أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 21st April,2001 العدد:10432الطبعةالاولـي السبت 27 ,محرم 1422

مقـالات

اليهود في الخطاب القومي الأمريكي
عبدالله بن ثاني
الكارثة الحقيقة ليست في انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، بل إنها في تسرب أسرار الذرة وخرائطها ومعادلاتها الى كثير من مناطق التوتر والصراع في العالم النائم على برميل بارود مهيأ للانفجار في أي لحظة. وبالتالي سيكون ذلك مدمرا بشكل مخيف، لأن الحرب لم تعد تقليدية بفضل المارد النووي الذي خرج من قمقمه ودهاليز السرية والخصوصية الى الانتشار في الشرق الأوسط والهند وباكستان والكوريتين وتركيا وايران.. وهذه الدول تلوح باستخدام برنامجها النووي بطريق مباشر وغير مباشر في محاولات منها لإثبات وجودها وسيطرتها في مقاومة الابتلاع التي انتشرت مؤخرا.. خارقة كل الاتفاقات والمعاهدات التي انبثقت من جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) التابعة للأمم المتحدة في فينا التي سمحت لجميع الدول بالاستفادة من الحضارة ومنجزات العلوم النووية بشرط عدم استخدامها في تطوير برامجها النووية وأسلحة الدمار الشامل، والالتزام بفتح هذه المفاعلات السلمية لخبراء التفتيش والرقابة الدولية.. وهذا التصرف الحضاري سيحد من السباق النووي الذي بلغ ذروته أيام الحرب الباردة ولكنه لن يقف رادعا أمام عدوانية الجنس البشري، لأن الحصول على السلاح النووي لم يعد مرتبطا ببناء مفاعلات كما فعلت اسرائيل التي ملكت السلاح النووي عبر برنامجها التسليحي دون أن يكون لها ذلك كما تزعم. وقد لوحت باستخدامه في صراعها ضد العرب مؤكدة تفوقها على التطوير وخرق القرارات الدولية والمعاهدات السلمية في رفضها فتح مفاعل (ديمونا) أمام التفتيش والمراقبين الدوليين، والذي حصلت عليه من فرنسا نتيجة من نتائج حرب السويس والمشاركة في العدوان الثلاثي على الشقيقة (مصر) مما زاد القلق السوفيتي تجاه هذا المفاعل؟ إنه قائم على أساس فصل أيونات البلوتنيوم من الوقود المستهلك المحرم دوليا. وقد استطاعت اسرائيل أن تنتج (40) كيلوغراما من البلوتنيوم، وهذا يكفي لإنتاج (10) قنابل نووية في السنة، ونجحت في رفع طاقته من (24) ميغاواط الى (150) ميغاواط مما جعل الخبراء يؤكدون ان اسرائيل تملك الآن أكثر من (200) رأس نووي.
وفي مقابل قلق الروس تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لتخفيف حدة التوتر حول هذا المفاعل في أسلوب يتعارض مع نظرياتها التي نصت على ان منطقة الشرق الأوسط يجب أن تكون خالية من أسلحة الدمار الشامل، وتقصد بذلك (العرب)، لأن اسرائيل قد كسرت امام الرأي العام العالمي هذه النظرية عندما تعاقدت في الخمسينيات مع فرنسا لشراء مفاعل (ديمونا)، وتجاوزت الولايات المتحدة راعية السلام والأمن الدوليين هذه النظرية عندما زود الرئيس الأمريكي (إيزنهاور) اسرائيل بمفاعل آخر (يينهال سوريل) بحجة أنه برنامج نووي غير عسكري في دولة وظفت مؤسساتها المدنية والعسكرية لقمع الشعوب العربية واتخذت من ذلك هدفا لها في انتخاباتها الديمقراطية المزعومة.
وبفضل ذلك استطاع الاسرائيليون ان ينتجوا السلاح الذري والبيولوجي وكافة أسلحة الدمار الشامل وأعلنوا أنهم سينتجون أسلحة تفرق بين الدم العربي الأحمر وغيره من الدماء ذات اللون الأزرق، وأطلق الاسرائيليون على برنامجهم النووي (سلاح اللحظة الأخيرة) في ظل غياب الرقيب الدولي الذي لم يجبرها على توقيع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، يؤكد ذلك العالم النووي الاسرائيلي (مردخاي) الذي هرب الى الولايات المتحدة الأمريكية وبث أسراراً تتعلق بقدرة اسرائيل النووية ومفاعل (ديمونا) الذي أكد خطورة الارهاب الصهيوني، والمهم هل بالغ (مردخاي) أم لم يبالغ لهزيمة العرب نفسيا وإثبات تفوق اسرائيل عسكريا كان يجب على العالم أن يتصرف تصرفا حضاريا عن طريق تبني قرارات في مجلس الأمن ووكالة الطاقة الذرية لردع اسرائيل عن الاستمرار في تطوير أسلحة الدمار الشامل.. وأما حجتهم بأن ذلك لا يعد لازما بحجة أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط والمحاطة بأنظمة دكتاتورية قمعية وصلت الى السلطة عن طريق الدبابات والانقلابات العسكرية الدموية، مردودة، لأنها نسيت وتناسى معها العالم قاطبة أنها الدولة الوحيدة القادرة على اختراق القرار الدولي بمساعدة الفيتو الأمريكي والأوروبي أحيانا في مجلس الأمن الموقر، وأنها الدولة الوحيدة التي يواجه الجيش فيها بدباباته وذخيرته الحية أطفالا لا يحملون أكثر من علم وحجر، وأنها الدولة التي لا تؤمن بالمدنية في السياسة، فابن غوريون عسكري بثياب مدنية، وجولدا مائير عسكرية عدها اسحاق رابين الرجل الوحيد الذي يقرر العمليات العسكرية، وشيمون بريس نفذ جرائم أشد خطرا من جرائم النازية، الهتلرية وشارون جزار مسؤول عن محرقة صيدا وشاتيلا، وما يجري في الأرض المحتلة هذه الأيام.
بكل أسف لقد استطاعوا ان يوظفوا بذكاء مطلق ما تروج له الصهيونية من أنهم تعرضوا للاضطهاد عبر مراحل التاريخ المختلفة في لحظة نسي العالم ان المسلمين تعرضوا لأكثر من هذا في الحملات الصليبية ومحاكم التفتيش وحروب الابادة في أماكن مختلفة من العالم. وبسبب هذا حصلوا في نهاية الحرب العالمية الأولى على وعد بلفور اللعين، وأقاموا دولة اسرائيل في نهاية الحرب العالمية الثانية.
والحقيقة المرة ان دور الفيتو الأمريكي في مراعاة المصلحة الاسرائيلية ضد العرب ينطلق من معتقد بروتستانتي بالعهد القديم مخترقا في ذلك القانون الأمريكي الذي يؤمن بعلمانية الولايات المتحدة الأمريكية/ والسبب في ذلك أمران:
الأول: اقتناع الساسة الأمريكيين بتشابه الحالة الأمريكية في طرد الهنود الحمر السكان الأصليين من وطنهم الأم بطرد العبرانيين القدماء الكنعانيين في فلسطين.
والآخر: تشبع المجتمع الأمريكي بالمعتقدات التي حملها المهاجرون البيوريتاريون (التطهيريون) معهم من تقاليد وقناعات توراتية وتفسيرات العهد القديم المنتشرة في أوروبا قبل هجرتهم. وتجاوز الأمر الى ان جامعة هارفارد التي أنشئت عام 1936م أجبرت الطلاب على تعلم اللغة العبرية بوصفها موضوعا اجباريا، إذ لا يمكن قبول الطالب فيها إلا إذا تمكن من ترجمة نص توراتي عبري الى اللاتيني. ولذلك لم يجد حرجا الرؤساء الأمريكيون في ترسيخ هذه المعتقدات، إذ لا عجب أن يصرح الرئيس الأمريكي (ويلسون) بتأثره بالصهيونية منذ طفولته مما جعله يحول اصطلاح الوطن القومي لليهود في وعد بلفور الى الوطن القومي للشعب اليهودي، ورسخ فكرة العودة الى أرض الميعاد تمهيدا للعودة الثانية للمسيح وتأسيسه مملكة الألف عام السعيدة. وظهر هذا جليا في الخطاب السياسي الذي يحمل رموزا توراتية من العهد القديم، فيصف اسرائيل دائما بالصغيرة والفقيرة أمام قوة العرب انطلاقا من الصراع التوراتي بين داود وجليات، وشعبها عند معظم الكنائس البروتستانتية شعب الله المختار، وانعكس هذا الخطاب بوضوح على أوساط الكنيسة الانجيلية عندما احتلت اسرائيل القدس عام 1967م فاستطاع كارتر الوصول الى ادارة البيت الأبيض بعد اعلانه الصريح في الانتخابات ان تأسيس اسرائيل عام 1948م هو تحقيق للنبوءة التوراتية. واستطاع رونالد ريجان ان يتبنى في برامجه السياسية والاقتصادية المبادىء الأصولية المسيحية التي تؤمن بتفسيرات العهد القديم.. ولم يقتصر الأمر على الخطاب السياسي بل تجاوز ذلك الى الخطاب الاعلامي المسؤول عن تشويه صورة العرب والمسلمين في وسائل الاعلام الغربية، فهذا (جيري، فولويل) صاحب برنامج (ساعة من انجيل الزمن) الذي يعد معارضة اسرائيل معارضة لله مستخدما في ذلك أكثر من (1000) محطة لمساعدة اسرائيل وهذا (بات ربورتسون) الذي يملك شبكة الاذاعة المسيحية مؤمن بفكرة ان العرب هم أعداء الله، لأنهم يتحدونه في صراعهم ضد اليهود.. وهذا (مايك إيفانز) صاحب برنامج (اسرائيل: مفتاح أمريكا للبقاء) ساعد كثيرا في السماح لليهود السوفيات بالهجرة الى أرض الميعاد وقد وصل الى مكتبتي قبل شهر كتاب يؤكد هذه الحقيقة، وعنوانه (أهل الكهف، قراءة في مخطوطات البحر الميت) لهالة العوري، وطبع نيسان/ ابريل 2000م، ويتعلق بمخطوطات التوراة التي عثر عليها عام 1947م في كهف في منطقة نائية تنخفض عن سطح البحر بألف وثلاثمائة قدم بمحاذاة البحر الميت على بعد بضعة أميال من أريحا تعرفا حاليا ب(قمران) وهذه أقدم مخطوط باللغة العبرية لسفر أشيعا، يسبق بنحو ألف عام النسخة المعروفة للعالم من العهد القديم، وقد عثر عليها أعرابي متخلف جاهل وباعها ب(15) جنيها ولا يخفى على أحد أهميتها، لأن المؤسسات الغربية فرضت عليها حصارا محكما قرابة أربعة عقود والذي يهمني فيه مقدمة بعنوان تهويد المسيحية وفيها:«حاييم وايزامان، أول رئيس لدولة اسرائيل، جسد هذه المخاوف حين أشاد بفضل العقلية الدينية الغربية بقوله صراحة: «ان تدين الانكليز ولاسيما أصحاب المدرسة القديمة، قد ساعد في تحقيق آمالنا، لأن الانكليزي المتدين يؤمن بما جاء في التوراة من وجوب عودة اليهود الى فلسطين، وقد قدمت الكنيسة الانكليزية من هذه الناحية أكبر المساعدات».
ولم يكن اسحاق رابين، رئيس وزراء اسرائيل الراحل وسفيرها السابق في الولايات المتحدة الأمريكية أقل اعترافا بهذا الفضل حين تحدث عن التأييد والدعم اللذين يمنحهما اليمين المسيحي الجديد لاسرائيل بقوله: «لقد حصلت اسرائيل على مكانة خاصة في الوعي الأمريكي تفوق كثيرا حجم الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، يرجع هذا الى ان جزءاً كبيراً من الجمهور الأمريكي يرتبط بالتوراة ارتباطا دينيا أيديولوجيا.. وأعني بصورة خاصة طوائف الانجيليين والمعمدانيين وغيرهم التي تضم عشرات الملايين في الولايات المتحدة».
والحقيقة التي لا ريب فيها، كما يطرحها جورجي كنعان صراحة بأسلوب مباشر، أن مسيحيي العالم في غالبيتهم يؤمنون بأن اليهود شعب الله المختار، وأنه قد وعدهم فلسطين وطنا، كيف لا وهناك في الولايات المتحدة ثمانون ألف قس يبشرون صباحا ومساء عبر أكثر من ستمائة محطة بث سمعية ومرئية بأهداف اسرائيل السياسية وكأنها اطروحات دينية مقدسة لا يجوز المساس بها، مما يعمل على تسويغ ما تمارسه اسرائيل من احتلال وتشريد وقتل، اليهودية تنتظر مسيحها الموعود الذي يرتبط مجيئه برجوع الشعب اليهودي برمته الى فلسطين، ومع ان مجيء مسيح اليهودية يبطل مسيح النصرانية، فالمسيحية الصهيونية متلهفة، تنتظرعودته في غبطة بعد مرحلة دامية من الحروب الكونية البشعة والكوارث الطبيعية المهلكة، ووفقا لنبوءات حزقيال في العهد القديم:«ليخوض مع المسيحية المولودين من جديد هرمجدون فيسحقوا أعداء الرب ويحكموا العالم لمدة ألف سنة، دائرة جهنمية يبدو فيها العرب التعساء أشبه بعائق يحول دون رجوع الشعب المختار، ودون المجيء الثاني لسيد المسيح، فلا بأس من استئصالهم عن بكرة أبيهم، إذا كان هذا يعجل بالعودة الميمونة».
ومن هذا الاعتقاد كفّرت ألمانيا عن خطيئتها النازية المزعومة واستطاعت أن تساعد بنسبة 2030% من مجموع الواردات في بناء الاقتصاد الاسرائيلي، بفضل اتفاقية عام 1953م، وبناء الترسانة العسكرية الاسرائيلية التي ضمنت تفوقها في حرب حزيران 1967م بمقتضى اتفاق سري بين أديتاور وابن غوريون وبتكليف من الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت أيضا ان اسرائيل مقر لقوات التدخل السريع أثناء صراع القضية الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتي السابق عام 1979م مما ساعدها في بناء قواتها العسكرية معتمدة على معونات البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي الى هذا اليوم الذي تغمض فيه المؤسسات الدولية والاقليمية والمحلية عينيها في وجه ممارسات العدو الاسرائيلي غير الشرعية ضد شعب يمر بمرحلة قذرة مأساوية، ولا يملك فيها إلا الهتافات والحجارة وآيات العزاء أمام آلية عسكرية متطورة لا ترعوي في استخدام الطائرات والدبابات والصواريخ والزوارق البحرية والذخائر المحرمة دوليا لتهويد المدينة المقدسة التي أحرقوا مسجدها، وفتحوا تحته الأنفاق، واقتحموا حرمته عن طريق السفاح والجزار شارون زعيم الليكود وتحت حماية الحكومة السابقة والجيش الاسرائيلي في صورة تؤكد الانتهاك الصارخ لحقوق الانسان، والخرق الواضح لكل المواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية وبخاصة اتفاقية جنيف 1949م المتعلقة بحماية السكان المدنيين والبروتوكول الاضافي الأول الملحق بها عام 1977م ومع الأسف الشديد أن الولايات المتحدة الأمريكية تهدد بنقل سفارتها الى القدس مخترقة القرار الدولي الصادر من مجلس الأمن برقم 478 سنة 1980م الذي يدعو الدول الى عدم نقل بعثاتها الدبلوماسية الى مدينة القدس. ثم تستخدم الفيتو الأمريكي في وجه اللجان الانسانية التي تريد ان تحمي الشعب الفلسطيني من الابادة وسياسة الأرض المحروقة في تحد صريح لقرار رقم 1322/2000 بشأن مسؤولية قوات الاحتلال اقتراف مذابح دموية وأعمال قمعية تخالف ما يروج له العالم الحر هذا اليوم، وتحددت شعور العرب في وقت عقد قمة عمان الأخيرة في مجلس الأمن عندما خاضت حربا دبلوماسية نيابة عن اسرائيل عن طريق الفيتو الأمريكي لإفشال مشروع قرار يهدف الى حماية دولية للشعب الفلسطيني من الابادة. ولم يقتصر الأمر على قوة الفيتو الغربي بل تجاوزه الى الضغط السياسي عن طريق المنظمات الانسانية المزعومة التابعة لهيئة الأمم المتحدة على الحكومات الاسلامية التي تقف بصدق مع قضيتهم المقدسة، ولا ترعوي تلك الدول في ترويج الأخبار الكاذبة التي تزعزع أمن الدول الاسلامية واستقرارها والقيام بالأعمال الارهابية لوقف الدعم الاسلامي لهذا الشعب وقضيته العادلة، ونشر الحجج الواهية في انتهاك حقوق الانسان في حين ان المنتهك الأول هي اسرائيل، ونسيت هذه الدول في تحد سافر ان الرأسمالية في يوم ما عصرت اللحم البشري في آلات المصانع، بعد ان طافت سفنهم الآفاق بحثا عن الذهب والقطن وخيرات الشعوب وخطف السود لتحولهم الى رقيق على الجانب الآخر من الأطلسي..
وفرضت نظاما اقتصاديا بحجة العولمة يزيد من ثراء الأثرياء ويزيد من فقر الفقراء في مصادرة لحريات الشعوب المغلوب على أمرها وبتصرف لا يقل عن تصرف شيلوك اليهودي بطل مسرحية شكسبير (تاجر البندقية) الذي أبى إلا أن يأخذ لحما بشريا حيا مقابل دين العميل الذي لم يستطع السداد.. والعولمة ذات اتجاه ليبرالي مغرق في التطرف، لا يريد من اقتصاديات العالم النامي أن يتحرر من الفقر والجوع ودون تحقيق لأي توازن اقتصادي لأنه ينتهي بالتوقيع على اتفاقية منظمة التجارة العالمية (الجات) التي أجبرت الشعوب على توقيعها، لأنها ستتولى فرض العقوبات على من يرفض حرية التجارة التي تركز الثروة في مناطق محدودة في العالم بعد اتساع الفروق الاقتصادية بين الدول.
كيف لا وقد أصبح صندوق النقد الدولي أداة ضغط أخرى على تلك الدول النامية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأيدولوجيا.. والعالم المتقدم متجاهل ما تمر به عندما عجزت عن حل مشاكلها مع هذا الصندوق، لأن أسعار الفائدة حولتها الى رهينة في قبضة الآخر في ضوء سياسات ليبرالية تعتمد على العولمة التي تحمي في النهاية مصالح الأثرياء وتضر بالعمال والطبقات الوسطى في أسلوب فوضوي غير مسؤول في البورصات والأسواق النقدية العالمية التي بدأت تنذر بعض الدول النامية بانهيارات اقتصادية هائلة كما حل في اندونيسيا والبرازيل وغيرها مما شجع بعض المنظمات الانسانية أن تهب الى النضال من خلال مظاهرات جماعية في مختلف أنحاء العالم لوقف جنون العولمة ودكتاتورية صندوق النقد الدولي الذي يمارس الضغط على الدول الفقيرة تحقيقا لجانب الانسانية المشرق وحماية للبيئة ومراعاة للعدالة الاجتماعية الحقة.
والله من وراء القصد
Email:abdullahThani@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved