أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 18th April,2001 العدد:10429الطبعةالاولـي الاربعاء 24 ,محرم 1422

العالم اليوم

الجزيرة تفتح ملف المآسي الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي
الرصاص لا يخيف الأطفال الفلسطينيين
* معبر المنطار )قطاع غزة( - من نضال المغربي - رويترز:
^^^^^^^^^^^^
يرفع أحمد قميصه ويشير بفخر الى 30 غرزة على بطنه أجريت له لإغلاق جرح ناجم عن عيار ناري إسرائيلي.
وبعد ثلاثة أسابيع من إصابته برصاص جندي إسرائيلي على دبابة عاد الصبي البالغ من العمر 15 عاما الى الشارع قرب حدود غزة مع إسرائيل لإلقاء حجارة على القوات ثانية متعهدا بألا يستسلم أبدا.
^^^^^^^^^^^^
وأحمد ليس بمفرده.
ويقول أحد زملاء أحمد )أصبت مرتين( في حين يصرخ آخر) وأنا أصبت ثلاث مرات(.
ويقفون في الشارع على بعد مئات الأمتار من مخفر إسرائيلي ويرفعون ملابسهم للكشف عن جروحهم.
وقتل العديد من الأطفال في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية خلال الشهور الستة الماضية بعد ان اندلعت الانتفاضة الفلسطينية كما أصيب كثيرون. وأدينت إسرائيل دوليا لاستخدامها )المفرط للقوة( ضد الصغار من رماة الحجارة الذين يتعرضون لإطلاق النيران.
إلا أنه من الواضح ان أحد أقوى جيوش الشرق الأوسط فشل في ردع الصبية من أمثال أحمد. وتعلم رماة الحجارة سريعا كيف يتحدثون مثل السياسيين.
ويقول أحمد ) القدس وإعلان الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين إلى منازلهم بالأراضي الإسرائيلية هي الأسباب التي تدفعنا الى الحضور الى هنا كل يوم( وهذه هي القضايا الثلاث الرئيسية التي عرقلت التوصل الى اتفاق فلسطيني إسرائيلي لإنهاء 25 عاما من الصراع.
ومضى أحمد يقول ) نعلم ان حجارتنا لا تضر الجنود المسلحين بأسلحة ثقيلة ولكن على الأقل يعلمون أننا نرفض وجودهم على أراضينا.. أتمنى لو استشهدت.
ويشارك أحمد وأصدقاؤه وهم من مخيمات اللاجئين في غزة في المعارك القاتلة التي تندلع مع القوات الإسرائيلية بعد انتهاء اليوم الدراسي. ويلقي آخرون بالحجارة على معبر المنطار بعد يوم طويل من العمل مثل غسيل السيارات أو بيع السلع في الشوارع.
ويقول الأطفال إنهم يختلقون أعذارا يقدمونها لآبائهم وأمهاتهم للحضور الى المنزل متأخرين كل يوم.
وقال أحدهم ) أعتقد أنهم يعلمون أننا نذهب الى المنطار لإلقاء الحجارة ولكن ماذا بوسعهم أن يفعلوا(.
وكثيرا ما يصاب الآباء والأمهات بصدمة عند اكتشافهم وفاة ابنهم عن طريق التغطية التلفزيونية التي تركز على أجساد الصغار وهي مسجاة على أسرة المستشفيات.
ويدافع التلفزيون الفلسطيني عن هذا الإجراء قائلا: إن كثيرا ما تكون هذه هي الطريقة الوحيدة للتعرف على هوية الصغار إذ إنهم لا يحملون وثائق.
ويطوف بعض الآباء والأمهات بين أماكن الاضطرابات بحثا عن أبنائهم والعودة بهم الى المنزل.
وتوضح دراسة أجراها برنامج الصحة النفسية في غزة أن معظم العائلات التي أصيب أبناؤها أو قتلوا في الاشتباكات لم تكن تعلم شيئا من قبل عن مشاركة أطفالهم في الاشتباكات.
وقال سمير زقوط من برنامج الصحة النفسية في غزة لرويترز: إن الأطفال الذين يتعرضون لمثل هذه البيئة العدوانية يحملون بداخلهم آثارا نفسية.
وأضاف )عندما يرى طفل أحد أقاربه أو أصدقائه يقتل أمام عينيه يشعر بضرورة الدفاع عن نفسه.. ويصبح عدوانيا.. إنهم )الأطفال( يميلون الى تحدي المخاطر(.
ويقول مسؤولو الصحة ان العديد من الأطفال المجروحين أصيبوا بعجز دائم في حين من المرجح أن يعاني آخرون من مشاكل نفسية من التجربة التي خاضوها في الانتفاضة.
ويتهم الفلسطينييون الجنود الإسرائيليين باستهداف الأطفال لأنهم أهداف سهلة. وتنفي إسرائيل الاتهامات وتتهم الفلسطينيين باستخدام الأطفال كوسيلة للدعاية.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لرويترز )يتم ذلك بشكل واضح ومنظم.. يضع التنظيم )الجماعات المسلحة الفلسطينية( ومنظمات أخرى الأطفال في الخطوط الأمامية في الوقت الذي يطلق فيه المسلحون النيران على الجنود الإسرائيليين من الخلف.
)ونعتقد ان العديد من الأطفال قتلوا بنيران المسلحين أثناء إطلاقهم الرصاص على الإسرائيليين من الخلف(.
وقال متحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني لرويترز إن واحدا من بين كل ثلاث إصابات فلسطينية يقل عمره عن 18 عاما.
وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الى ضرورة إلقاء العائلات الفلسطينية باللوم على السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وأضاف ) في الوقت الذي يخطط فيه الفلسطينيون لأعمال العنف بوضع الأطفال في الخطوط الأمامية هناك إمكانية ان يصاب أبرياء(.
وقال زقوط إن الأطفال يتشجعون على القتال ولا يهابون الخطر لأن مجتمعهم يعتبر المصابين أبطالا.
ومضى يقول ) دائما يبحث الأطفال عن مثل أعلى لتقليده وهم يقومون بتقليد الكبار بالمقاومة ضد الاحتلال(.
ولوّح أحمد وأصدقاؤه لبعضهم البعض بعد انتهاء اشتباكات اليوم وتعهدوا باللقاء لمواصلة المقاومة في اليوم التالي.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved