أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 10th May,2001 العدد:10451الطبعةالاولـي الخميس 16 ,صفر 1422

الثقافية

أحاديث وأحداث
امرأة تنقذ زوجها من ورطة فادحة
عبد الكريم الجهيمان
يروى ان الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان عندما تقدم به السن كان ينشد في المناسبات هذين البيتين:


ولقد سئمت مآربي
فكان اطيبها خبيث
الا الحديث فإنه
مثل اسمه ابداً حديث

فكان يختار له جلساء خاصين من ذوي العلم والرأي والدهاء ويجعل لهم جلسات خاصة يحدثهم ويحدثونه ويناقشهم ويناقشونه..
وكانت هذه الجلسات الخاصة هي متعته التي يفضلها على جميع متع الحياة من مآكل فاخرة..او ملابس باهرة او مراكب مراح..او زوجات وجوار ملاح!
وفي ذات يوم جاء اليه احد جلسائه الخاصين..وكان مبكراً فوجد الخليفة عبدالملك وحيداً..فجلس اليه..وتحادثا وجرهما الحديث على علاقة الرجل بزوجته..فقال هذا الجليس للخليفة: انه قل ان تمضي ليلة دون ان اعطي زوجتي ماترغبه الزوجات من ازواجهن ووقعت هذا الكلمة موقعاً حساساً!!
فقد حسد عبدالملك جليسه الذي هو من اسنانه او اكبر منه قليلاً وتحول هذا الحسد الى كراهية بحيث امر الخليفة بأن يحجب عنه هذا الجليس..وان تقطع المصاريف التي كانت تأتيه من بيت المال..
وعندما جاء هذا الجليس كعادته منعه الحاجب من الدخول..ثم اتضح له ان عوائده المعاشية قد اوقفت..فبقي في بيته حزيناً كاسف البال، ولاحظت زوجته ذلك فسألته عن الاسباب وألحت عليه فلم يفصح لها عن شيء..فقالت: اخبرني عن آخر جلسة جلستها مع الخليفة؟ وماذا جرى فيها من حديث؟ فأخبرها فقالت: من هنا أوتيت، وسوف احتال للخلاص من هذه الورطة..فنفِّذ ما ارسمه لك، فوافق على ذلك..
وذهبت المرأة الى زوجة الخليفة وكانت هي وزوجها معروفة مكانتهما عندها وطلبت مقابلة عبدالملك..فقالت انه مشغول فماذا تريدين..لأبلغه ذلك..
فقالت انه حديث لابد ان يكون بيني وبينه..
فبلغ الخليفة وجودها ورغبتها في الحديث اليه فأذن لها..وعندما دخلت عليه قالت ايها الخليفة العادل انني اشكو زوجي اليك فقد طلبت منه الطلاق عدة مرات وهو يرفض..
وطلبت مساعدة عائلتي في الخلاص منه ولكنهم لا يجرأون على ذلك لمكانة زوجي لديك..
فقال عبدالملك: وما الذي تشتكين منه؟
فقالت: انني اعاشر رجلاً عاجزاً عن بعض حقوق الزوجية فأنا انام معه وكأنني انام مع ابنتي او اختي او احدى قريباتي..
والان انا اريد الطلاق الذي لا يقوى عليه احد سواك ايها الخليفة..
فقال الخليفة: ان هذه دعوى لابد فيها من حضور الطرفين..وضرب لهما موعداً..فحضرا..
وادعت الزوجة امام الخليفة بما تفقده من زوجها..وصدَّقها الزوج بما قالت..فقال الخليفة: وأين كلامك لي سابقاً؟ فقال الزوج: لقد كنت اريد ان اتظاهر بالقوة امام خليفتي..والا فالحق ما قالت زوجتي..وانا اريد ان تصلح بيننا بما يجمع الشمل..ولعل الله يحدث بعد ذلك امراً..
فأمر الخليفة الزوجة ان تصبر وان تتحمل كرامة للعشرة الطويلة بينهما..وختم كلامه بقوله: انني ارجو الا تعودا الي شاكيين بعد الآن..وبعد هذا اللقاء عادت المياه الى مجاريها..
وحمد الزوج لزوجته نجاح مساعيها..!

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved