أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 21st April,2001 العدد:10432الطبعةالاولـي السبت 27 ,محرم 1422

مقـالات

كل سبت
«عمل المرأة ومكانتها في الإسلام»
عبدالله الصالح الرشيد
منذ أشرق نور الإسلام قبل اربعة عشر قرناً على يد سيد البشر الرحمة المهداة للعالمين والشريعة الاسلامية الغراء تعمد وتتجه وتبشر في جميع تعاليمها ومبادئها السامية السمحة الى قاعدة اصيلة ومتأصلة هي ان كل شيء مباح مالم يرد فيه نص بالتحريم سواء بالنسبة للرجل أو المرأة. وفي طلب العلم والعمل اباح الإسلام لكل منهما الأخذ والعمل بما يقدران عليه بل وحث على الاخذ بأسبابهما تحت قاعدة «لا ضرر ولا ضرار» ولذا كان لعنصري الامة الرجل والمرأة منذ عصر الاسلام وحتى الآن سجلات حافلة بجلائل الاعمال الدينية والدنيوية.. فهما دعامتان متكاملتان اساسيتان في دفع المجتمع الى الامام وإلى الخير والنماء واستمرار إعمار الارض على النور والهدى كما امر وأراد الله سبحانه وتعالى.. وفي جميع الآيات في الخطاب الإلهي نجد الخطاب موجهاً الى الانسان بنوعيه الذكر والانثى مثل قوله تعالى «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» وقوله سبحانه وتعالى «وأن ليس للإنسان إلا ماسعى وأن سعيه سوف يُرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى» ونأتي بعد ذلك الى مانحن بصدد الحديث عنه في هذه العجالة وهو عن عمل المرأة على ضوء القاعدة الفقهية الثابتة في قول سيد البشر نبينا عليه افضل الصلاة واجل التسليم «لاضرر ولا ضرار» وهو أن ماثبت ضرره فهو حرام اما اذا كان يجلب للمرأة ولأسرتها ولمجتمعها النفع والاكتفاء وسد العوز فهو مباح لأن الرجل والمرأة ينضويان تحت مظلة الحقوق والواجبات تجاه الرعاية المشتركة والمسؤولية تجاه ابنائهما وفي هذا المعنى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» ولذا فهما يحملان الأمانة سواء..
وعن مكانة المرأة في الاسلام فقد كان لها شأن عظيم في نشر العلم وتعاليم الدين الحنيف وفي الفتوى حيث قال الصادق المصدوق «خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء» يقصد ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد روت النساء اكثر من اربعة آلاف حديث شريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الجاهلية يطول الحديث لو تطرقنا الى ما كانت تلاقيه «وينتظرها منذ ولادتها من إهانة ومهانة» فقد كان العرب يرثون النساء كرها ويتزوجونهن بدون مهر فمنعت الشريعة الاسلامية هذا الظلم الفادح ونزلت الآية «يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً» وفي آية أخرى «وآتوا النساء صدقاتهن نحلة» وفي الجاهلية ايضا شاع كره البنات والغلو في ذلك حتى وصل الامر الى جريمة وأد البنات وهن احياء.. وعندما جاء الاسلام حارب التقاليد البالية الظالمة الموروثة التي تزري بمكانة المرأة او تعمل على تهميشها و التحجير على ارادتها كإنسان سوي كامل الإرادة له مثل غيره حقوق وعليه واجبات فأرسى بتعاليمه السمحة العادلة المبادئ الانسانية التي ترفع كرامة المرأة وتضمن حقوقها في العلم والعمل والتملك وتحمل المسؤولية واعلن حقوقها المادية المختلفة في حرية تامة دون وصاية احد عليها وقال في محكم تنزيله «ولا تتمنوا مافضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن» وفي آية أخرى «للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضاً» ونختتم حديثنا هذا بمسك الختام في قوله تبارك وتعالى «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
الحجرات 13 صدق الله العظيم.
«للتواصل.. ص.ب 27097 الرياض 11417»



أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved