أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th April,2001 العدد:10424الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,محرم 1422

أفاق اسلامية

نبض المداد
منكر في طرقات المساجد
يكتبها: أحمد بن محمد الجردان
من المؤلم جداً ان الصلاة تقام بل ان الامام يصلي بالناس ومن شبابنا من تراهم في الشارع القريب جداً من المسجد يتحدثون امام سياراتهم او على اقدامهم وكأن الذي يصلي بالناس لا يعنيهم، وكأن من يمرون بهم متجهون الى امر لا يرقى الى ادنى اهتماماتهم لا من قريب ولا من بعيد!!، تلك الصورة لم نكن نراها قبل سنوات فلو تكاسل بعض الشباب في ذلك الزمن عن اداء الصلاة مع الجماعة لم يتجرؤوا ابداً على المجاهرة بذلك بل تراهم يغيبون عن اعين الناس كما يغيب كم هائل من شباب اليوم عن صلاة الفجر مع الجماعة، عجباً يجاهرون بترك الصلاة ولا يخشون احداً لانهم امنوا الانكار عليهم فغشيهم المنكر واشربت به قلوبهم!!، ولكن السؤال اين دوري ودورك؟!، لم نمر بهم ولا ننكر عليهم لم نجالسهم بعد ان نؤدي الصلاة وهم قد تركوها؟ ولم نؤاكلهم ونسامرهم؟!، من الانكار الذي نملكه بأن ننكر عليهم باللسان بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة وان لم نستطع لِم لم يكن دورنا معهم اضعف الايمان وهو الانكار بالقلب؟!!، لاشك انه لم يجرؤ هؤلاء على المجاهرة حول المساجد وفي الطرق اليها بترك الصلاة الا لانهم قد عرفوا ضعف الانكار من الناس ومن النادر ان ينكر عليهم احد من المتجهين الى الصلاة فقوة صاحب المنكر هنا اتت من ضعف وجهل وقلة فقه من ينكر عليه، فكلما ضعف الناهي عن المنكر وقل فقهه، قوي مرتكب المنكر وزاد فسقه، وكلما قوي الناهي عن المنكر وكان فقيهاً بأصول وآداب واحوال درجات الانكار الثلاث، كلما ضعف مرتكب المنكر وخبت جذوته وهكذا!!، فالدور المطلوب تجاه هذه الظاهرة ان يقوم كل منا بدوره، فهؤلاء الشباب قبل كل شيء هم ابناء فطرة سليمة، الاصل فيهم الخير والشر هو الطارئ عليهم، لم لا نخاطب الخير الذي فيهم؟!، لم نبدأهم بالهجوم قبل السلام؟!، لم نبدأهم بالعبوس قبل الابتسام؟!، لم نرفع نبرة الصوت معهم بدل الهدوء؟!، نحن لا نملك مع الآخرين الا الانكار باللسان وبالقلب اما اليد فهي ليست الا فيما تحت ايدينا فلنا الحق بأن نستعملها معهم وثمة قصة فيها عبر ودروس لمن اراد الانكار على الآخرين باللسان بالتي هي احسن فهاهو صلة بن اشيم مر عليه رجل قد اسبل ازاره فهم من هم جلوس عند صلة ان يأخذوا هذا الرجل بالشدة لانه مسبل ازاره فقال لهم صلة دعوني اكفيكم اياه فقال له: يا ابن اخي ان لي اليك حاجة فقال: ما حاجتك ياعم؟ قال صلة احب ان ترفع ازارك فقال الرجل: نعم وكرامه فرفع ازاره، فقال صلة لاصحابه: لو اخذتموه بشدة لقال: لا ولا كرامه وشتمكم. كم من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر قد شتموا وربما أوذوا لانهم لم يفقهوا ما فقهه صلة في موقفه هذا!!، اما اذا لم يكن للانكار باللسان على هؤلاء ثمرة ترجى عندها يتم رفع الامر الى اهله ممن منحهم ولي الامر ايده الله للاخذ على ايدي هؤلاء او غيرهم من المجاهرين بالمنكرات، وتطبيق الانظمة بحقهم وذلك بالاتصال بمركز هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر القريب من تجمعات هؤلاء الشباب!!


أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved