رقم لا يعد من الركام
بل أنت رقم لا يعد من البشر
عشت ومت في تجاويف الحفر
أنت ارتميت في الغرور على الخطر!
فعلام تشكين النصيب أو القدر؟!

ابراهيم بن عبدالله الفوزان عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved