أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th April,2001 العدد:10429الطبعةالاولـي الاربعاء 24 ,محرم 1422

الاقتصادية

أصداء
ما لا تعرفه عن المبادئ الإحصائية
فهد محمد اليحيى*
كان يعرف الاحصاء في الماضي بعلم العد.
فقد كانت الدولة في القديم تتطلب جمع البيانات العددية عن السكان والثروة الموجودة فيها من اجل تنظيم ميزانيتها وانجاز خططها وترتيباتها المتعلقة بالامور الحربية. ويقال ان اول من استخدم هذا النوع من الاحصاء هم القدماء المصريون، حيث قاموا بعمل تعداد لسكان مصر وثروتها قبيل بناء الاهرام، حتى يكون ذلك عوناً لهم ومرشداً في تنظيم عملية البناء.
ومع ان عملية العد في السابق لم تكن متشعبة، ولم تتطلب مهارات خاصة، الا ان شيوعها واستعمالها في مجالات مختلفة جعلها عملية معقدة، واصبحت تتطلب مهارات وخبرات واسعة.
ويمكننا التأكد من صحة ذلك اذا ما استعرضنا الاستعدادات التي تمر بها الحكومات على اختلاف انواعها عند محاولتها القيام بتعداد عام في بلادها. وكذلك يمكننا التعرف على انواع المهارات المطلوبة من خلال تفحصنا للتعليمات والارشادات التي تصدرها الهيئات الاحصائية الخاصة والتي غايتها مساعدة القائمين على عملية التعداد في انجاز مهمتهم بأفضل الطرق وأسهلها.
ولكن مع مرور الزمن فقد اصبحت الدولة تتطلب اعمالاً احصائية اكثر تعقيداً وصعوبة من مجرد القيام بعملية العد نفسها. فعلى سبيل المثال، اصبحت الدولة تتطلب تحليل هذه الارقام واستنتاج الاتجاهات العامة لها والاستفادة منها في اعمال التخطيط والاعداد للمستقبل. هذا ويمكننا القول بأن الدولة الحديثة قد اخذت في استعمال الارقام في مختلف النواحي والمجالات المتعلقة بها.
فهناك المعلومات الوافية عن السكان وعن توزيعهم من حيث العمر و الجنس والمهنة ومستوى التحصيل العلمي والمستوى الاجتماعي ونسب المواليد والوفيات والحالة الزوجية، بالاضافة الى المعلومات الخاصة بالصادرات والواردات والتجارة الداخلية والخارجية ومستوى المعيشة والحاصلات الزراعية والصناعية، الى آخر ذلك من المجالات التي يصعب حصرها دفعة واحدة ولاشك ان الاستعمال المتنوع للارقام ومحاولة الاستفادة منها بمختلف الطرق قد قادنا الى تطوير المبادئ الاحصائية المستعملة في معالجتها، كما اتاح الفرصة امام ادخال مبادئ احصائية جديدة اكثر صعوبة وتعقيداً لتتمشى مع انواع التحليل المطلوبة.
هذا ولم تعد الارقام والمبادئ الاحصائية الخاصة بمعالجتها مقصورة على اعمال الدولة بل تعدتها الى المجالات العلمية، فمن تفحص الطرق الموضوعية للبحث في وقتنا الحاضر نجد ان الطريقة الاحصائية اكثرها شيوعاً واستعمالاً لدى عالم الاقتصاد والاجتماع والاحياء والفلك والوراثة والنفس والتربية والزراعة وغيرها وحتى المشتغل بالابحاث الطبية لابد له من استعمال المبادئ الاحصائية في بعض الاحيان للتدليل على صدق تجاربه او خ طئها.
وحتى يتبين للقارئ اهمية الدور الذي تلعبه المبادئ الاحصائية في المجالات المختلفة لحياتنا اليومية فاننا سنتعرض لاحقاً لبعض الجوانب التي يستعمل فيها الاحصاء في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء.
والله الموفق.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved