أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 23rd April,2001 العدد:10434الطبعةالاولـي الأثنين 29 ,محرم 1422

محليــات

لما هو آت
اليوم معكم...
د. خيرية إبراهيم السقاف
ليست القوة أن يسند المرء قراره بعد أن يعرف أنه خاطىء...، بل إنَّها عند التراجع عنه...
أجل؛ هذه الأحرف بكلِّ السطور، بما فيها من المعاني، تستمد رواءها من بحيرة الذي يقرؤها...
ويا نورة السبيعي...
بوركت لكِ نفسكِ بكلِّ نقائها، وصدقكِ في أبهى حلله، وموقفك بما فيه من الوفاء ولكِ الصدق والوفاء في أنقى صفاء الامتنان.
كتبت سمراء العمري من الباحة: «أحياناً يصعب عليَّ الحصول على الجريدة، وأحاول مراراً أن أشترك كي لا تفوتني أية مقالة من هذه الزاوية، لكنَّ الصحيح أنَّ الجريدة أعدادها قليلة وتنفد بسرعة... وأرجو إفادتي عن مدى إمكانية الحصول عليها كاملة؟... مع أمل قبول وافر حبي لكِ واحترامي لافكاركِ الجميلة...».
وياسمراء؛ شعوركِ أكنُّ له في داخلي كل تقدير... وأبادلكِ الودَّ، ولا أعدكِ بما تطلبين، لأنني حقيقةً لا أملك الأعداد كاملةً... وربما تفعل الجريدة بتوثيق زوايا كُتَّابها خطوةً ضمن خطواتها الرائدة. وما يتعلق بالتوزيع فالأمر يعود إلى رئاسة التحرير فيها. ولعلهم يفعلون ما يضمن للقارىء وجود صحيفته، ولمن يتعامل معها حق الاهتمام من قبل من تقدم الصحيفة لهم نفسها كلَّ يوم.
كتب عبدالعزيز من القصيم: «هناك نساء كثيرات في مختلف المدن والقرى يحتجن للعمل، وقبل العمل يحتجن للتوعية، لقد فكرت كثيراً ووجدت أنَّ المرأة التي تعمل على إعالة أسرتها لا تقل شأناً ومسؤولية وبإذن الله أجراً عن الرجل، أفضل مما لو جلست في بيتها وانتظرت من يشفق عليها، ويتصدق، أو أن تمدّ يدها تطلب المعونة والمساعدة...، وإني تعرفت إلى أسرة كبيرة عدد أفرادها لا يقل عن تسعة، وعائلهم كان رجلاً مسناً ولكنه فقير، وزوجه وأولاده السبعة لم يتجاوز أكبرهم العاشرة، ثم انتقل إلى رحمة الله، وحاولت المرأة العمل، لكنها واجهت مشكلات: الأولى أن لها خالاً واحداً، وابن أخ لزوجها، ورفضا أن تفكر مجرد تفكير في العمل، والثانية أنها لا تعرف أي نوع من الأعمال تؤدي خاصة أنها لا تعرف القراءة ولا الكتابة، والثالثة: ليس هناك من سيقبل أن تعمل. وظلت هكذا حتى انتهى كل ما تملكه قابلاً للبيع. أما الرجلان اللذان منعاها عن العمل فلم يقدما لها أية معونة، بحجة فقرهما وعوزهما. ولأنني تربطني بها علاقة رحم فهي خالتي بالرضاع فقد جاهدت كي أعينها لكنني لم أستطع لا مادياً ولا معنوياً. وتقدمت إلى جهة عمل أبحث لها عنه غير أن الجميع يرفضون، وهي الآن تقوم بالعمل في تقديم الوجبات الغذائية المطبوخة لبعض من يكلفها بذلك، وبعض ما يطلب منها إعداده للحفلات من قهوة، وحلوى ونحوه.
المشكلة ليست في هذه وحدها، ولكن فيما تتعرض له المرأة من مشكلات في سبيل العمل».
وياعبدالعزيز... رسالتك تثير قضية هامة جداً ترتبط بها قضايا جانبية أكثر أهمية، فهذه حقيقة وواقع. والإسلام يدعو المرء للعمل، وعلى وجه الخصوص عند الحاجة في غير تفريط، ويحفز على ذلك بدلاً من الاتكال على سؤال الناس... بل إنَّ المسلم العفيف الذي لا يسأل الناس، ذو يد عليا وهو مفضل عند الله عمله.. وصبره... وجهده، لذلك أقترح لذوي الشأن... أن يهيئوا معاهد تدريب للنساء ممن يرغبن في الاستعداد لمواجهة طوارىء الحياة كي يكنَّ محصنات دونها... وتشمل التدريب على الأعمال التي يتمكنَّ بها من الحصول على عمل والالتحاق بأي جهة تتناسب ومهاراتهنَّ التي يكن قد دربن عليها.
ثم تقوم دراسة بوضع بنود عمل لمثل هؤلاء الحاملات لوثائق التدريب. ثم يمكن أن يكون هناك إلى جانب الضمان الاجتماعي الذي تطورت خدماته، وآليات تنفيذها مؤخراً مصدر آخر لإعالة الأسر الكبيرة التي لايوجد لها عائل، أو يكون الأفراد فيها دون السن النظامية، وذلك بتقديم معونة مقتطعة من الضمان أو دخل الأم أو سواها ممن يتمكنَّ من التدريب فالحصول على وظيفة.. والأمر من قبل ومن بعد مناط بالمسؤولين عن الشؤون الاجتماعية. وهم خير من يدرس مثل هذه المشكلة.
البندري د. ع. الرياض: «... حصلت على صك الطلاق بعد أن أمضيت سنوات أحاول فيها إثبات حقي الذي ضيعه زوج ظالم، تزوجني وأنا في الرابعة عشرة، وأنجبت منه خمسة أطفال، ثلاث بنات وولدين، وكنت أحمل مسؤولية أسرته بكاملها، أخوانه وأخواته وأمه وجدته، كأنما قد اشترى جارية، لا أجد وقتاً لأداء فروضي، بين نومي ونومي ثلاث ساعات فقط، أكابد بين الطبخ والغسيل والنظافة لكل أرجاء البيت حيث لا يساعدني فيه أي شخص، وفوق كل ذلك يضربني، وينهرني ولا يؤدي واجباته معي وكأنني فقط دخلت بيته لأداء حاجته وخدمة أسرته. وعندما هربت إلى منزل أمي التي تعيش مع أخيها فأبي قد مات ولم يترك لها من الذرية غيري...، حرمني من أبنائي، ورفض أن يطلقني، وألبسني كافة ثياب السوء...، واليوم لي عنه سبع سنوات، درست فيها والتحقت بمعهد وحصلت على دورات ودبلومات، وكلما حاولت الزواج بعد أن يتقدم لي أي شخص أفاجأ بانسحابه، وذلك بفعل إساءته لي ومحاولة إلصاق التهم بي.. فماذا تقولين خاصة أن أمي تقدمت في السن، وكذلك خالي،...؟».
ويا البندري، مشكلتك يابنيتي ليست الأولى من نوعها، وهي تحتاج إلى «ضمير» يستيقظ في صدر والد أبنائك، وإلى خشية الله ممن يصغون إليه، كما أنني أحيي فيك صبرك وكفاحك، وثقي أن الله تعالى يُمهل ولايُهمل، وأن الأمور مناطة بخواتيمها... فاحتسبي لله مافات، واعملي لما هو آت...أما هو فسوف يفيق من غفوته... ولسوف يتسلم صحيفته...، ولسوف يواجه ذاته مواجهة عسيرة ولعل هناك من يسهم برأيه في مشكلة تتكرر، وتتضح فيها المعاملة التي تتعرض لها المرأة عند رجل رُبِّيَ على الدلال، ولم تستقم عنده قيم الاحترام للآخر، ولم يع واجباته، واختلط الأمر عنده فيما يتعلق بحقوقه فأخذها وأضاف عليها ما ليس له. وهي من آثار التربية وقيم المجتمع التي منحت الرجل ما جعله ينسى ما عليه ولا يتقلَّد وصية الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر النساء...
حرسك الله وحماك ووفقك وعوضك الخير كل الخير وجمع شملك بأبنائك في عزة ونصر.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved