أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 12th May,2001 العدد:10453الطبعةالاولـي السبت 18 ,صفر 1422

المجتمـع

الواقع يؤكد بأنه لم يعد قدوة لهم
اهتزاز ثقة الطالب بمعلمه!
المدرسون: الفضائيات أساءت لشخصية المعلم وقللت من قيمته
* تحقيق فهد المطرفي:
كثُر الحديث في الفترة الماضية، من خلال صحفنا المحلية عن معلم المدرسة ودوره وصفاته وسماته الشخصية، وذلك لأهمية العمل الذي يقوم به ودوره الكبير في إعداد جيل من الطلبة قادر على تحمل موجات الحياة المتلاحقة وقادر على اكمال مسيرة بناء الوطن. فالكثير من الآراء تقول: إن المعلم هذه الأيام لم يعد قادراً على تحمل أعباء هذه المهنة الهامة، فالمعلم في الماضي كان يتحلى بصفات تميزه عن معلمي هذه الأيام على حد قولهم ولكن وفي المقابل هناك من يرى أنه ما زال للمعلم تلك الأهمية وأنه ما يزال قادراً على تخريج أجيال يمكن الاعتماد عليها في بناء مستقبل البلاد. ولكن حتى يكون للمعلم تأثير جيد على تلاميذه كيف يجب أن يتصرف أمامهم؟ وما الدور التربوي الذي يلعبه المعلم؟ وهل ما زال الطلبة يعتبرون المعلم قدوة؟ وكيف يجب أن يتصرف المعلم حتى يصبح قدوة حسنة لطلابه؟ هذه المحاور نقلناها معنا إلى مجموعة من المعلمين والمديرين لنعرف آراءهم حول هذا الموضوع الحيوي فكانت ردودهم كما يلي:
حال المعلم أمام التلاميذ
يرى عبدالرحمن الطويان مدير مجمع الأمير سلمان بن عبدالعزيز القسم المتوسط في الوضعية التي يجب أن يكون عليها المعلم أمام تلاميذه أنه يجب أن يكون القدوة الحسنة أمام تلاميذه لأن الطفل يحاكي ويقلد من حوله وخاصة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة حيث يمكث الطالب ما يربو على ست الساعات في اليوم فهو يرى معلمه ويجلس معه أكثر مما يجلس مع والده. ولأن المعلم صاحب رسالة فليست رسالته التلقين للمادة العلمية بل رسالته أسمى وأبعد من ذلك فهي رسالة تربوية بحتة قبل أن تكون تعليمية.
من جانبه يؤكد المعلم أحمد بن عبدالله الرشودي ما جاء على لسان الأستاذ الطويان من حمل المعلم لرسالة سامية ويقول: مما لا شك فيه أن المعلم يحمل رسالة سامية الا وهي رسالة تعليم الناس لذا يجب أن يكون المعلم أمام طلابه كالأب مع أبنائه وذلك بأن يراعي جميع الطلاب من جميع النواحي النفسية والاجتماعية والأخلاقية وغيرها وألا يكون هدف المعلم فقط توصيل المعلومة للطالب. كما تحدث أيضاً المعلم محمد صالح السديري حول نفس المحور فقال: قبل أن يقف المعلم أمام الطلاب يجب أن يتحلى بالأخلاق الحسنة والثقافة العالية وعليه أن يكون على درجة كبيرة من الهدوء والاتزان وأن ينظر إلى الطلاب كأخوة أو أبناء له يسامح المخطئ أو المسيئ ويشجع ويكافئ المجتهد. ويؤيد الأستاذ عبدالرحمن الأحمد ما قاله المعلم السديري حول وجوب أن يتحلى المعلم بالهدوء والاتزان أمام تلاميذه فيقول: يجب على المعلم أن يراعي تصرفاته وأفعاله وأن يتحلى بالهدوء ويحسن التعامل ويحاول قدر الامكان عدم الانفعال لأن بعض المعلمين يحاول أن يفرض شخصيته بالانفعال الزائد عن الحد.
ويضيف المعلم الأحمد كذلك على المعلم أن يهتم بشكله فمن حيث اللباس يجب أن يكون المعلم نظيفاً وانيقاً من غير تكلف ولعل هذه الأمور وغيرها مهمة جداً وخصوصاً في المراحل الأولى من الدراسة لأن الطفل في هذه المرحلة يحب التقليد وما دام أنه سيقلد فليقلد الأمور الحسنة والتي يراها في معلمه في المدرسة.
دور المعلم التربوي
وعن الدور التربوي للمعلم يرى المدير عبدالرحمن الطويان أن المعلم يلعب دوراً تربوياً بحتاً بجانب العملية التعليمية فهو يراقب سلوكيات طلابه أثناء اليوم الدراسي: فالسلوك الجيد يحفزه لاستمراره وأما السلوك غير المرغوب فيه يوجه بالطريقة التربوية إلى السلوك الحسن.
من جانبه يقول المعلم محمد السديري: إن قيام المعلم بدوره التربوي يعود إلى شخصية المعلم نفسه وتعود أيضاً للطالب فبحسب تقبل الطالب يمكن للمعلم أن يقوم بدوره التربوي تجاه التلاميذ.
وحول نفس الموضوع يقول المعلم أحمد الرشودي إن الدور التربوي الذي يلعبه المعلم يكون بالتوجيهات المستمرة للطلاب شريطة أن تكون هذه التوجيهات مطبقة قولاً وعملاً لدى المعلم نفسه أما إذا كان هناك تناقض بين القول والفعل فلا شك أن التوجيهات سوف تنعكس سلباً على الطالب ومن الصعب جداً أن يتقبل الطالب أي توجيه يسديه له معلمه. كذلك متابعة الطالب حتى بعد انتقاله من مرحلة إلى مرحلة من قبل معلمه، أما التوجيهات المحددة بزمن معين فأعتقد أنها تفقد صلاحيتها بانتقال الطالب من سنة إلى أخرى أو من مرحلة إلى أخرى. ويدلي المعلم عبدالرحمن الأحمد بدلوه في هذا الموضوع ويقول: يجب أن يقوم المعلم بدوره على أكمل وجه كأستاذ قدوة فيكثر من توجيه النصائح وسرد القصص التربوية وتوجيه الطلاب عندما يرى أي خطأ أو ظاهرة في المجتمع أو المدرسة لأن دور المعلم يتعدى التعليم ويشمل جميع مناحي الحياة.
هل ما زال المعلم قدوة؟
وحول التساؤل عن هل ما زال الطلبة يعتبرون المعلم قدوة وكيف يجب أن يتصرف حتى يصبح قدوة حسنة؟ يجيب المعلم أحمد الرشودي بقوله: أعتقد أن الاقتداء بالمعلم بدأ يضعف تدريجياً وذلك للأمور الآتية: أولاً: ان المعلم لم يهيئ نفسه لأن يكون قدوة وذلك بعدم اثراء مادته العلمية أو النظرية أو عدم القدرة على توصيل تلك المعلومة للطلاب مما يجعل الطلاب يفقدون الثقة في معلمهم وهذا يجعله يفقد القدوة لدى طلابه ومن ثم يكون وجوده كعدمه بل ربما يكون هماً ثقيلاً عند بعض الطلاب .
ثانياً: جعل بعض الطلبة قدوتهم في غير معلمهم ذلك عبر ما يشاهدونه في القنوات الفضائية أو عبر الانترنت وهذا ما نشاهده في بعض الطلاب إما من خلال لباسه أو ألفاظه ولا شك هي غريبة عن مجتمعنا الإسلامي فمهما حاول المعلم أن يوجه طلابه نجد أن الطلبة لا يقبلون ذلك التوجيه.
ثالثاً: للأسف الشديد أن بعض القرارات والتعاميم تفقد هيبة وقدوة المعلم لدى طلابه.
أما كيف يجب أن يتصرف المعلم حتى يصبح قدوة حسنة لطلابه فهذا لا يكون إلا من خلال تمكنه من مادته العلمية وإبراز شخصيته أمام طلابه وأن يكون حذراً كل الحذر من خلال مخالفة القول للفعل أو أن يحابي بعض الطلبة على حساب الآخرين ولا ننسى أن التجديد له الدور الاسمى في الاقتداء.
قدوة ولكن بشروط
ويخالف المدير الطويان ما قاله المعلم الرشودي فيقول: من وجهة نظري أنه ولله الحمد مدارسنا تذخر بالمعلمين القدوة فمعظم معلمينا هم من حملة البكالوريوس ولديهم مؤهلات تربوية وحتى يكون المعلم قدوة حسنة يجب أن يتقي الله سبحانه وتعالى في السر والعلن بهذه المهنة وأن يحتسب كل عمل يعمله لطلابه لله سبحانه وتعالى. وأن يكون متزن الانفعالات وأن يكون حسن المظهر نظيف الملبس. كذلك يجب أن يكون محافظاً على الوقت.
القنوات تهدم ما نبني!
أما المعلم عبدالرحمن الأحمد فيوافق كلام المعلم الرشودي ويقول: أصبحت وسائل الإعلام بقنواتها التلفزيونية الفضائية تهدم جميع ما يتعلمه التلميذ في المدرسة.
ويضيف أن على المعلم أن يتصرف بشكل غير متناقض وأن عليه أن يبذل مجهودات جبارة ومتواصلة حتى يستطيع تليين قلوب طلابه وجذبهم إلىه وذلك بحسب ما يمتلكه كل معلم من قدرات شخصية تؤهله لهذا الأمر المهم.
في حين يرى المعلم محمد صالح السديري أن المعلم حتى يصبح قدوة يجب أن يعامل الطلاب معاملة حسنة ويبتعد عن الكلام الجارح وتحقير الطلاب وأن يتجاوز عن الأخطاء البسيطة للطلاب ويحاول حل مشاكلهم سواء مع زملائهم أو مع المدرسين أو حتى مع الإدارة.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved