أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th April,2001 العدد:10429الطبعةالاولـي الاربعاء 24 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

حوادث المرور والمعلمات
لتؤخذ القضية بعين الجدية
تتحول مواسم الدراسة كل عام إلى مسرح مفتوح لوقوع العديد من الحوادث التي يذهب ضحيتها كل عام العديد من المعلمات اللاتي يسافرن المسافات الطويلة لإكمال رسالتهن في تدريس طالبات الوطن معرضات في سبيل ذلك أرواحهن لحوادث الطرق الشنيعة من أجل الوصول لمبتغاهن في الهجر والقرى النائية التي تبعد عن مقار سكنهن المسافات الطوال بحيث يقطعن في كل يوم مئات الكيلومترات المقرونة بالمشقة والجهد والمعاناة، وقد لا يمر يوم إلا ويقفز الى مسامعنا خبر وقوع حادث جماعي لمعلمات على احد طرقنا السريعة، والنتيجة إما وفيات وخسائر بشرية وأطفال يحرمون من حنان الأم أو الأخت، وإما عاهات مستديمة ترافق المعلمة طيلة حياتها وتبقى من خلالها عالة دائمة على الاسرة. والأسباب التي قد تكون طرفا في وقوع الحوادث كثيرة، ولكن قبل أن نخوض في هذا الحديث فعلينا الا ننسى أبداً أن لكل شيء أجلا ولكل أجل كتاب وأن كل ما يقع للإنسان هو من باب القضاء والقدر الذي يجب علينا أن نؤمن بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، ولكن ذلك بالتأكيد لا يمنع من الأخذ بالأسباب التي أعتقد أنها تتلخص في الأمور التالية:
1 أن عملية نقل المعلمات تتم في الصباح الباكر وقبل طلوع الشمس وذلك كسبا للوقت وليتم ايصال المعلمات قبل بدء اليوم الدراسي، وعندها يكون السائق قد أرهق تماما من كثرة المرور على منازل المعلمات ولم يأخذ القسط الكافي من النوم والراحة مما يصيبه بالارهاق الذهني والجسدي نتيجة السهر المتواصل خلف مقود القيادة لتوصيل المعلمات ومن ثم العودة بهن لمقار سكنهن.
2 لطبيعة المجتمع الذي نعيش فيه فبالتأكيد لا أحد يرضى بأن يرسل زوجته أو شقيقته الى عمل يبعد عن منزلها مئات الكيلومترات مع سائق شاب، ولذا فإن غالبية متعهدي نقل المعلمات من كبار السن الذين يمارسون هذه الأعمال بعد احالتهم للتقاعد أو لزيادة الدخل إذا كان من ذوي الرواتب المنخفضة، وهؤلاء قد تكون بهم علل صحية كمرض ارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو ضعف في النظر أو التركيز الذهني بسبب الشيخوخة وقد لا تساعدهم صحتهم على السفر المتواصل اليومي ولكنهم يكابرون على ذلك بسبب ظروفهم المادية الماسة، وهذه الأعراض قد تفاجئه على الطريق وقد تنتابه أعراضها معرضا حياة المعلمات للخطر.
3 لنوع وسيلة النقل ايضا دور كبير في وقوع بعض الحوادث فقد يكون بعضها من النوع القديم المتهالك الذي لا يتحمل مشاق السفر والترحال، حيث تتعرض لانفجار إطار أو التماس كهربائي يؤدي الى حريق، وقد تكون سيارة حديثة ولكنها تفتقد الى الصيانة اللازمة وخاصة انها تقطع كل يوم مئات الكيلومترات مما يحتم عندها على السائق اخضاعها للفحص الدوري الشامل.
4 الوقت الذي تخرج فيه سيارات نقل المعلمات هو وقت الذروة لبعض السائقين الذين يستغلون الفرصة قبل طلوع الشمس وارتفاع درجة حرارتها في الصيف وخاصة من سيارات النقل الكبيرة والحافلات مما يتسبب في ازدحام يربك حركة السير على الطرق السريعة.
5 غالبية كبار السن لا يعون جيداً المعنى العام من الاشارات المنتشرة على الطرق السريعة كالتي تمنع التجاوز في بعض الاماكن أو تحذر من المنعطفات والارتفاعات الخطرة وبالتالي تجد السائق يغامر بالقيادة حسب أهوائه الشخصية بعيداً عن الالتزام بالنظام معرضاً حياة من معه للخطر.
هذه الأمور أعتقد أن كثيراً من الحوادث إن لم يكن معظمها لاتخرج من دائرة هذا الموضوع وبالتالي فإنني أتمنى أن تؤخذ قضايا الحوادث المرورية التي تقع سنويا للمعلمات بعين الجدية وأن تتم دراستها من قبل لجنة تشكل لهذا الغرض من الادارة العامة للمرور والرئاسة العامة لتعليم البنات لتحديد أسباب هذه الحوادث والتي أرى أن أبسط حل للتخفيف منها أن يتم التعاقد مع جهة معينة تتولى النقل العام للمعلمات.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved