أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 23rd April,2001 العدد:10434الطبعةالاولـي الأثنين 29 ,محرم 1422

الاخيــرة

الرئة الثالثة
المرأة والتنمية.. والدور المنتظر!
عبد الرحمن السدحان
أينما تولِ وجهك شطر هذا العالم، شرقيّه وغربيّه، شماله وجنوبه، يتلقف سمعك حديث لا ينضب له معين عن معادلة النسبة والتناسب بين المرأة والرجل، والدور المنشود منهما لتنمية المجتمع، هناك من يراهما وجهين لعملة واحدة، وهناك من يغلب كفة أحدهما على الآخر.. لأسباب وحيثيات يرجحها هذا الفريق أو ذاك.. تأييداً لموقفه.
*******
وللمرأة في بلادي نصيب وافر من هذا الجدل.. يطرح بمناسبة حينا، وبدونها أحياناً. ولا ريب عندي في أننا نظلم المرأة والرجل، ونظلم أنفسنا لو افترضنا وجود علاقة تنافسية بينهما على أدوار التنمية، لأن هذا سيخضعنا لمحنة التناقض التي تعرض لها المجتمع الغربي ولا يزال، فهو يجهر نظرياً بالمساواة بين الجنسين، ويبشِّر بها، وينصح الآخرين بالتوجّه نحوها، لكنه يصطفي عملياً كثيراً من الممارسات الإرادية والتلقائية معاً.. مناقضاً بذلك فلسفته «الأفلاطونية» تجاه المرأة، بمعنى أنه يدعمها علناً، تحت مظلة )حقوق الانسان(، لكنه يضطهدها عبر مساحة يتقاسمها السر والعلن، يضطهدها حين لا ينصفها ضمن بيئة العمل.. أجراً وأداء، ويضطهدها حين يستعمر )تضاريس( جسدها ترويجا لبضاعته.. أو ترويحا لغرائزه، ويصادر منها رموز العفة باسم التسلية حينا.. وباسم الانعتاق من التقاليد أحيانا، وهو يتحرش بها )جنسياً( بأكثر من وسيلة، متستراً بالعديد من الأعذار الحضارية!.
*******
والمرأة الغربية بدورها تعشق مبدأ المساواة، لكنها حين تصطدم بخصوصيتها الفطرية تتراجع في موقفها الى حد طلب )العون( من الرجل انصافا لفطرتها منه وانتصاراً لخصوصيتها ضده، ويغدو هو في هذا الحال.. الخصم والحكم!.
*******
إذن فالدور التنموي للمرأة في بلادي يجب ألا يخضع في تقديري لمعيار فلسفي فجّ يتعذّر تطبيقه، أو ناموس حضاري معوج ينكر على المرأة فطرية التكوين التي شاءها الخالق لها.
*******
والبديل لذلك - إن كان لابد من بديل - هو أن نتصور دور المرأة جزءا من منظومة الأداء التنموي في مجتمعنا، تمارس من المهام ما يتفق مع طبيعتها، ويجنّبها محنة الصدام الآدمي مع الرجل، ونحن جميعا مطالبون، قيادات وأفراداً، أن نراعي معادلة التوازن بين طرفيها، الرجل والمرأة، فلا نظلم أحدهما بترجيحه على الآخر استجابة لهاجس الجنس وحده، ولا نهضم قدر ولا قدرة أي منهما في الأداء المتفوق لمجرد التباين في هويته الآدمية!.
*******
باختصار: نحن مطالبون باكتشاف مواهب التكامل بين الرجل والمرأة لمصلحة الوطن، لا بإثارة فتنة التناقض الفطري بينهما.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved