أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 12th May,2001 العدد:10453الطبعةالاولـي السبت 18 ,صفر 1422

مقـالات

لا وقت للصمت
تفاصيل رجل .. غائب 1/2
فوزية الجارالله
هل تسمحون لي بأن أهمس لكم بأمر خاص.. قد لا يهمكم..؟! طوال الأيام الماضية كنت أبحث عن نفسي.. فقد غرقت في الكثير من المشاغل التي كادت تنسيني ذاتي وحياتي بدءاً وانتهاء وأنا حقيقة لا أحب أن أنسى ذاتي بشكل مطلق، مثل جميع البشر، لكنني أحب أن أتناساها بين فترة وأخرى من خلال الدخول في أجواء حميمة دافئة يحدث ذلك بأشكال مختلفة وأجمل هذه الأجواء وأقربها إلى عقلي وروحي ووجودي بأكمله أن أغمر نفسي في قراءة جميلة إما لرواية أو لكتاب مميز عندها تتوهج ذرات الهواء حولي .. يمتزج الماضي بالحاضر والمستقبل وأعود طفلة شقية لاهية بضفيرتين تركض خلف بائع الآيس كريم مع الأطفال لتحصل على النوع الذي تحب ... وفي لقطة أخرى تركض وتتعثر وتقف تنفض الغبار عن ثوبها البحري الأزرق القصير فيراها صاحب «البقالة» المجاورة للمنزل ويناديها بحنان ويمسح بكفه الحانية على رأسها ويقدم لها قطعة كعك صغيرة كي تتوقف عن البكاء!
أعود إلى الأجواء الحميمة التي فجرت في داخلي هذه الكلمات وأقول بأنني عدت إلى مجموعة قصصية قرأتها منذ فترة وتوقفت طويلاً أمامها لكاتب فلسطيني رحل عن دنيانا اسمه «جميل حتمل»..
أليس من الموجع ألا أقرأ لهذا الكاتب سوى بعد موته؟! أقول ذلك وأتمنى لو كان حاضراً معنا رحمه الله كي يقرأ ما نكتبه عنه وأي أثر تتركه فينا قصصه القصيرة ذات الايقاع الدرامي الشجي الساخن وتلك التفاصيل والأشياء الصغيرة التي يكتب عنها بعناية واهتمام فتبدو أكثر وضوحاً وأكثر تألقاً حين يكتبها وهذا هو أحد الأسرار الكامنة في جمال قصص جميل التي جاءت تحت عنوان «قصص المرض قصص الجنون» يقول عنه عبدالرحمن منيف في كتابه لوعة الغياب:
وإذا كان قد اكتسب من الاسم ملامح جعلته يتطابق مع الصفة على المستوى الشخصي، فقد كانت المرحلة شقية عاتية إلى درجة لم تمكنه، ولم تمكن غيره أيضاً ، سوى الكتابة على جدار الزمن القاسي معلناً أنه عاش ورأى ، وأنه حاول وعانى، وحين لم يستطع أن يحقق الأحلام التي تمناها، كتبها، قال شهادته.. ثم مضى.
ويقول أيضا في مقام آخر «جميل أمير للحزن»، حزنه وحزن الآخرين نبرة الصوت، نظرات العيون، وذلك الشجن الذي يلازمه كظله قد يكون الحزن خفياً بعض الأحيان، أو مموهاً، وقد يحجر عليه أمام الغرباء وفي مواجهة الجلادين، لكنه قوي وشديد الحضور، إذ لا يحتاج إلا إيماءة صغيرة ليأتي ويصبح وحده سلطاناً غالباً وآمراً.
وللحديث بقية
Email:fowzj@hotmail.com
ص.ب 61905 الرياض الرمز البريدي 11575

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved