أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 12th May,2001 العدد:10453الطبعةالاولـي السبت 18 ,صفر 1422

الاقتصادية

الذهب والمستقبل
د، أحمد بن صالح العثيم
إن سعر الذهب في عالم اليوم مرتبط وثيقا بالكثير من العوامل المختلفة من حيث درجة الوضوح ومن حيث الفترة الزمنية، ، أي هناك الكثير من العوامل التي تحكم سعر الذهب، ، والواقع ان هناك علاقة بين قوة اوراق البنكنوت وبين الذهب، ، أي مدى قوة عملة الدولة ومدى تغطيتها بالذهب، او ببعض العملات الاخرى غير المتغيرة، ، والجدير بالذكر انه متى ازدادت الثقة فان سعر الذهب ينخفض، والعكس صحيح،
ومن العوامل المتغيرة التي تلعب دورا مهما في تحديد اسعار الذهب، الاضطرابات السياسية، سواء على المستوى المحلي لدولة ما أو على المستوى العالمي، ، حيث ان عدم الاستقرار الذي يشعر به الناس في حالة الاضطرابات السياسية او الحروب تجعل الناس في حالة من الفزع والرعب، وبالتالي يفضلون عدم التفريط بما في حوزتهم من ذهب، ، وهذا بدوره يؤدي الى ارتفاع اسعار الذهب ارتفاعا كبيرا، ، حيث يقل جانب العرض ويزيد جانب الطلب، ، وفي المقابل فان الاستقرار السياسي مؤشر هام لانخفاض اسعار الذهب،
وهناك علاقة بين أسعار الذهب وكميات الذهب التي ينتجها العالم فالمعروف ان زيادة الانتاج يؤدي الى خفض الاسعار، ، الا ان في حالة الذهب، ، فان انخفاض الأسعار العالمية يمارس دورا هاما في استخراج الذهب، ، لان اهم العوامل التي يعتمد عليها إنتاج الذهب هو تكلفة استخراج أونصة الذهب، ، والنسبة بين سعر أونصة الذهب عالميا وتكلفة استخراجها تقريبا ثابتة وستظل كذلك في المستقبل،
اما في حالة زيادة التكلفة لاسباب فنية مثل ازدياد عمق مناجم الذهب، ، ففي هذه الحالة يمكن ان تتغير العلاقة بين السعر وتكلفة الاستخراج، ، وبدون شك فان ذلك يمكن ان يحدث في المستقبل البعيد، ، والمعروف ان مناجم جنوب افريقيا وحدها تنتج من 45% 50% من اجمالي كميات الذهب المستخرجة من سائر دول العالم، ، وقد قدر اجمالي الانتاج على مر العصور حتى عام 1985 بحوالي 85، 3 بليون أونصة،
اما جانب الطلب على الذهب فإنه له شقان اساسان:
الأول: شق تجاري، بمعنى استخدامات الذهب في الاغراض التجارية والصناعية والطبية،
الثاني: مالي، ، وعلى مر التاريخ فمعروف ان الذهب هو رمز للثراء والعظمة، ، وصكت منه بعد ذلك العملات والنقود،
ثم تعددت استخداماته الصناعية بحلول القرن العشرين، فدخل في كثير من الصناعات الهندسية والالكترونية والطبية، ، والواقع ان الصناعة وحدها تستأثر بحوالي 60% «حوالي 800 طن» من انتاج الذهب العالمي، تستخدم حوالي 80% منها «أي من 800 طن» في صناعة المجوهرات والاسنان، وبعض الاغراض الطبية الاخرى، ، وبالنسبة المتبقية بعد ذلك تدخل في صناعة الالكترونيات والصناعات الهندسية والكهربائية المختلفة، ، اما بالنسبة المتبقية والتي تبلغ 40% فهي توزع كما يلي:
20% للبنوك المركزية باعتبارها فائضا نقديا، 20% تذهب الى القطاع الخاص وبعض الشركات المساهمة،
معنى ماتقدم ان عوامل العرض والطلب هي التي تحدد السعر العالمي للذهب، ، ورغم اختلاف هذه العوامل وبعضها واضح والأخير غير واضح، الا ان هناك بعض النقاط الجديرة بالاعتبار وهي كالتالي:
ارتباط الذهب القوي بالعملات في الدول الكبرى، ، فان سعر الذهب في الأسواق العالمية لايختلف كثيرا عن بعضها البعض، ، الا في حالات الهزات العنيفة للنقد في بعض الدول الكبرى،
إن اسعار الذهب في معظم الأسواق العالمية متقاربة الى حد ما الا أن الأسعار تزداد وتنخفض تبعا للأحداث العالمية وخاصة السياسية أي ان عدم الاستقرار يؤدي الى ارتفاع الأسعار،
إن مستقبل الذهب يتوقف على ارباح انتاجه، والتي تتحدد بعاملين هما السعر والتكلفة، ، فالمستقبل البعيد قد يشهد ارتفاعا في التكاليف وبالتالي تغير في العلاقة بين تكلفة استخراج الأونصة من الذهب وسعرها،
إن جانب الطلب يحتوي على الكثير من الاستخدامات الصناعية والطبية، ، وان صناعة الحلي والاستخدامات الطبية يمثلان النسبة الغالبة للطلب على الذهب،
وعلى مر التاريخ كان هناك أدلة قرآنية لاهمية الطلب على الذهب، ، ان الله سبحانه هو الذي رفع شأن الذهب واعلى قدره وجعله سيد المعادن، ، والآيات كثيرة منها بسم الله الرحمن الرحيم «زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام و الحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب»(آل عمران الآية 14)،
ويقول جل شأنه «إن الله يدخل الذين آمنو اوعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير» (الحج، ، الآية 23)،
أي أن الذهب سيظل سيد المعادن الى ان يرث الله الارض ومن عليها، ،
فاذا كان الناس هم الذين سيدوا الذهب على بقية المعادن كما ينادي البعض بذلك فلا بد ان يأتي يوم ينزل هذا المعدن عن عرشه، ، ولكن الحقيقة ان الذهب سيظل سيد المعادن بنص القرآن لانه متاع الدنيا وجزاء لعباده المتقين في الآخرة، ، أي أن ارادة الله سبحانه وتعالى ان تتمايز جميع مخلوقاته حتى في عالم الأحجار ودنيا المعادن،
أوضح رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية بالرياض الأستاذ عبدالرحمن الجريسي ان الغرفة ستواصل في الفترة المقبلة تحقيق المزيد من المنافع لمنتسبيها والاسهام بشكل داعم في الاقتصاد الوطني وكذلك زيادة نطاق الدراسات المتخصصة لرصد وتحليل التطورات والاستفادة من التقنيات المستحدثة في المعلومات لتطوير الغرفة على أسس واقعية،
الجريسي يواصل حديثه للجزيرة مقدما الجديد فيما يختص بالقطاع الخاص عامة والغرفة التجارية خاصة،

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved