أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 6th May,2001 العدد:10447الطبعةالاولـي الأحد 12 ,صفر 1422

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
أمية العصر 2/2
خالد أبا الحسن
جلست إلى أحد الباحثين في تخصص الحاسب في التعليم، وسألته عما يرى أنه سبب في تباطؤ المعلم، أي معلم، في تبني الحاسب كتقنية تعليمية تعينه في أداء دوره. فقال: إن الجهل بما يمكن أن يستفيد به المعلم من الحاسب، يدفعه إلى تفاديه والاعراض عنه. فقلت له: ولكن هل المسألة مجرد عدم قناعة بأنه مفيد، أم أنها خشية من أن يكون حملا اضافياً يخشون أن يضاف إلى ما تنوء به ظهورهم من أحمال تدريسية، فقال: انه يوافقني في ذلك ويرى أنه يرى أن الجهل بالحاسب يظل العامل الرئيس في رفضه كوسيلة تعليمية.
والحقيقة أن المعلم يحتاج ليعرف الحاسب أكثر، ليدرك أن كثيرا مما يقوم به من أعمال بطرق تقليدية، يمكن اختصار جهوده فيها إلى حد كبير ليقوم الحاسب الآلي بها نيابة عنه. كما أن كثيرا مما يرهق نفسه سعياً إلى افهامه لطلابه، ربما تمكن من ايصاله إلى أذهان الطلاب عبر الحاسب الآلي بطريقة يسيرة وموجزة إلى حد مذهل.
إذن، لا بد من محو الأمية الحاسوبية لدى أفراد مجتمعنا، وليس المعلمين وحسب، ولا بد من قدر معين من المعرفة بالحاسب يعين المرء في عمله وبيته وكافة جوانب حياته، في زمن أصبح الحاسب فيه ركنا ركينا في البناء الحضاري للأمم. أدعو كل متعلم إلى السعي لمحو أميته الحاسوبية بالالتحاق بالبرامج التي تتيحها جهات العمل والمعاهد المتخصصة للتدريب على الحاسبات الآلية، وسيتبين له كيف جنى على نفسه بالاعراض عن الحاسب وتجنبه فيما مضى. فالمرء لا يلزمه سوى شيء من الصبر والمثابرة والفضول المعرفي والثقة فيما حباه الله من فهم وإدراك وقدرات، وسيرى كيف أنه أخطأ في حق نفسه وغيره بتأخره في تعلم الحاسب وتبنيه في حياته.
وحين أدعو إلى تعلم الحاسب، فإنني لا أطالب بمعرفة الكثير. لكنني أكتفي بمعرفة ما نمحو به الأمية ونزيل به الرهبة ونفرق به بين الحاسب الآلي والآلة الحاسبة، والطابعة والآلة الكاتبة، والشاشة والتلفاز، ونتمكن معه من تمييز دور الحاسب والوظائف التي يقوم بها، ونستطيع أن تتخذ القرارات اليسيرة كاقتناء جهاز للعائلة وشراء البرامج التعليمية بارتياح أكبر ومعرفة وإدراك. وتأتي الحاجة لمحو هذه الأمية الحاسوبية لأن قدراً معينا من المعرفة أضحى ضرورياً لكل انسان. حين يطلب موظف في الأحوال المدنية صورة من السجل المدني، فإن المراجع يحتاج لأن يعرف أن هذا السجل محفوظ في ملف بالحاسب الآلي، وأن عليه مراجعة الموظف المسؤول ليتولى طباعة نسخة منه له، هذا القدر اليسير من المعرفة ضروري لتسيير اجراءات ذلك المرجع، ولكن لن يتسنى له ذلك لو أنه لم يعرف طبيعة ذلك السجل وعلاقة الحاسب به.
ولا بد من الاشارة أيضاً إلى أن تعلم الحاسب يعطي الآباء القدرة على أداء دورهم كأولياء أمور بشكل أكثر فعالية فيما يخص الاهتمام بتعليم أبنائهم.
فالأب الذي يقتني جهازا وبرامج لابنائه ولديه الخلفية الكافية للقيام بالاختيارات السليمة أفضل من ذلك الذي يأخذ أبناءه لمحل الحاسبات ويطلب من صاحب المحل أن يختار لابنه جهازاً (على ذوقه) إن من يعطي الدواء على علم، ليس كمن يعطيه على جهل. وحين يهتم الآباء بتوفير أجهزة الحاسب الآلي لابنائهم وتزويدهم باتصالات مفتوحة على الانترنت ومنحهم كل ما يطلبون، فإنما أرادوا لابنائهم الخير والعلم والمعرفة، لكن جهلهم بما يقدمونه لابنائهم من تقنيات، قد يكون سبباً في الاضرار بأبنائهم من حيث لا يعلمون.
Khalid @addilam.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved