أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th April,2001 العدد:10429الطبعةالاولـي الاربعاء 24 ,محرم 1422

مدارات شعبية

الاعتزال المرفوض.. والوجود الممل!!
مشعل الفوازي
* اذا كانت القاعدة شبه المتفق عليها تقول ان النثر فضيحة الشاعر، فما الذي يدفع بعض الشعراء الى الاتجاه للكتابة النثرية بشكل ملتزم او متقطع..؟
في تصوري ان الاجابة لاتخرج عن واحد او اكثر من هذه الاحتمالات:
1 الافلاس الشعري.
2 احساس الشاعر بان لديه الكثير مما يود قوله وتضيق به القصيدة.
3 الرغبة بالمزيد من الوجود والحضور.
4 قناعة الشاعر بتكاملية الفعل الابداعي وترابطه بكافة اشكاله.
واذا سلمنا بان هذه الظاهرة ليست حكرا على الساحة الشعبية وشعرائها حيث ان الكثير من كبار شعراء الفصحى عرفوا ككتاب اعمدة وزوايا وكانت عطاءاتهم في هذا المجال لاتقل جودة عن منجزهم الشعري بل انها امتداد وتأكيد له.
اقول اذا سلمنا بذلك فان الوضع بهذه الساحة يبدو مختلفا الى حد كبير حيث ان طفرة صحافة الشعر الشعبي قلبت الكثير من الموازين واصبح لهذه الساحة قوانينها وتركيبتها الخاصة التي بين عشية وضحاها تأتي بالمراسل البسيط الى كرسي رئاسة التحرير ومن ثم سكرتيرا للتحرير، وربما عاد الى وضعه السابق كمراسل نشيط وهو لايعترض على شيء من ذلك كله لعلمه الاكيد ان قدراته اقل من هذه المناصب جميعها.
ولذلك فانه من الصعوبة في ظل هذه الاوضاع المتقلبة تبرير او تفسير اي شيء بشكل منطقي ومعقول ولكن المفترض ان يدرك الشاعر وهو يتجه الى الكتابة النثرية انه سيكون تحت مجهر القارئ وان هناك من سيتساءل عن سبب هذا الاتجاه، وربما يرشح واحدا من الاسباب المذكورة في بداية هذا الموضوع كسبب لهذا الاتجاه.
* ما اللغة الانسب لوصول الشاعر الى المتلقي وكسب اعجابه؟
في فترة معينة ماضية كان بريق المفردات الجديدة انذاك يغري الكثير من الشعراء لحشر هذه الالفاظ في نصوصهم اعتقادا منهم بانها ستلفت الانظار وستطفي عليهم جانبا من الهيبة والاهمية المحصنة بسياج ثقافي حصين بدلالة هذه المفردات الكبيرة! ولكن ولان هذه المفردات فقدت دهشتها الاولى بل وحتى كل معنى لها من كثرة ايرادها في غير مواضعها واصبحت محجوبة لايستسيغها القارئ، فقد قرر بعض الشعراء الهجرة العكسية نحو «الشارع» وتوظيف مفرداته ولغته رغبة بالتميز والاختلاف، ومن وجهة نظري انه لم ينجح في هذا التوجه سوى الاقلية النادرة التي كانت تكتب ذاتها بتلقائية كاملة الشعرية والنضج فيما وقعت الاغلبية بمأزق التصنع والاختيار غير الموفق، فالمفردات هنا ليست محددة سلفا كما في الحالة الاولى وهنا تكمن الصعوبة بل قل ورطة الكثيرين الذين ظنوا انهم بتضمين نصوصهم كلمات «سوقية» سيكونون اقرب الى المتلقي من اي وقت مضى باعتبار ان لغتهم بسيطة وغير معقدة ولا متكلفة وفي الوقت نفسه جديدة على النص الشعبي.
واحتراما للقراء الكرام لن استعرض شيء من هذه المفردات التي تخرج النص من كينونته الشعرية الى قاموس شتائمي رخيص لا علاقة له «بالادب» والشعر، ولكنني اطرح وجهة نظري المتضمنة ان البساطة غير التبسيط الذي ان توفرت له كل عوامل النجاح فلن يتجاوز مستوى «النظم» الخالي من الروح الشعرية.
* قد يعتزل الشاعر النشر ولكنه لايمكن ان يعتزل الشعر..
كثيراً ما ترددت هذه المقولة حتى اصبحت من المسلمات غير المتنازع عليها، ولكنني في المقابل اعرف شعراء ادى اعتزالهم النشر الى انقطاعهم عن الكتابة الشعرية كليا، وذلك ان الشاعر لكي يكتب ويطور ملكته وقدراته بحاجة الى وسيلة اتصال مع الجمهور يقيس من خلالها ردة الفعل ويعرف تأثير مايكتبه ومدى تقبل الناس له، ومن المعلوم ان الوسيلة الوحيدة في هذا العصر بعد انحسار دور المجالس هي الصحافة، ولان الكثير من الاسماء الجميلة اضطرت الى مقاطعة هذه الصحافة لاسباب مختلفة، فانها لم تكتب اي نص منذ زمن طويل. وانا لا اتحدث هنا عن الاسماء التي لم تدخل الصحافة.. فهذا موضوع آخر، ولكني اقصد اسماء محددة عرفت عبر الصحافة ثم انقطعت بعد ذلك.
بالنسبة لي افضل الاستغناء عن قراءة جميع المجلات الشعبية في مقابل الحصول على نص جديد لاي من الاسماء المعروفة الغالبة عن خارطة الصحافة، وكل ما اخشاه ان يكون الجديد هو هذا الشطر المعبر:
اضاعوني واي «شاعر» اضاعوا..
وللجميع تحياتي..
مشعل الفوازي
alf14woaze@nasegej.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved