أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 12th May,2001 العدد:10453الطبعةالاولـي السبت 18 ,صفر 1422

مقـالات

نهارات أخرى
«لكل مواطن وظيفة».. كيف ومتى؟!! 1 - 2
فاطمة العتيبي
** الكلمة المطمئنة التي أدلى بها كل من سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد والتي تنص على أن من حق كل مواطن أن يجد وظيفة في وطنه وكذلك ما قاله سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز من ان موضوع توظيف السعوديين هو قضية هامة لابد من إيجاد الحلول لها.. هي كلمات تفيض بالطمأنينة التي تتسرب لقلوب الشباب العطشى فتسقي فيهم الأمل وتنبت في دواخلهم أعشاب الأمن المادي الذي كاد يجعل رواء الشباب في ملامحهم الى شيخوخة خائفة ومتوجسة ومترقبة للهلاك القادم الذي يأتي على الأحلام فيدفنها في المقابر تباعاً.. وليس أشد قتلاً وتنكيلاً من موت الأحلام في عروق الشباب.. والكلمات حين تصدر من رجالات الدولة وولاتها وتأتي لتعطي الحق للمواطن في ان يحصل على وظيفة تقيه شر الحاجة والاضطرار الى إسكات الجوع والعوز بطرق غير سوية أبسطها النقمة والحقد والحسد والشعور بالعجز إزاء حصول الجيل السابق على الفرص الوظيفية فبدلاً من ان ينشأ شيء من التواؤم والاستقرار بين الأجيال وتناقل الخبرات وتوارث الحب للوطن وتمرير المشاعر الممتنة للأرض والجذور والثوابت ونقلها الى حيث الفروع.. نجد ان الفروع طافحة بالصمت والجمود وعدم الإحساس بالأمان والوقوف على قارعة الطريق والنظر الى المراكب المسافرة باتجاه الأحلام المادية والأسرية بينما تتعثر أقدامهم بغبار الطرقات إذ ليس ثمة فرصة...
** هذه الكلمات التي أعلنها سمو الأميرين الحريصين على تطمين الشباب وإعادة توازنهم وتبديد غمامة القلق من سماوات حياتهم.. لا شك هي دالة على الاهتمام بشريحة الشباب ودراسة أوضاعهم والاتفاق على حقيقة هامة وهي ان لكل مواطن حقاً مكفولاً أن يجسد فرصته الوظيفية.. ونحن إذ ذاك بحاجة إلى تمرير هذا الشعور الوطني الى كافة المعنيين بالأمر من القطاعات الخاصة والقطاعات الحكومية ويمثل ذلك جهات العمل والتوظيف والغرف التجارية ومراكز التدريب والتأهيل وخبراء سوق العمل من الاقتصاديين كل لابد أن يتعاضد للتفكير في جدولة الاحتياجات وعرضها وعرض التأهيل المناسب لكل وظيفة لكي يختار الشاب الوظيفة التي يود أن يلتحق بها ثم يبدأ في تأهيل نفسه لها.. كثير من شبابنا اكتفوا بعد تخرجهم باجتياز دورة في الكمبيوتر وأنهم يظنون أن جهات العمل تحتاج الى ألف ناسخ أو مبرمج في قطاعاتها... لقد بالغت مراكز دورات الحاسب الآلي بإيهام الشباب بأن اجتياز دوراتها ذات المبالغ الباهظة التي قد تصل الى عشرين ألف ريال بأنها هي مفتاح الكنز وأنها الشهادة القادرة على توفير الوظيفة وفتح الأبواب المغلقة ويصطدم الخريجون بعد دفع مبالغ باهظة باحتياجات سوق العمل المختلفة.. ان من أبسط حقوق الشباب أن نمنحهم «دليل سوق العمل» الذي يتضمن ما هي الوظائف الشاغرة وماهي الوظائف المشغولة بغير سعوديين وما هي متطلبات الالتحاق بها وماهي البرامج التدريبية التي يلزم المتقدم إتقانها لكي يكون مؤهلاً للحصول على هذه الوظيفة أو تلك.. إن تكامل الدور يجب ان يقوم بين رغبة المسئول وبين رغبة المواطن ويلزم ان يقوم كل بدوره.. فسوق العمل شاسع وعظيم ويكفي أن نعرف كم تأشيرة دخول تخرج من وزارة الخارجية وكم من المسميات الوظيفية المتنوعة تدخل عبرها الجنسيات الأخرى لتحقق أحلامها في سوق عملنا بينما يقتعد شبابنا قارعة الطريق يتعثر بذرات الغبار ويفحت في التراب ليدفن في كل صبيحة يوم جديد حلما من أحلامه المعتمرة برداء الشباب.
FatmaAlitaibi@ayna.com
ص.ب. (26659) الرياض (11496)

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved