أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 23rd April,2001 العدد:10434الطبعةالاولـي الأثنين 29 ,محرم 1422

العالم اليوم

إلى متى
د. اسكندر لوقا
.. «أمهلوهم حتي يدب الخلاف بينهم، وسوف نستخدم الحيلة والمكيدة لتفريق كلمتهم. وعندما تتفكك وحدتهم يقدمون لنا بأيديهم السلاح الذي نقضي به عليهم».
تلك هي أقوال الملك «شارل مارتل» الفرنسي مخاطباً بها قادة الجيش، في القرن الثامن الميلادي، اثر اندحار قواته أمام الزحف العربي في معركة نهر اللوار في ثلاثينيات القرن المذكور، ونجاح القوات العربية بقيادة القائد العربي الكبير «عبدالرحمن الغافقي» بذلك من اقتحام صفوف الفرنجة وصولا إلى مدينة ليون الفرنسية، في طريقه إلى العاصمة نفسها.
إن المؤرخين، على مدى السنوات الفاصلة بين القرن الثاني الهجري حتى اليوم يعتبرون «عبدالرحمن الغافقي» من كبار القادة الذين عرفهم التاريخ العربي في الغرب. والسبب الكامن وراء هذا التقدير، تحديه للعقبات الطبيعية التي لم يكن سهلا التغلب عليها. ومنها على سبيل المثال جبال «البيربليه» التي كانت وما زالت تشكل حاجزاً شامخاً يفصل بين إسبانيا وفرنسا، وتمكنه من تجاوزه بمقاتليه الذين بلغ عددهم ثمانين ألف مقاتل.
وحين يتفحص أحدنا، نحن أبناء اليوم، صورة تعكس أبعاد معركة نهر اللوار، وقد امتلأ فضاؤها بآلاف النبال المتطايرة في الهواء حائرة أين تستقر، في ظهر من أو صدر من أو رقبة من من المهاجمين أو المدافعين عن حياتهم، يتساءل بينه وبين نفسه، لماذا يحدثنا التاريخ عن بدء العد العكسي فيما بعد، وإلى درجة فقدان المكاسب التي تحققت، بالفتح العربي في القارة الأوروبية، بعزيمة القيادات العربية وإيمانهم بقواهم الذاتية؟
إن حكاية العد العكسي تطول بحجم الصفحات التي لا تعد ولا تحصى التي دونت في كتب التاريخ، عربيا وأجنبيا على حد سواء. ومع هذا، حين نستذكر أقوال الملك «شارل مارتل» على النحو الذي أوردناه في بداية التساؤل «إلى متى؟»، نستطيع اكتشاف هذا «السر» الخطير الذي يمكّن اعداء أمتنا العربية بين الحين والآخر من التسلل إلى واقعنا العربي. في مرحلة من مراحل الوقوع في خندق الخلافات العربية العربية ، حيث تتاح الفرصة لهؤلاء الاعداء، وفي المقدمة منهم، الصهاينة، استخدام الحيلة والمكيدة، إلى ان ينتقل السلاح من أيدي أبناء العروبة إلى أيدي أعدائهم التاريخيين بخاصة.
ومع تساؤلنا «إلى متى»؟ من الطبيعي ان يكون الجواب بكل الوضوح: إلى ان نعيد قراءتنا للتاريخ، إلى ان نفيد من هذه العودة إلى التاريخ، إلى أن نعيد إيماننا بأنفسنا بأننا كنا ذات يوم أقوياء بوحدتنا، بصلابة مواقفنا، بقدرتنا على تخطي كل العقبات إحياء لماضينا الناصع المشرّف على كل الأصعدة، ليس عسكريا فقط بل أيضا على صعيد العلم والفن والأدب.
SAMERLOUKA@NET.SY

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved