أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th April,2001 العدد:10424الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,محرم 1422

الثقافية

الحلم الذي مات
انها كأي فتاة عاشت تحلم بالسعادة تبحث عنها نسجت خيوط تلك السعادة كما ينسج العنكبوت بيته تحت السقف بيد ان تلك الخيوط واهنة ضعيفة )وإن أوهن البيوتِ لَبَيْتُ العنكبوت( الآية الا انها رسمت امالا واحلاما عليها كما يرسم الفنان لوحته الفنية بدمائه.
بحثت عن السعادة يمنة ويسرة، ولكن هيهات ان تكتب السعادة لمن كتبت عليه الشقاء جمعت آمالها لتداوي بها الامها ولكن شتان ما بين الالم والامل، حقا تشابه في الحروف واختلاف في المعنى انه ضرب من الجناس فقط.. واي جناس انه جناس ناقص.. انها تحاول جاهدة ان تطل من نافذة الامل لترى ان الغد افضل من اليوم لقد استحال حلمها الى حمامة بيضاء ولكن النسور الجارحة لم تدع مجالا لتلك الحمامة ان تحلق بحرية تامة او ان تشدد بهديلها لتطرب من حولها.
قابلتها.. رأيت في عينيها حزنا دفينا يسيطر عليها يحجب الرؤية عنها.. حزن عميق فتت ما بقي من ذرات السعادة والهناء .. حزن عظيم شل حركتها فأصبحت كالطائر السجين في قفصه.. رأيتها.. دموعا تذرف.. قلبا يحترق.. اهات تتابع.. وزفرات تردد.. قد ارتوت من كاس الهم واقتاتت من قوت الالم.. بكت دموعا كحبات اللؤلؤ تناثرت على وجنتيها وهي تروي حكاية بؤسها وشقائها معلنة ان هناك وحشا كاسرا يريد افتراسها ويريد تحطيمها يحمل بين اضلاعه قلبا اسود انسان لا يعرف من الانسانية سوى اسمها لبس جلباب الكبر ونزع جلباب الحياء انه زوج امها ذلك المغرور الذي نسي انه مخلوق من طين بل من ماء مهين..
رددت قول الشاعر : ايليا ابو ماضي:


نسي الطين ساعة انه طين
فصال تيها وعربد
وكسا الخز جسمه فتباهى
وحوى المال كيسه فتمرد
يا اخي لا تمل بوجهك عني
ما انا فحمة ولا أنت فرقد

نسي انه مخلوق ضعيف، فراح ينفث سمه في جسدها كما تنفث الحية سمها في جسم فريستها.. اشهر مديته الحادة في وجهها ليس لسبب سوى الحقد الذي يسكن داخله ويتغلغل في اعماقه..
لمن تلجأ يا ترى؟ هل لامها تلك المسكنية التي قد لا تكون افضل حظ منها.. ان امها ايضا مثلها مغلوبة على امرها تحاول الفرار من زوجها كما يفر السليم من المجذوم لا حول لها ولا طول لا فرق بينها وبين ابنتها سوى انها تحمل هوية )امته( عفوا «زوجته».
لقد اغلقت الابواب في وجهيهما ولم يبق سوى باب واحد انه باب الحق تبارك وتعالى باب من قال «وقال ربكم ادعوني استجب لكم» باب من حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بيننا..
وقفت بجانبها قائلة: اخيتي اتشحي بوشاح الصبر وانسجي اشرعة الامل لترفيعها على صواري الايمان في سفينة الاباء لتخوضي بها بحر الحياة لمواجهة قراصنة البحر لتصلي الى مرفأ الامان بامان.. عفوا اخيتي:
قد تقولين: ان من يسمع غير من يشعر ومن يكتوي بالنار لا يشعر بها سواه اقول صحيح ذلك.. ولكن لا تستسلمي لليأس ولا يقودك الشيطان بعيدا عن باب الرحمن، واعلمي ان ذلك امتحان لك.. فلا بد لليل من نهار وان طال ولا بد ان تشرق شمس الحرية باذن الله ويعود الفرح لقلبك من جديد وستلوح في الافق سحابة غيث تغيث قلبك وتغسل همومك وستتجاوزين ذلك النفق المظلم عاجلا باذن الله وكرري دائما «حسبي الله ونعم الوكيل» نعم والله «حسبنا الله ونعم الوكيل»
صدى الذكرى الوشم / ثرمداء

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved