أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 10th May,2001 العدد:10451الطبعةالاولـي الخميس 16 ,صفر 1422

الفنيــة

من أجل فلسطين
د. عبد اللطيف بن محمد الحميد
عندما تسمو أغراض الشعر، وترقى أحاسيس الشاعر بآمال أمته وآلامها.. ثم يتعانق الاثنان ليخرجا في قالب إبداعي فني شعراً ولحناً وانشاداً يتغناه العربي من المحيط الى الخليج. حين يحدث كل ذلك فإن مشاعر المتلقي تفيض قبولاً واعجاباً ونشوة حماسية تسري في عروقه ووجدانه.
تولدت هذه الأحاسيس ونحن نتابع ما تبثه القنوات الفضائية العربية في شكل ملحمة فلسطينية.. كتبها شعراً الأمير تركي بن طلال حفيد الملك عبد العزيز رائد الزعماء العرب المناصرين للقضية الفلسطينية وأول من نادى بضرورة دعم أصحاب الأرض المحتلة بالمال والسلاح والدعم المعنوي من أجل تحريرها، وهي السياسة التي تباطأ العرب في تنفيذها آنذاك ولم يدرك الجميع جدواها الا بعد مرور خمسين عاماً من وفاة الملك عبد العزيز.. عندما اخذت الانتفاضة المعاصرة تحقق انجازات فرضت نفسها على أرض الواقع.
أدرك شاعرنا تلك العلاقة الأزلية والثنائية الأبدية بين الرحم الصغير )الأم( وبين الرحم الكبير )الوطن( أو بين )الأم( وبين )الأمة(.. وجسَّد ذلك في علاقة الأرض )فلسطين( والأم )أم الشهداء وحاضنة الأبطال ومدرسة المجاهدين(.
ومن هنا جاء جواب الصبي البطل وهو رمز لجميع أطفال الحجارة وشباب الانتفاضة )لبيك لبيك( )ما هنت بل هانوا (.. ثم التفاتة البطل الى العدو الصهيوني المتربص بعبارة )مهلاً مهلاً( تهديداً ووعيداً ثأراً لدموع الأم على انقاض وطنها ومسكنها أو لوعتها على فقد أحد أبنائها أو زوجها.
وقد دفعني الإعجاب للقاء الأمير الشاعر لاستقصاء قصة القصيدة منذ بدايتها وحتى عرضها على الشاشات عملاً ابداعياً اقتضى مشاركة عشرات الأشخاص ميدانياً بما فيهم أبطال الانتفاضة في الأرض المحتلة.
بدأ مشروع القصيدة في شهر رمضان 1421ه عندما قام الأمير بزيارة أبطال الانتفاضة الجرحى في مستشفيات مدينة الرياض، الذين أمرت حكومة المملكة بعلاجهم اثر اصابات الرصاص التي لحقت بهم من العدو الصهيوني، وكان من بينهم أطفال لا يتجاوزون الثالثة عشرة من العمر، وصبية في عمر الزهور. وقد أحدثت مشاهد الزيارة تأثيراً عميقاً في مشاعر الشاعر ترجمها في أربعة عشر بيتاً شعرياً، ثم استجلب للقصيدة أبرع الملحنين والمؤدين والمخرجين، وتابع بنفسه كل خطوة بين عمان ورام الله وجدة والرياض والقاهرة، الى أن أصبحت مشروعاً فنياً متكاملاً.
ولهذه الاعتبارات أقيم احتفال كبير في بيروت في شهر ابريل 2001م تم فيه تكريم الأمير الشاعر بعد فوز مشروعه من بين المشروعات الفنية العربية الداعمة للانتفاضة الفلسطينية.. وقد أضاف الأمير مفاجأة أخرى في الحفل تجلت في الكلمة القيمة التي ألقاها والتي نالت الاعجاب والتقدير نظراً لمضامينها المشرقة تماماً كما حدث لقصيدة ما هنت يا أمي:


لبيك يا أمي لبيك
ودعيني أقبل كفيك
ما هنت أنت بل هانوا
من أجرى الدمع بعينيك
مهلاً مهلاً يا صهيون
دمعة أمي كيف تهون
لو حشدوا لي كل الكون
فحسابك باق عندي
لو كان الظالم أنت
وقومي التزموا الصمت
وبموتي أنت حكمت
فالحجر الطاهر ردي
قسماً قسماً أنا لن أنسى
كيف بقدمك تطأ الأقصى
سأريك ما هو أقسى
فالظلم تخطى حدي
سأذيقك ألم الدرة
في المرة تلو المرة
لتعيش الظلم وحره
في ذاك جوابي وردي
بذاك المدفع كان حوار
بين الطفل وبين النار
أرفض أبداً هذا العار
يا أهلي هذا وعدي
أيكون العدل المدفع
وعيون صغار تدمع
سيأتي يوم تدفع
حسرات منذ الجد

ومن التوافق الجميل أن يتزامن هذا الاحتفاء بتكريم هذا المشروع الثقافي الفني مع انعقاد الندوة العلمية التي تقيمها دارة الملك عبد العزيز بعنوان )المملكة العربية السعودية وفلسطين( برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس ادارة دارة الملك عبد العزيز وبمشاركة العديد من المؤرخين والدبلوماسيين من شتى الأقطار العربية.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved