أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 13th April,2001 العدد:10424الطبعةالاولـي الجمعة 19 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

برنامج الحد من إيذاء الطفل.. والإيجابيات المتوقعة
عزيزتي الجزيرة:
إن هذا البرنامج يهدف الي التأ كيد على ما تتضمنه تعاليم الشريعة الإسلامية الغراء الداعية الى تحسين معاملة الأطفال وتربيتهم وفق المنهج الإسلامي، السليم، بما يكفل لهم النمو السوي صحيا ونفسيا واجتماعيا، والعمل على تهيئة البيئة التربوية والأسرية المناسبة للطفل..بهذه الكلمات الحانية بدأ مدير عام التوجيه والارشاد بوزارة المعارف الأستاذ القدير بجاد بن محمد العتيبي حديثه عن أحدث البرامج الوزارية برنامج «الحد من إيذاء الأطفال» والذي بدأت الوزارة بتطبيقه في بعض المناطق التعليمية، ويأتي هذا البرنامج «الجديد» بطبيعة الحال ثمرة من ثمار وزارة المعارف التي قطفها ويجنيها كل من سار في هذا المجال التربوي والتعليمي لتحقيق مزيد من التفاعل الاجتماعي، وقد جاء تطبيق هذا البرنامج بعد بحوثات عديدة ثم دراسة متأنية من كبار رجال التعليم وخبرائه وذلك التزاما بما جاء في بنود «اتفاقية حقوق الطفل» الصادرة من هيئة الأمم المتحدة..إن أطفالنا عموما كانوا بحاجة ماسة للنظر في مثل تلك الأمور ومعالجتها بوضع الحلول السريعة، فالأطفال هم فلذات الأكباد ونبضات القلوب وشريان المجتمع وفاكهة الحياة. وإيذاؤهم والقسوة عليهم معول هدم ينافي مبادئ السماحة والأخلاق.
إن هذا البرنامج «الناجح» بإذن الله يعتبر من وجهة نظري هو بداية لانطلاقة سيكولوجية يطلع بعدها كل طفل على واقعه اليومي ويتمكن من خلالها من إكمال مسيرته بطموح..
والطفل في العديد من دول العالم وفي مختلف الأزمان كثيرا ما يتعرض للإيذاء في البيت الشارع المدرسة وإن كان والدا هذا الطفل واخوانه من المتعلمين بحيث فرضوا الأنظمة داخل المنزل بعدم التهديد والضرب وهذا نادر الحدوث فلا بد ان هناك من سيؤذيه في موقع آخر كالشارع أو المدرسة.. مما يعني حتمية مرور أي طفل بهذه الحالة ومن الطبيعي فالإيذاء والضرب خارج البيت ناتج عن تصرفات أطفال وشقاوة معتادة، أما داخله وخصوصا من الوالدين فعادة يكون بتصرف لا شعوري وحرصا منهم على طفلهم.
والآن وقد بدأ هذا البرنامج «الجوهري» فطبيعي جدا ان تكون أولى خطواته توزيع «نشرات مختصرة» تعطى لجميع فئات وطبقات المجتمع )أفراد الأسرة طلاب المدرسة المعلمون العمالة المنزلية إضافة الى المجتمع المحلي التجاري المجاور للمساكن(.
الآثار السلبية الناتجة عن إيذاء الأطفال
ما من شك أن إيذاء الطفل والإساءة إليه قد تتسبب بأشياء كثيرة تضر لا قدر الله بالطفل منها:
1 الشعور بالنقص وضعف الشخصية وفقدان التوازن الاجتماعي.
2 القلق والاضطراب )Disturbed( والخوف من المستقبل.
3 الشعور بالغضب. وذلك ما قد يجبره على التصرف العشوائي.
4 كثرة الشرود الذهني والتفكير والسرحان وذلك ما سيؤثر على عملية التعلم )Learning Process( وبالتالي انخفاض المستوى التحصيلي.
5 الإساءة المتكررة للطفل تولد لديه العدوانية والهروب الى العزلة، والانطوائية.
6 الآلام والأوجاع كأثر جسماني والتي قد تسبب الإعاقة لا قدر الله والمجتمع المدرسي هو الوعاء الأكبر للقيام بإتمام هذا البرنامج لذلك فعلى المعلم والمرشد الطلابي الإلمام التام بخصائص مرحلة الطفولة وكذلك الوقوف عن كثب على الاحتياجات والمتطلبات الضرورية لتلك المرحلة العمرية التي تسبق سن الرشد وفيها يكتسب الطفل المهارات والعادات الاجتماعية من خلال من حوله آخذين بالاعتبار ان هذا الطفل قد منحه الله وكرمه بنعمة العقل وخلق له دماغا يحوي من الخلايا العصبية ما يزيد على )6( بلايين خلية قد تتلاشى وتنعدم فاعليتها لا قدر الله نتيجة ضرب أو إساءة جارحه لهذا الطفل.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «ان الله رفيق يحب الرفق كله»)1(.
وقال أيضا: «ان الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه»)2(.والأحاديث التي وردت عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم في هذا الموضوع كثيرة وكلها تدعو للرفق واللين والتقبل والأخلاق النبيلة وهذا ما يتوجب على المعلم ان يتقبل طلابه ويتحمل بعض تصرفاتهم وأخطاءهم وألا يوبخهم على صغائر الأمور:


أقل ذا الود عثرته وقفه
على سنن الطريق المستقيمه
ولا.. تسرع بمعتبة إليه
فقد يهفو ونيته سليمه

مع الإشادة بهذا البرنامج لا يفوتني تقديم الشكر لأهله ممن يستحقون الثناء والدعاء وما أعظم من ذلك تجاه جهودهم المستمرة لرعاية أبنائنا الطلاب وتعليمهم وتربيتهم وتوجيهاتهم الرزينة لتوجيه الطلاب وإرشادهم..
حمود بن مطلق اللحيدان
مرشد طلابي حائل
)1( رواه البخاري 7/80، ومسلم )2165(.
)2( رواه مسلم )2594(.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved