أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th April,2001 العدد:10424الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

إنجاز أمني كبير ودرس سعودي في مكافحة الإرهاب
لا يخفى على أحد ما يعانيه العالم من معضلة أو ظاهرة الارهاب بشتى صوره وأشكاله من عمليات تفجير وتخريب وما يتبع ذلك من أضرار في الأرواح والممتلكات وترويع للناس، هذا بالاضافة الى الاغتيالات واختطاف الطائرات والتي أصبحت )موضة ارهابية( في هذا الزمان وهي شكل من أشكال الارهاب.. وترويع الناس الأبرياء كما قلنا وفي مثل هذه الحالات يكون ركاب الطائرة ضحية لهذا العمل الارهابي العابث الذي يعبث بأرواح العباد ويهددهم ويروعهم، ولنا أن نتصور أن مائة أو مائتين من الركاب أو أقل أو أكثر عندما يستقلون الطائرة قاصدين بلدا بذاته وإذا بهم يقعون تحت طائلة الارهاب والتخويف والرعب مهددين بالسلاح والقنابل أو غيرها وإذا بهم ينتقلون من بلد لآخر نتيجة عمل ارهابي تخريبي عابث دونما ذنب اقترفوه سوى أنهم وقعوا ضحية لعمل ارهابي ابتزازي وأفكار منحرفة.
وقد يكون فيهم وبينهم الضعيف والمريض ولقد عانى العالم من هذا النوع من القرصنة والارهاب أو الموضة الارهابية كما قلنا.
وضمن هذا المسلسل الارهابي وفي شكل اختطاف الطائرات لكن حادثة اختطاف الطائرة الروسية والتي عولجت بحكمة وروية من قبل السلطات السعودية والقيادة الحكيمة أعطت درسا عظيما ونهجا جديدا غير مسبوق في معالجة هذه المعضلة الخطيرة التي تعصف بالبشر والتي عانى وما زال يعاني منها العالم فضمن مسلسل التفاوض بما يتعلق بالحادث رفضت المملكة رفضا باتا وقاطعا تزويد الطائرة بالوقود طبقا لمطلب المختطفين استعدادا لرحلة طويلة كما جاء في بيانهم ومطلبهم.. وكنت استغرب كمواطن بسيط سبب الرفض ولم أفهمه تمام الفهم وأدرك أبعاده إلا بعد تصريح سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية عندما قال ان المملكة لن تكون مأوى أو مرورا للارهاب والارهابيين. عندها فهمت المغزى والحكمة والرؤية وبعد النظر، وكان بإمكان السلطات الحكيمة ان تزود الطائرة بالوقود وتتركها تذهب أو تغادر الى حيث ما شاءت وتتخلص بذلك من المسؤولية )وصداع الرأس( خاصة في مشكلة مثل هذه وعملية خطيرة لا يعلم نهايتها إلا الله فقد تكون الطائرة ملغومة وهناك يعلم الله وحده بالنتائج..
ومن المعروف ان مثل هذه الحوادث لا تتوقف أو تنتهي عند المحطة الأولى وانما تستمر وتنتقل الى أكثر من بلد حتى تنتهي هذه المآساة أو قد لا تنتهي نهاية محمودة مثلما حدث في بعض الطائرات التي تم تفجيرها ولا أذكر في مسلسل اختطاف الطائرات ان طائرة مخطوفة انتهت بالطريقة التي انتهت بها )الطائرة الروسية المخطوفة(.
لقد أعطت المملكة بحق درسا كبيرا وعظيما في مجال مكافحة الارهاب الدولي واختطاف الطائرات الذي هو أحد أشكاله.. وهذا يعد انجازا أمنيا جديدا وكبيرا للمملكة يدخل ضمن مسلسل الانجازات الأمنية الكبيرة، ولا نبالغ إذا قلنا أنه يتعدى النطاق المحلي الى المستوي الدولي بحكم ان الطائرة أجنبية والمختطفين أجانب والركاب أجانب ومن جنسيات متعددة.
ويحق لنا بحق وكسعوديين ومواطنين أن نفخر بهذا الانجاز العظيم والذي يسجل في سجل مكافحة الارهاب وفي نظري ان هذا الموضوع أو هذا الانجاز لم يعط حقه من الاشادة والتقدير.، وهنا لابد لي كمواطن ان اسجل بكل فخر واعتزاز دور )قوات الأمن البواسل( ونفخر ونعتز برجال أمناء أشاوس غامروا وعرضوا حياتهم للخطر من أجل واجب ديني ووطني يمليه عليهم الواجب الديني والوطني..
وكم كنت فخورا كمواطن وأنا أتابع رجال قواتنا البواسل وهم يداهمون الطائرة ويقتحمونها. ولقد أشاد خبراءمكافحة الارهاب بالطريقة التي تمت بها معالجة الحادث وقالوا ان الطريقة التي تمت بها مداهمة الطائرة كانت ناجحة وربما تكون نهجا جديدا.
إذ أن الخطة كانت حكيمة وذكية فالدخول للطائرة من نافذة القيادة ومن الخلف والجوانب أي من عدة جهات أربك الخاطفين وشل حركتهم نتيجة تقدير قيادتنا الرشيدة والى رجالنا الأبطال والى )قوات الأمن البواسل( الذين قاموا بهذا العمل الرائع والذي لم يقتصر على القوة العسكرية والبدنية والشجاعة فقط وإنما سبقه تخطيط رائع وخطة محكمة حكيمة.
وتاريخ المملكة ولله الحمد خال من مثل هذه الأعمال فالمتتبع لمسلسل الاختطافات يلحظ ان هذه العملية هي الأولى من نوعها التي تقع على أرض المملكة وان شاء الله تكون الأخيرة فقد أخذت الجماعات والمنظمات الارهابية درساً فريداً من نوعه وهو درس عملي لكل من يساند الارهاب أو يدعمه أو ينفذه.
عبدالحميد العبدالله السعدون

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved