أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 19th April,2001 العدد:10430الطبعةالاولـي الخميس 25 ,محرم 1422

متابعة

رئيس التحرير يكتب من طهران
الأمير نايف يتوّج رحلته بإنجاز تاريخي تمثل في توقيع الاتفاقية الأمنية مع إيران
كل القيادات الإيرانية أعلنت تأييدها للاتفاقية وخاتمي يؤكد احترام مجلس الشورى لها وأنه لن يعارض أي بند منها
الإيرانيون يشاركون المملكة الألم لمعاناة الشعب العراقي ويتساءلون عن غياب الإعلام العالمي عن نقل مايجري في العراق
اختتم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية زيارته الرسمية لإيران أمس وعاد بسلامة الله إلى المملكة متوجاً هذه الزيارة بإنجاز تاريخي كبير يتمثل في توقيع سموه ونظيره الإيراني عبدالواحد لاري على الاتفاقية الأمنية وسط تفاؤل كبير بعلاقات ثنائية متميزة ستسود أجواء مجالات التعاون الأمنية باتجاه تعميق أسس العلاقات في مختلف مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين. سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز عبّر عن الأجواء التي سادت المباحثات والمناخ الذي سبق هذه المباحثات بأنها كانت في المستوى المطلوب الذي أوصلنا مع الشقيقة إيران إلى التوقيع على الاتفاقية رغبة واستجابة للمعطيات التي ستحقق من خلال التوافق والاتفاق على ما جاء فيها. سموه أمضى يوم أمس الأول في عمل لم يهدأ واجتماعات متواصلة أظهر من خلالها ظروف الخلاف مع إيران ثم أسباب الاتفاق معها ولم ينس أن يتحدث عن التطلعات القادمة المصحوبة بالتفاؤل بعد أن تم التوصل إلى الاتفاق الذي تضمنته الاتفاقية.
قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية أن الاتفاقية الأمنية التي تم توقيعها بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية تهدف إلى تحقيق الأمن المشترك للبلدين الشقيقين وتشكل إطاراً للتعاون في مجالات متعددة لخير البلدين وخدمة شعبي البلدين. وقال سموه في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع معالي وزير الداخلية الإيراني عقب توقيع الاتفاقية مساء أمس الأول «إن هناك نصوصاً واردة في الاتفاقية تتعلق بمكافحة الجريمة بكل أشكالها ومكافحة المخدرات والارهاب ومكافحة غسل الأموال وكل الجرائم المماثلة». وعن إمكانية خروج الاتفاقية مستقبلاً من طابعها الجنائي التقليدي إلى الطابع الأمني الواسع ولاسيما أن المنطقة عانت الكثير ومازالت دول المنطقة مهددة من دول داخل المنطقة نفسها ولماذا لا يكون هناك مفهوم سياسي أوسع حتى لا تتجرأ دولة على دولة أخرى مستقبلاً.. قال سموه «إن مفهوم الأمن بشكل أوسع وهذه الأمور بحثت مع الإخوة هنا وتم الاتفاق على كل ما يتعلق بهذا الأمر بتحقيق الأمن بين البلدين والاحترام المتبادل لكل منهما واعتبار أمن المملكة العربية السعودية هو أمن ايران وأمن إيران هو أمن المملكة العربية السعودية سواء في أراضيها او خارج اراضيها لذا آمل إن شاء الله ان هذا يشمل جميع دول المنطقة». وحول موضوع القلق الكويتي والتهديدات التي يطلقها النظام العراقي بين الفينة والأخرى وهل تم بحث ذلك مع المسؤولين الايرانيين في ظل الاتفاقية اكد سمو وزير الداخلية ان هذا الأمر محل اهتمام المملكة العربية السعودية التي ترفض كل تهديد للكويت. وقال سموه «وجدنا كل تأييد لدى الإخوة هنا في ايران الشقيقة وتفهما لهذا الأمر ووجدنا لديهم اهتماما للعمل من أجل إنهاء هذا الوضع القائم كما ان هناك تقديرا لوضع الكويت ولموقف المملكة في هذا المجال». وعن رؤية سموه لردود هذه الاتفاقية على بلدان المنطقة والقضية الفلسطينية أجاب قائلا: «الحقيقة بالنسبة لبلدان المنطقة أنا واثق إن شاء الله أنهم سيرحبون بها بالتأكيد لأنها لصالح الجميع.. كما قلت قبل قليل أتمنى إن شاء الله أن توقع اتفاقيات مماثلة وأن يكون هناك اتفاق على كل ما يتعلق بالنواحي الأمنية مما يؤكد الثقة المتبادلة بين الجميع ويحقق الأمن المشترك». وشدد سمو وزير الداخلية على ان القضية الفلسطينية لها شأن كبير وأن الجميع مع القضية الفلسطينية موضحا ان الموقف السعودي والإيراني متفق تماما وخلف قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني وعودة الأراضي الفلسطينية وعودة القدس الشريف وأن يحصل جميع الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة.
وأعرب سموه عن تطلعه الى موقف عربي وإسلامي واحد ليقوم بجهد يؤثر على الموقف الدولي من أجل إحقاق الحق ومنع التعنت والشراسة الإسرائيلية التي تعامل بها خلال هذه الأيام ومن قبل معبرا عن استنكار المملكة للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية والقواعد الصاروخية السورية. وفي رده على سؤال حول ان هناك من يعتقد ان زيارة سموه لإيران تتجاوز مجرد التوقيع على الاتفاقية الأمنية قال سموه: «لا شك ان اللقاءات التي تمت يوم أمس وهذا اليوم تجاوزت الاتفاقية الأمنية واشتملت على كل القضايا المنطقة وطبعا قضية فلسطين في المقدمة وكل ما حل هو محل اهتمام المملكة و إيران». وأضاف سموه «ان إيران لديها اهتمامات بالدول المجاورة وكذلك اهتمام بكل أمن المنطقة وهذا ما يهم المملكة أيضا». واستطرد سمو وزير الداخلية قائلا «الحقيقة هناك نقطة أود ان أوضحها هنا بالنسبة للعراق الشقيق.. القضية كما هو معلوم وما طرح في مجالات معنية ما يتعلق بأمورمتعددة ولكن هناك أمر مهم تم التطرق له مع القيادة الإيرانية وعلى رأسها فخامة الرئيس محمد خاتمي وهو معاناة ا لشعب العراقي الذي نجد أن الإعلام لم يركِّز على هذا الأمر بحيث ينقل واقع أفواه الشعب العراقي ما هي معاناتهم وممن هذه المعاناة هذا أمر في الحقيقة مهم والحقيقة قرأت أو سمعت وهذه معلومات قد يكون الإعلام أدرى بها.. ان الأوضاع حتى في داخل العراق في الشمال مختلفة عن الوسط والجنوب في أمور متعددة فيا ليت الإعلام ينقل الحقيقة كما هي الى العالم العربي والى العالم جميعا حتى تكون المعالجة موضوعية وحتى يعرف ما هو وضع الذين يعانون فعلا وهم الشعب العراقي الذي هو شعب عربي مسلم يسوءنا ما يسوءه ونتمنى من الله عز وجل ان يعين الجميع على أن يأخذ العراق وضعه الطبيعي في جسم الأمة العربية وأن ترتفع هذه المعاناة عنه وأن نجده في يوم قريب هو والكويت وجميع الدول العربية متفقين وأزيلت كل المعاناة الموجودة وطويت صفحة من الصفحات المؤلمة والصفحات المظلمة في التاريخ العربي». من جهته أكد معالي وزير الداخلية الإيراني عبدالواحد موسوي لاري ان الاتفاقية الأمنية الموقعة بين المملكة وإيران تتعلق بالمهام والمسؤوليات الواقعة على عاتق وزارتي الداخلية في البلدين الشقيقين ولم يتم التطرق الى أي مسائل أخرى لا تتعلق بمهام وزارتي الداخلية. وأفاد معاليه ان الاتفاقية الأمنية خطت بعلاقات البلدين الى تعاون أشمل وأوسع بما اشتملت عليه من بنود أمنية بمكافحة الجرائم المنظمة والجرائم الاقتصادية ومكافحة المخدرات ومكافحة التهريب وتبادل المعلومات الأمنية على مستوى قوات الحدود النظامية والشرطة. وقال وزير الداخلية الإيراني «ان الاتفاقية سيكون لها الأثر البالغ على ربوع المنطقة وأن أمن المملكة العربية السعودية من أمن إيران وأن أمن إيران من أمن المملكة وأن كافة القادة بجمهورية إيران وفي مقدمتهم قائد الثورة قد أيدوا توقيع هذه الاتفاقية وإننا ماضون بفضل الله سبحانه وتعالى في القيام بتعاون جدي وصادق مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في هذا الأمر وان عزمنا عزم جدي لتنفيذ وتفعيل كامل بنود هذه الاتفاقية». وأوضح معاليه ان مجلس الشورى الإسلامي في إيران سيحترم كافة بنود هذه الاتفاقية ولن يعترض على أي بند منها مشيرا الى ان دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيال هذه المنطقة دور إيجابي لاستتباب الأمن وتحقيق التعايش السلمي مع الجميع وأنها تمد يد الإخاء والود لكافة دول الجوار ومشاركتها في السراء والضراء.
وقال معالي وزير الداخلية الإيراني «ان الاتفاقية الأمنية مع المملكة العربية السعودية تعبر عن مدى المحبة والمودة التي نكنها نحن والمملكة لبعضنا البعض ونحبذ أن يشاركنا الآخرون من الأشقاء في الدول المجاورة».
وأضاف معاليه «ان نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية نظام يسعى الى السلام ويمد يد الإخاء والإخوة الى الجميع للتعاون مع بعضنا البعض لإعمار المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار والعيش المشترك لما فيه خير بلداننا».
واعتبر معاليه الاتفاقية الأمنية مع المملكة فاتحة خير وبركة للدخول في مجالات أوسع وأرحب في التعاون والتعاضد والتكاتف حتى يسود المنطقة الوفاق والأمان والثقة المتبادلة.
وأبان معاليه ان وجهات النظر مع المملكة متطابقة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وأنه تم تبادل وجهات النظر حيال القضية الأفغانية مشيرا الى ان وجهات النظر كانت واحدة تجاه الشعب العراقي المسلم والاهتمام بأوضاعه.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved