أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 10th May,2001 العدد:10451الطبعةالاولـي الخميس 16 ,صفر 1422

الاخيــرة

شؤون هامشية
فوزية أبو خالد
تمر مواقف وقراءات أحس أحيانا بضرورة أو بمجرد رغبة التوقف عندها أو الكتابة عنها.. ولكن ما أن يقترب وقت الكتابة الأسبوعية حتى يكون الوقت نفسه قد أحالها الى الهامش، فتتبدد تلك القصاصات التي أكون قد وضعتها في مكان ما من الذاكرة بقصد حفظها وأعود للتفتيش عن تلك الشؤون الصغيرة دون جدوى إلا آثارها الطيفية في نفسي وكأنها لم تكن. ولكن ماذا لو أحاول استعادتها من مجرد قيافة الأثر؟
الصبابات
سيدات من سمرة التمر وصفاء العسل يقمن بصب القهوة والشاي والنعناع في المناسبات كالأعراس والعزايم الأخرى كعمل نزيه لكسب لقمة نظيفة. إلا أننا لا ندري مَنْ قام بتقديم الفكرة التي تجعل أن على صبابات القهوة والشاي أن يرتدين زيا معينا كان شائعا الى ما قبل ما يزيد على ثلاثين سنة بين السيدات. وهو فستان طويل مزموم عند الخصر، بدلعة عند الصدر وبأكمام ضيقة محكمة عند المعصم، مضافا إليه تلك الشيلة السوداء المنخلية الصقيلة التي تسفع بطريقة معينة حول الوجه وتتدلى على الفستان.
وإذ انه لم يكن في تراثنا في أي يوم من الأيام تراث إلباس السيدات العاملات ملابس تختلف في زيها العام عن المدعوات وأهل البيت كما في التراث الإنجليزي مثلا، فإنه من المستغرب وجود مثل هذا المنحى. الأغرب أننا بالسؤال عن الموضوع.. فوجئنا بمن يقول ان ذلك لإضفاء لمسة من السعودة؟! فهل السعودة في إظهار هؤلاء السيدات بمظهر يختلف عنا في وقتنا الحاضر؟
ولائم ثقافية
أنني أشك أنه يصار في المناسبات الثقافية «الرجالية» الى القيام بتلك المصاحبات الولائمية التي لا تخلو من استعراض طعامي. بينما لا تكاد تخلو مناسبة ثقافية «نسائية» من طقوس الطعام وكأن المرأة تريد أن تؤكد على ولائها للمطبخ وللطعام حتى عندما تكون في مناسبة ثقافية بقاعة محاضرات أو صالة من تشكيلها، وإلا ما التفسير الذي يمكن ان نعطيه للدوران بسلال الشوكلاه وأوعية التمر والبتفور والمعجنات الأخرى وبصواني الشاي ودلال القهوة أثناء المناسبات الثقافية. ومع أنني بطبيعة الحال لست ضد علاقة المرأة بالطعام إذ إن من أحب الهوايات اليومية الى نفسي طهو طعام أسرتي بنفسي.. إلا أنني أرى أن لكل مقام مقالا.وعليه فلا بد أن نؤصل في الوسط النسائي والرجالي أيضا لتقاليد لا تزعج انصات العقول بصوت الأواني في غير مكانها. وإن كان لا بد فيمكن ان يكون ذلك بعد أو قبل الإلقاء والحوار وبأسلوب اخدم نفسك بنفسك.
المرأة والدفاع المدني
قرأت لوسيلة الحلبي مقالا جميلا عن اللجنة النسائية للعمل التطوعي في الدفاع المدني ودور هذه اللجنة في خلق وعي اجتماعي حول تفاصيل ميدانية صغيرة للسلامة المنزلية وسلامة مواقع العمل. وهنا أسأل هل هناك وسيلة لتعمم هذه اللجنة الوعي بمجالات الدفاع المدني غير الصحف وذلك ليكون لنشاطها مردود عملي على القطاع العريض من النساء؟
أعراس يستبعد منها النساء
في حمى التنافس الشريف بين صحفنا اليومية هذه الأيام على تجديد بنيتها الأساسية بمبان جديدة ومطابع جديدة وربط إلكتروني وشبكي للعمل الصحفي، مما نأمل أن ينعكس على المضمون ومساحة الحرية الصحافية، احتفلت جريدة اليوم بافتتاح مبناها الجديد بالمنطقة الشرقية. وقد صاحب ذلك احتفائية بالمسيرة الكفاحية لجريدة اليوم بكتابها وعامليها. وإذ نرجو لصحيفة اليوم صفحة مشرقة أخرى من العمل الصحفي لا يقل مستقبلها بإمكاناته التقنية الضخمة عن ماضيها بعرقه وعصاميته، فإننا نستغرب أن يستبعد النساء اللواتي شاركن في مسيرة اليوم حتى من مجرد الذكر وكأن جريدة اليوم لم يصنعها إلا كد الذكور. بينما للحقيقة والتاريخ فإن جريدة اليوم كانت محفوفة بسواعد النساء كما سواعد الرجال. وقد كان هناك من النساء الكاتبات والمحررات من آزرن وآزرتهن جريدة اليوم في خلق المسيرة المتميزة التي كانت تطاول على الكبوات. ومع ذلك لم يرد مجرد ذكر مساهمتهن ولو بالاسم فيما عدا اللفتة بلقاء أول محررة للقسم النسائي وإن كان ذلك جيدا فإنه لم يكن يكفي إلا لرفع العتب ربما. فهل على النساء اللواتي اقتسمن مع جريدة اليوم شظف العيش وفسحة الحلم أن يقبلن بامتنان وصمت استبعاد النساء من مجرد الحضور المعنوي في أعراس الوطن. هذا وتظل جريدة اليوم رمزا من رموز العمل الصحفي التي ربطت عشق المنطقة الشرقية وجروح بحارتها القدامى بمشارف الوطن من شماله الى جنوبه ومن غربه الى وسطه ولجريدة اليوم أن تبقى شامخة لا تفرط في رغوة البحر وأسراب النوارس.
حوار حضاري
تابعت المواجهة الحوارية التي قدمتها قناة أبو ظبي بين د. خالد القاسمي ود. خالد الدخيل عن تجربة الشورى بالمملكة. وإذ لم تخل تلك المواجهة بين الخالدين على اختلاف وجهتي نظرهما من الصراحة، فقد خلت من تلك الحدية في الحوار التي عادة ما تفسد على المشاهدين متعة المتابعة الموضوعية. وقد وقع في نفسي امتنان للخالدين على ما تحليا به من روح حضارية في الحوار. وإني لأتمنى أن لا يكون الأمر كذلك فقط أمام الكاميرا. فإننا بقدر ما نريد وجها مشرقا للمملكة في سعة الصدر وفي سماحة الحوار بالخارج فإننا نريد وجهها المشرق بالداخل أيضا في السماحة وفي سعة الصدر، لنوسع دائرة الحوار الحضاري على مستوى العلاقة بيننا كمسؤولين ومواطنين وكذلك على مستوى العلاقة بيننا كمواطنين وان ا ختلفت وجهات النظر يقربها الحوار والتصارح.
هذا ولله الأمر من قبل ومن بعد.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved