أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th April,2001 العدد:10424الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,محرم 1422

الثقافية

الضمير الحي
في لحظة سكون ليلي وفي ساعة متأخرة من ليلة مقمرة دخل احمد مكتبة منزلهم العامرة بكتب متنوعة ومجلات مختلفة، وبينما هو يجول ببصره بين ادراجها وقعت عيناه الساهرتان على مجلة ملقاة على احد الرفوف، فأخذها متناولا اياها وحاضنا لها بين يديه، فتفحصها واجال ناظريه فيها مقلبا وريقاتها الناعمة الملمس معجبا بروعة اخراجها وجمال اعدادها وجودة انتاجها.. وفي هذه الاثناء..
استوقفته صورة في احدى الصفحات وكانت صورة رجل بدت على ملامح وجهه علامات الاسى وأمارات الحزن وهو يتأمل جثثا هامدة ملقاة على الارض مضرَّجة بالدماء..
انها جثث اعز الناس عنده زوجته وثلاثة من فلذات كبده الذين اعتدى عليهم اعداء الدين الذين يكنون حقدا دفينا للإسلام والمسلمين.
وقف عند هذه الصورة المحزنة والمعبرة طويلا غارقا في التفكير مسائلا نفسه : ما الذي دفع هؤلاء المجرمين الى قتل اولئك الابرياء الذين لا حول ولا قوة لهم؟
وبينما هو على تلك الحال دخل عليه والده فرآه متغير الوجه.... ساقطة من عينيه دمعات حرى قد جرت على وجنتيه، فعطف عليه والده، وسأله ماذا دهاك يا احمد؟ وماذا اصابك؟ قل لي مابك يا بني؟ فاجابه قائلاً: اني رايت هذه الصورة وناولها والده واثرت في نفسي كثيرا، واخذت بمجامع قلبي، وتساءلت مع نفسي: ماذنب هؤلاء المساكين؟
وما الجرم الذي فعلوه حتى يقتلوا ويذبحوا كما تذبح الشياه وينكل بهم اشد النكال؟
فما كان من والده الا ان شاركه مشاعره واحاسيسه، واحتضنه مهدئا له ومكبرا فيه هذا الاحساس العظيم والشعور الصادق تجاه اخوانه المسلمين، واجابه عن تساؤله .
وقال: يا بني ان اعداءنا من الكفرة يتمنون القضاء علينا وعلى ديننا، ولكن انى لهم ذلك فللدين رب يحميه..
فشكر احمد لابيه ومضى الى فراشه يحدوه الأمل بنصر الاسلام.
العنود بنت عبدالله مدينة تمير

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved