أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 7th May,2001 العدد:10448الطبعةالاولـي الأثنين 14 ,صفر 1422

الثقافية

الكتاب: لغة العيون: حقيقتها، مواضيعها، وأغراضها، مفرداتها، وألفاظها
المؤلف: محمد كشاش
الناشر: بيروت: المكتبة العصرية 1999م )176 ص 24 سم(
أشارت بطرف العين خيفة أهلها
اشارة محزون ولم تتكلم
فأيقنت ان الطرف قد قال مرحبا
وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم
لغة العيون موضوع طريف، تناوله المؤلف من زوايا عديدة، حيث عمد الى تقسيمه الى فصول ومباحث، بهدف دراسته دراسة تشريحية لا تخلو من الظرف، عالج في الفصل الاول: حقيقة كلام العين، وفيه جمع نماذج من كلامها، وصيغا من أقوالها مشتقة من التراث العربي شعرا ونثرا. اما الفصل الثاني فقد عالج أغراض العين ومواضيع كلامها، حيث أظهر مواضع فاقت العين فيها اللسان تعبيرا، لما فيها من ايجاز قائم على تقنية تعبير العين التي تمتاز بالاختصار والصمت، لأن روحية البلاغة كما عرفها البلاغيون «لمحة دالة». ثم جاء الفصل الثالث للكلام عن ألفباء العين ومفرداتها وألفاظها، حيث يشكل كل وضع لفظة مستقلة، بالاضافة الى ضوابط اعرابية تكاد تكون حركات لكلماتها، وهي الدموع والجفون وغيرهما، كما أثرت الألوان المتباينة التي تتراءى للناظر من بياض وزرقة، تنتجها الحالة النفسية من غضب وشجون واشمئزاز.. على تأدية المعاني بتلك القوالب اللفظية القائمة على هيئة العين ووضعيتها. ثم عالج الفصل الرابع روايات سردها )العميان( عن ان الأعمى )أخرس العين( بمعنى انه لا يشير بعينه، وكلام العميان باشارة عيونهم تثير الفضول، وتدفع الى التعمق لسبر خفاياها، وهذا ما فعله المؤلف في هذا الجزء من الدراسة. ولأن لغة العين لغة بصرية، تعتمد في لفظها وقراءة كلامها وسماع ألفاظها على ملاقاة الطرف للطرف فقد أضاف المؤلف تلك الاشارات الأخرى التي تصدر عن أعضاء الجسم أو المؤثرات الخارجية وتلاقيها مع «العين» ومن أجلها أفرد المؤلف الفصل الخامس ليعالج «لغة الاشارة» بشكل عام.
ولغة العين موضوع لغوي من جهة، وفكري اجتماعي نفسي من نواح اخرى، وتعدد جوانبه يفضي الى تعدد مناهج معالجته، وفي هذا الكتاب اتبع المؤلف المنهج العلمي الذي يرتكز على الوقائع المستنبطة من ملاحظة الأحداث والمعطيات، ولهذا كثرت الشواهد والأدلة فيه، ثم استعان بالمنهج التاريخي في سرد آراء النقاد والمتذوقين لموضوع العين ولغتها وأسرارها.
الكتاب: كيف نقرأ اللوحة: مقالات في الفن التشكيلي المؤلف: غازي الخالدي
الناشر: دمشق: الأهالي للنشر، 1999م )191ص، 20 x14 سم(
الفن التشكيلي مرآة المجتمع، وشكل من أشكال الوعي الاجتماعي واثر من آثاره وهو مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية، فما هو الفن التشكيلي؟ سؤال يتصدر هذا الكتاب، ويشكل مادته، ويثري فصوله. يقول المؤلف: الفن هو اعادة صياغة الواقع بأساليب مختلفة تختلف باختلاف الفنانين والبيئات والمجتمعات الانسانية والمراحل التاريخية التي تمر بها. ويتناول المؤلف هنا الجوانب التفصيلية المحيطة بالعمل الفني.. وتحديدا اللوحة، يقول هربرت ريد: ان العمل الفني )أي اللوحة( مؤلف من عناصر كثيرة، أهمها: الخط وحركته وإيقاعاته، الاحساس بالحجم، حجم الأشكال وطريقة تناولها من قبل الفنان والفراغ الذي نحسه داخل جزئيات اللوحة ثم الضوء والظل وأثر كل منهما على درجة اللون وتغييره، وأخيرا وهذا هو الأهم، اللون ومشكلاته ومدلوله ودوره الأساسي في التعبير.
ومن هذا المنطلق ناقش المؤلف المبادىء الأولية لأسلوب فهم اللوحة والتعامل معها عندما تطرق بالتفصيل للأسس التي يبنى عليها العمل الفني التشكيلي، الذي يتألف من وحدة متكاملة تجمع بين الوحدة المادية والبنية المكانية والطبيعة الزمانية.
ثم استعرض مكونات اللوحة وعناصرها الأساسية، وصولا الى معرفة طبيعة العمل الفني، وطريقة قراءته. كما ناقش موضوعات كثيرة ذات علاقة مثل الابداع في الفن، مستعرضا تاريخ وتجارب بعض رموز الحركة التشكيلية العالمية والعربية، والتراث ودوره الوظيفي الهام في الفن التشكيلي، وقد أفرد المؤلف فصولا تناول فيها «الطفل والفن» مشيرا الى ان فن الطفل يعكس من خلال رموزه والوانه واشاراته حياة الطفل وبداياته وطريقة تفكيره واحلامه وطموحاته ومواقفه، والمؤثرات الحياتية التي يمر بها في عالمه الصغير المحدود ثم قدم قراءة سيكلوجية لرسوم الأطفال.
الكتاب: عشاق العرب
المؤلف: عبدالمجيد زراقط
الناشر: بيروت: دار البحار، 1999م )424ص، 24سم(
يتضمن هذا الكتاب نماذج تمثل الفن القصصي الذي عرفه العرب في فترة مبكرة من تاريخهم الأدبي، الأمر الذي يستدعي اعادة النظر في المقولة التي تزعم ان الأدب العربي لم يعرف فن القصص إلا بعد اتصاله بالحضارة الغربية، وتعرفه على نتاجها الأدبي والقصصي منه خاصة.
يشتمل الكتاب على نماذج من قصص الحب العربي الشهيرة، وقد تناولها المؤلف بعد تقسيمها الى: قصص الحب العذري، وما يكون موضوعه الحب من قصص التراث العربي، وقد أرجع ذلك الى ان كلا النوعين ينتميان الى فن أدبي واحد هو فن القصص الأدبي العربي، الى جانب ان كلا منهما يجمع بين الشعر والنثر في اطار سرد الحدث القصصي، وشدة معاناة الوجد، وتحمل الصعوبات في سبيل الوصول الى الحبيب، وهذا التقسيم - يقول المؤلف - لا ينفي تفرد كل منهما بخصائص تجعله فنا أدبيا مستقلا، فالقصص الشعبي فن ينتمي في نشوئه وتطوره الى فترة متأخرة من تاريخ الأدب العربي، إذ جاء هذا الفن ليلبي، من ناحية أولى، حاجة اجتماعية للتسلية يتطلبها أبناء المدينة الناشئة في سهراتهم وجلسات السمر، فيستمعون الى قصص موضوعه الحب والغرام يلقى بأسلوب سردي ركيك ومسجع يتخلله شعر يقرب بلغته الفنية من العامية والبساطة، وليعبر من ناحية ثانية، عن هموم الناس وأحلامهم في قصص غرامي، وربما تم بأسلوب رمزي وغير واع، كما في قصة جريح الهوى على سبيل المثال.
يقول المؤلف: إن هذه القصص بوصفها فنا شعبيا، يعبر عن هموم مرحلة تاريخية وأحلامها، أما قصص الحب العذري فهي تعبير فني عن ظاهرة تاريخية عرفها المجتمع العربي خلال تطوره، وهي ظاهرة الحب العذري، والمعروف أن هذه الظاهرة عرفت في العصر الجاهلي وتبلورت في العصر الأموي، وهي ظاهرة من ظواهر المرحلة التاريخية الجديدة التي صار فيها الاتصال بين الرجل والمرأة محددا بالزواج الذي تحكمه الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وتأتي هذه القصص نتيجة أواصر ود وحب، ربطت بين نساء ورجال لم تتح لهم تلك الظروف تكوين مكانة اقتصادية واجتماعية ضرورية وكافية. وقد كانت هذه الظاهرة معقدة أمام العشاق، يقول قيس بن الملوح:
خليلي والله لا أملك الذي
قضى الله في ليلى، ولا ما قضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها
فلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
ومن أشهر العشاق التي وردت قصصهم في هذه الدراسة خلاف قيس وليلى: جميل وبثينة، قيس ولبنى، كثير وعزة، عروة وعفراء.. وغيرهم.
«حديقة الأسرار» رواية للأسباني خوان غويتسولو
البحث عن الحقيقة في عالم يسوده الكذب
* ترجمة خالد حامد:
يحتل الروائي الاسباني خوان غويتسولو مكانة بارزة بين كتاب الرواية في الغرب. وقد عاش غيتسولو- العاشق للثقافة العربية - فترة طويلة من حياته ما بين مراكش في المغرب وباريس وبجانب أعماله الصادرة باللغة الأسبانية قدم أيضاً خمسة عشر عملاً إبداعياً بالانجليزية. وقد صدر للكاتب مؤخراً عمل روائي جديد بعنوان «حديقة الأسرار» هاجم فيه الممارسات القمعية التي كانت سائدة في بلده خلال الحكم الفاشي.
ومثل غالبية الكتاب الكبار الذين عاشوا في المنافي وانتقدوا من هناك الأساليب القمعية السائدة في بلادهم كجيمس جويس وصاموئيل بكييت وتوماس برنارد وغيرهم، أمضى غويستولومعظم حياته في مهاجمة القيم البالية لبلاده في الماضي والحاضر. ولم يقتصر هجوم غويستولو فقط على ماكان يجري في أسبانيا من ممارسات لا إنسانية بل وصل هجومه الى القومية الصربية المتعصبة لسلوبودان ميليسوفيتش ومعاملة الروس الفظة لأهالي الشيشان واضطهاد قوات الاحتلال الاسرائيلية للمواطنين الفلسطينيين. وتحكي رواية «حديقة الاسرار» قصة شاعر أسباني يدعى «يوسيبيو» تلقي قوات الجنرال فرانكو عليه القبض ويسجن داخل مصحة نفسية في مدينة مليلة الأسبانية خلال حركة تمرد في عام 1936م.
ويقوم بسرد وقائع الرواية 28 راوياً )بعدد حروف الهجاء في العربية( يجلسون جميعاً داخل حديقة ويسرد كل واحد منهم قصته عن الشاعر «يوسيبيو» وظروف القبض عليه وقصة هروبه للمغرب. ويستخدم غويتسولو في هذا العمل أساليب متنوعة في الكتابة أبرزها الأسلوب الشعري. ويحكي أحد الرواة طريقة هروب الشاعر الى المغرب متنكراً في زي امرأة بمساعدة صهره الضابط في الجيش الفاشي، بينما يشير راوٍ آخر الى حياة الشاعر في المغرب وعمله خادماً لقاطع أخشاب.
ورواية «حديقة الأسرار» ليست مجرد قصة شاعر اسباني عانى من الاضطهاد ولكنها تذهب ابعد من ذلك لتتناول طريقة كتابة العمل الابداعي وأثر البيئة الثقافية في تدمير الرجال والنساء وسط مناخ من الهستيريا المتعصبة والاضطهاد. ومثل هذا المناخ الذي يتناوله غويتسولو في «حديقة الاسرار» ليس محصوراً فقط في بلد بعينه ولكنه موجود في دول عديدة عانت من الحكم الفاشي على مر القرون. ويقدم غوتيسولو في هذا العمل مجازاً مكتوباً بأسلوب رائع لمعنى البحث عن الحقيقة في عالم يسوده الكذب. ويصف الروائي كارلوس فونتس «حديقة الأسرار» قائلاً: إنها واحدة من أفضل الروايات التي صدرت في أسبانيا خلال عشر السنوات الماضية، على الرغم من أنني أفضل ثلاثية غويتسولو )علامات الذات(، )الكونتيسة جوليان(، )جوان المشرد(، إلا أن رواية «حديقة الأسرار» تذكرنا بأن هذا المؤلف البالغ من العمر 70 عاماً هو أحد أفضل كتاب الرواية ليس في أسبانيا فقط ولكن في كافة أرجاء العالم.
الكتاب: التعدد وتحديات الاختلاف: المجتمعات المنقسمة وكيف تستقر.
المؤلف: دانيال برومبرغ، ترجمة: عمر سعيد الأيوبي
الناشر: بيروت: دار الساقي، 1997م )368ص، 24 سم(
هي مجموعة مقالات نشرت في أوقات ومطبوعات مختلفة، جمعها المؤلف في هذا الكتاب، تتناول هذه المقالات العلاقة بين الاثنية والتعددية والديموقراطية، وصلة هذه القوى بالعالم العربي والعالم الاسلامي الأوسع. وفي تمهيد مطول يقول المؤلف : على غرار اجزاء العالم الاخرى، شهدت الدول العربية صعود حركات وأحزاب تتبنى ايديولوجيات وبرامج عمل متنوعة، ساهمت في تضخيم المنافسة الايديولوجية بين العلمانيين والقوميين العرب والاسلاميين والمجموعات الاثنيية كما غذت الصراعات الناتجة وهي صراعات «طائفية» لأنها تنطوي على ما ينظر اليه غالبا على انه يستبعد الآخر، ومن ثم تعريفات للمجتمع السياسي غير قابلة للتفاوض.
في العالم العربي، أدى التوسع العنيف لادعاءات الهوية الى كثير من المعاناة والتضحيات ويقدر ان الصراعات بين الدول داخل العالم العربي تسببت بين 1948 و 1991م في مقتل ما لا يقل عن 29.1 مليون نسمة وتهجير نحو 3.7 ملايين نسمة، ولم تؤد هذه المذبحة - وقع قسم منها فحسب خلال الحرب الأهلية اللبنانية - الى ردع وقوع مزيد من النزف بعد ان أطلق عدة زعماء عرب اصلاحات سياسية في أواخر الثمانينيات، وانما حدث عكس ذلك، ففي السودان واليمن والجزائر، مهدت هذه الاصلاحات السياسية لحدوث حروب أهلية حصدت عدة مئات الآلاف من القتلى. ثم قدم المؤلف مراجعة اجمالية نقدية للكتاب ذيل بها مقدمته.
قسم المؤلف كتابه الى قسمين على النحو التالي: يسلط القسم الأول من الكتاب الضوء على المقاربات النظرية للاثنية والسياسة ويركز على النقاش بين «الوشائجيين» و«الذرائعيين» كما يستعرض النقاش حول الاثنية والديموقراطية، مع اشارة خاصة الى نظرية «ديموقراطية الشراكة». ويقدم القسم الثاني عدة دراسات تجريبية عن الاثنية والطائفية والديمقراطية في الاتحاد السوفياتي السابق واوروبا الشرقية وفي العالم العربي والاسلامي.
الكتاب: مديح الاختلاف: الأعراق البشرية ونظم الوراثة
المؤلف: ألبير جاكار، ترجمة : اياس حسن
الناشر: دمشق دار الحصاد، 2000م )196ص، 20 x14سم(
تحاول العلوم ان تشكل بمناهجها حدا مستقلا عن الخطاب السياسي والاجتماعي وليس حدا فاصلا، بمعنى ان ما تصل اليه هذه العلوم، سيعود على شكل انجازات ومعطيات، سوف تستفيد منه الانسانية، وتكتسب هذه العودة اهمية كبيرة حين نجد من يجير معطيات العلم لصالح هدف معين، ويقوِّلها مالم تقله تكريسا لأفكار مسبقة، ويتحول ذلك الى خطر حين يقوم بهذه المهمة «أهل البيت العلمي» بأنفسهم فستكون الحجة حينئذ اقوى، لكون الاجماع قد تم على تبني العقلانية منهجا في التفكير والحياة وهم بذلك يقومون بعملية «التفاف» عليه.
وهذا الكتاب ينطلق من هذه المقدمة، حيث يقدم عرضا لعلم جديد، هو علم وراثة الجماعات، وتكمن أهميته هنا في نوعية المشاكل التي يعالجها فهي مشاكل راهنة ومستقبلية، فهو يبحث في بنية وتعاقب الأجيال ودور قانون )هاردي واينبرغ( الشهير في ذلك ومسألة الحيد الوراثي، وأثر الهجرة في تلاشيه، ثم الأخطار والمخاوف التي تحيق بمستقبل ارثنا الوراثي: أثر الطب في الافساد الوراثي، القرابة الدموية، خطر الطفرات الناجمة عن العوامل الطبيعية والاشعاعات الصناعية والمنتجات الكيماوية.. ثم يدرس الكتاب المفهوم المشوش حول الاعراق البشرية وتعدد انظمة الوراثة ثم معالجة التطور والتكيف وتحسين الأنواع، فالذكاء والارث الوراثي.
الكتاب: دلالة المكان في قصيدة النثر: «بياض اليقين» لأمين أسبر أنموذجا
المؤلف: عبد الاله الصائغ
الناشر: دمشق: الأهالي للنشر 1999م )135ص، 20 x 14 سم(
لاحظ النقاد ان الشعراء الغابرين، ابتداء من «ابن خذام» مرورا ب«امرىء القيس» وانتهاء ب«لبيد المخضرم» قد وقفوا على الاطلال «المكان الغائب» ليبكوا الانسان والذكريات والفرح، ولن يجد دارس الشعر الجاهلي مكانا لا يستطيع فيه الزمان، ولا زمانا لا يحده المكان، فالاثنان في روع الشاعر القديم حالة واحدة، والجاهلي قتيل المكان وقاتله وسيده وعبده. وفي العصر الحديث تأججت الدراسات المكانية على جهود الفيلسوف الفرنسي )غاستون باشلار 1884 - 1962م( ضمن أطروحته «جماليات المكان» وفي هذا الكتاب عمد المؤلف الى تمهيد مطول يتناول ثلاث اشكاليات تتصل بمقولات التجنيس والشعرية والايقاع لأن تجاوز هذه المقولات - كما يقول المؤلف - يمثل خللا منهجيا يفقد الدراسة واحدا من أهم عناصرها وهو عنصر الاحالة، بعدها دلف الى دراسته عن دلالة المكان في قصيدة «بياض اليقين» لأمين أسبر، مؤكدا ان العنوان الذي اختاره لهذه الدراسة لم يكن الا ثمرة قراءات متعددة لنصوص البياض، احالت الى كشف الهم المركزي البنائي للبياض وهو هم قام على اعتداد المكان قطب الرؤية الذي تدور حوله مفردات الحياة، فالمكان من خلال النصوص هو الوطن والناس والأهل والأعداء والأحلام والخيبات. ولم يكن فصل المكان عن الزمان في هذه الدراسة - كما يشير المؤلف - امرا ميسورا فقد كابدت وهي تجرؤ على فصل هذين التوأمين السياميين لأسباب منهجية، فكان المكان هاجسا مدويا، لون النصوص بألوانه أولونته النصوص بألوانها. وعن اختيار المؤلف لنصوص «بياض اليقين» فقد أرجع ذلك الى ان هناك ظاهرة فنية ودلالية استولت بجدارة على قصائد البياض ونصوصه وهي حساسية «المكان».
والمكان في «بياض اليقين» ليس المكان الجغرافي، انه المكان الفني الجمالي النفسي المتأسس على المكين ابتداء بالناس والقيم مرورا بالسلطة والحبيبة والخيبات والشعر وانتهاء بالشك واليقين والحلم. وقد تعامل «بياض اليقين» مع المكان بآليات المجاز والرمز والمرجعية المشتركة بين النص ومتلقيه، كما تعامل مع النص المكاني، وفق مفردات لغوية عززت الرؤية وقاربت الموضوع. إن نصوص «بياض اليقين» كافة تعهد الى أسلبة النص وفق احالات الخاتمة او الصدمة، وتتجلى هذه الاسلبة من خلال البوح،
ولن تجد نصا لا يبوح، وربما كان البوح صدمة النص بوساطة اللعب بالصور والكلمات لتأثيل شعرية خاصة، ثم يأتي البوح نهاية لعذابات النص الجمالية والدلالية. كما ان نسبة كبيرة من صور «البياض» تستند في حرارة ألوانها وجدة خطوطها الى الحركة التي تحيق عادة بالصور الفنية وبخاصة المكانية فتسمها بالسكونية، واذا استطاعت الصور التي اظهرها النص اثبات وجود هذه الظاهرة فإن هناك بضعة ظواهر اسهمت في نمو الصور المكانية مما يخلق من هذه الظواهر مجتمعة ايقاعات على مستوى الدلالة وفضاءات النص.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved