|
| محليــات
كانت القضية الفلسطينية ولا تزال تمثل احدى القضايا المهمة للسياسة السعودية الخارجية وذلك منذ تأسيس المملكة وحتى عهدنا الحاضر.. ولا تكاد تخلو زيارة او محادثات للقيادة السعودية الا وتكون القضية الفلسطينية والقدس في صدارة القضايا المطروحة، ذلك ان قضية القدس على وجه الخصوص لها مكان بارز في السياسة السعودية باعتبارها قطب الاهتمامات والمصالح وباعتبارها ثانيا قضية اسلامية ارتبط بها المسلم مسجدا مباركا وقبلة اولى ومعراج رسولنا صلى الله عليه وسلم.
ومنذ انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية المباركة عملت المملكة قيادة وحكومة وشعبا على الوقوف مع هذه الانتفاضة. وصدر الامر السامي الكريم رقم (8636) وتاريخ 18/7/1421ه القاضي بتشكيل لجنة عليا برئاسة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله لوضع الضوابط والنظم لجمع التبرعات وصرفها ومتابعة وصولها الى مستحقيها في فلسطين لدعم انتفاضة القدس الشريف. فقد سعت اللجنة السعودية لدعم الانتفاضة باشراف مباشر من سمو وزير الداخلية بتنشيط التبرعات ووضع الضوابط لها من خلال مكاتب اللجان المحلية والفرعية بمناطق المملكة ومحافظاتها والتي انهالت عليها التبرعات استجابة لنداء خادم الحرمين الشريفين لدعم الانتفاضة حيث احتشد المتبرعون بمراكز جمع التبرعات، وما نشره التلفزيون السعودي شاهد على مدى اقدام المواطن السعودي على بذل المزيد من الدعم لنصرة الشعب الفلسطيني خاصة وعلى مدى التلاحم والاستجابة بين القيادة والشعب في دعم القضايا الاسلامية عامة.
كما تم تشكيل فريق عمل لدراسة الطرق المناسبة لايصال التبرعات الى مستحقيها داخل فلسطين وفق اساليب مدروسة وآليات عمل محددة تضمن وصول المساعدات الى مستحقيها مباشرة.
متابعة :
سعود الشيباني
سمو المشرف العام يوجه بصرف التبرعات إلى مستحقيها مباشرة
بالرغم من الحصار الجائر على الشعب الفلسطيني الا ان اللجنة استطاعت بفضل من الله ثم بالدعم المستمر من المشرف العام على اللجنة سمو وزير الداخلية ايجاد السبل لايصال التبرعات من خلال اعداد آلية عمل تناسب الظروف لايصال المساعدات الى مستحقيها، وتم بالفعل اعداد الآلية المناسبة التي تعد كمرحلة اولية لعمل اللجنة التي شملت مساعدة اسر الشهداء وذوي الاسرى ومساعدة جرحى الانتفاضة داخل فلسطين والمعاقين كذلك والجرحى الذين يتلقون العلاج في المملكة بالاضافة على تقديم مائتي الف سلة غذاء للاسر المحتاجة ودعم الجمعيات التي لها دور في خدمة الاسر المحتاجة والايتام وفق بيانات منظمة تضمنت اسماء المستفيدين من الشهداء والجرحى والمعاقين واسر وذوي الاسرى والاسر المحتاجة والايتام موضحا فيها عناوينهم ووضعهم الاجتماعي وتم فتح حسابات لهذه الفئات في البنوك لضمان وصول المساعدة الى مستحقيها مباشرة دون أي وسيط، والتي تم اعدادها بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات الخيرية الموثوقة داخل فلسطين.
وفي ضوء هذه الدراسات التي توصلت اليها اللجنة وجه سمو المشرف العام على اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس الشريف صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله باعتماد تنفيذ عدد من البرامج والتي تهدف الى دعم هذه الانتفاضة، والتي صرف مقابلها حوالي (000.260.145) ريال .
وقد باشرت اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس تنفيذما اعتمده المشرف العام على اللجنة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وفق آلية صرف محددة تضمن ذلك من خلال حوالات بنكية لأسر الشهداء والاسرى والجرحى والمعاقين، وذلك على النحو التالي:
مساعدة اسر الشهداء
اعتمد هذا البرنامج تقديرا للحاجة الماسة لاسر الشهداء الذين فقدوا معيليهم في هذه الانتفاضة حيث عملت اللجنة على حصر هذه الاسر ودراسة اوضاعها وفتحت لهم حسابات في البنوك وعينت وكيلا خاصا للاسرة يستلم مستحقاتهم وفق النماذج الخاصة بهذا المشروع (مرفق نموذج رقم 1).
وقد تم بحمد الله تحويل مبلغ وقدره 000.460.7 ريال لاسر 373 شهيدا بواقع 000.20 ريال لاسرة الشهيد وفق حوالة بنكية (مرفق نموذج رقم 2).
مساعدة ذوي الاسرى
اولت اللجنة اهتماما كبيرا بذوي الاسرى المعتقلين من قبل السلطات اليهودية في هذه الانتفاضة وصدر بحقهم حكم بالسجن ادى الى عدم وجود اي دخل لاسرهم. وبعد الدراسة لهذه الاسر تم اعداد البيانات بأسماء الاسرى وتشمل اسم الاسير ورقم ملفه وعنوانه وعدد افراد اسرته واسم وكيله ورقم حسابه، ونوع الحكم الصادر بحقه (مرفق نموذج رقم 3).
قد تم تحويل مبلغ وقدره 000.180.23 ريال لاسر 2218 اسيرا بواقع 000.10 ريال لكل اسرة (مرفق نموذج رقم 4).
مساعدة الجرحى الفلسطينيين للعلاج:
استمراراً للمواقف المشرفة للمملكة في دعم القضية الفلسطينية وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بنقل جرحى انتفاضة الأقصى المباركة بواسطة طائرات الاخلاء الطبي بناء على الامر السامي الكريم رقم 8096 وتاريخ 9 رجب 1421ه بالاضافة الى المعونات الطبية و30 سيارة اسعاف وتشكيل بعثة طبية لهذا الغرض من كافة مستشفيات المملكة. وبدأت البعثة مهمتها بنقل الجرحى من مطار العريش فجر يوم الأحد 11 رجب 1421ه الموافق 8 أكتوبر 2000م لنقل المجموعة الأولى من جرحى الانتفاضة وانتهت مساء يوم الخميس 13 شعبان 1421ه بنقل الدفعة التاسعة حيث بلغ عدد الطائرات التي شاركت في الاخلاء 16 طائرة وبلغ عدد الجرحى الذين تم نقلهم لمستشفيات المملكة 102 جريح ومعهم 59 مرافقا وقد حظوا بعناية كبيرة من قبل الاطباء بالاضافة الى زيارة أصحاب السمو الملكي لهم وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وقد اعتمدت لهم مساعدات مالية طيلة فترة اقامتهم بالمملكة وعند سفرهم بلغ مجموعها مبلغاً مقداره 000. 540. 1 ريال بواقع عشرة آلاف ريال مساعدة للجريح بعد اكتمال علاجه، بالاضافة الى خمسة آلاف ريال مصروف خاص شهرياً وتقديم خدمات السكن والاعاشة والنقل والاتصالات وأداء مناسك العمرة لكل جريح تم شفاؤه، وقد تمت ولله الحمد مغادرة حوالي 91 جريحا إلى فلسطين بعد ان منّ الله عليهم بالشفاء.
سلات الغذاء
نظراً للظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني من جراء حصار قوات الاحتلال الصهيوني له فقد اعتمدت اللجنة هذا البرنامج لتغطية حاجة الاسر التي تواجه ظروفا اقتصادية صعبة.. وبعد الدراسة لاحتياجات الاسر تم اعتماد 000. 200 سلة غذائية بلغت تكلفتها 000 .000 .30 ريال بمعدل 150 ريال لكل سلة يتم توزيعها على الأسر المحتاجة وتحتوي السلة على احد عشر صنفاً من المواد الغذائية .
ولضخامة هذا المشروع فقد تم التوزيع بالتعاون مع أكثر من33 جمعية من الجمعيات الخيرية الموثوقة بها داخل أرض فلسطين وتم اعداد نماذج خاصة لضمان وصول هذه المساعدات الى مستحقيها موضحا فيها اسم رب الأسرة ورقم هويته وعدد أفراد أسرته وعنوانه اضافة الى توقيعه (مرفق نموذج رقم 8).
وقد جسدت هذه المساعدة روح التعاون والعطاء في المجتمع السعودي وتعزيزاً لروح الترابط والتآخي بين المسلمين في فلسطين واخوانهم في المملكة العربية السعودية (مرفق 6 صور توضح ذلك).
مساعدة الجمعيات الخيرية
أولت اللجنة اهتماماً خاصاً بالجمعيات الخيرية الموثوق بها والتي تقوم بدور كبير في خدمة ومساعدة المحتاجين داخل فلسطين المحتلة ولها برامج ثقافية وتعليمية لتمكينها من أداء عملها دون معوقات، وتم اعتماد مبلغ 000 .000 .2 ريال لمساعدة هذه الجمعيات.
مساعدة ذوي المساكن المهدمة والمزارع التي تم جرفها:
لقد دمر العدو الصهيوني كثيراً من المرافق الأساسية في فلسطين ولم يقتصر تدمير العدو على البنية التحتية بل تعداها الى تدمير مصادر رزق الأسر الفلسطينية المتمثل في تدمير مزارعهم واقتلاع أشجارهم وإتلاف المحاصيل، وتدمير البيوت والمساكن.
وإيمانا من اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس بدورها في تفعيل المساعدة، وتأكيداً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ودعم الانتفاضة وتوثيقاً لإسلامية الأرض، اعتمدت اللجنة مبلغاً قدره 000 .000 .20 ريال لعدد 2000 منزل ومزرعة بواقع 000. 10 ريال لكل صاحب مسكن ومزرعة متضررة.
مساعدة دور الأيتام:
إسهاماً من اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس في دعم دور الأيتام التي ترعى مئات الأيتام داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، فقد خصصت اللجنة مبلغ 500 .858 .1 ريال للصرف على 12 داراً للأيتام والتي تضم 2830 يتيماً ويتيمة (برفقة بيان رقم9).
وتعتبر تلك الأعمال سابقة الذكر المرحلة الأولى لأعمال اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس حتى نهاية هذا العام 1421ه وسيعقبها بإذن الله مراحل أخرى ستساهم في دعم الانتفاضة الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني أمام العدو الصهيوني.
وما زالت اللجنة تستقبل التبرعات من المواطنين والمقيمين في المملكة لدعم هذه القضية من خلال مكاتب اللجان المحلية في مناطق المملكة ومحافظاتها ومن خلال الحسابات الموحدة في البنوك داخل المملكة. ولم يقتصر دور اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس على تقديم المساعدات للمحتاجين مباشرة، بل تعداها الى تفعيل القضية في أوساط المجتمع السعودي بمختلف فئاته عبر الوسائل الاعلامية المختلفة انطلاقا من نهج المملكة في دعم هذه القضية التي يسعى الاحتلال الصهيوني خلال السنوات الماضية لتهويدها بكل الوسائل والطرق الممكنة، حيث استخدمت اللجنة العديد من الوسائل الاعلامية من برامج تلفزيونية وإذاعية وتقارير اخبارية وصحفية، وتنظيم معارض لخدمة هذه القضية، بالاضافة الى إصدار عدد من المطبوعات التي توضح الممارسات الصهيونية على المسجد الأقصى كما تسلط الضوء عند المسلمين والدعوة للمحافظة على الهوية الإسلامية لهذه الأرض المباركة ومكانتها في التاريخ الاسلامي، وبيان واقعها الراهن ومستقبلها المأمول في ضوء النصوص الشرعية تبياناً للحقائق وتعريفاً لتاريخ وجذور هذا الصراع، ودعماً لهذه القضية، ومساندة لأبطال الانتفاضة، ومناصرة للحق العربي المشروع بكل وسيلة ممكنة.
|
|
|
|
|
