أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 12th May,2001 العدد:10453الطبعةالاولـي السبت 18 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

المسائية.. صبية دُفِنت في العشرين
مسائيتي الجميلة.. ابنتي الحبيبة.. لماذا دفنوك في العشرين عاما وانت في عز الشباب، وفي بداية سن النضج تختالين جمالا ورونقا وتزدادين ثقافة وروعة، كثر خطابك، وقرعوا ابوابك، واختاروك دون غيرك عن باقي الصبايا الغانيات..
مسائيتي الجميلة.. يا ابنتي الحبيبة..
ذهب مساؤك العطر.. حيث طهرك وخفة دمك ودلالك، ورقتك.. فأنت الوجبة الشهية، والكلمة الرقيقة، والخبر الطازج، والعصرونية بعد القيلولة، وصاحبتي في المساء الجميل، أطالعك على ضوء الشموع المرمرية.
مسائيتي الجميلة.. يا ابنتي الحبيبة..
بكيتك كثيرا، وتذكرت ايامنا الجميلة والصحبة الهنية اربعة عشر عاما قضيناها معا ننعم بالصداقة الحقة والامومة ودفئها وحب الام لطفلها..
كنت ادلك، واخاف عليك، وانتقي اجمل العبارات لأرصع بها جنباتك وصفحاتك الغنية بكل جديد وبكل عظيم وبكل معلومة ناضجة مفيدة لجميع القراء وكانت زاوية مع الغروب من اجمل الزوايا التي كتبت فيها بداخلك، كذلك محطات، وقطرة ندى وصفحتك الغالية عصاري التي اعطيتها من وقتي الكثير عدا باقي ربوعك الخضراء من الاولى وحتى الرابعة عشرة..
مسائيتي الجميلة.. ابنتي الحبيبة..
الحزن يعتصر قلبي، حملتك في عددك التوثيقي بين جناحي.. ضممتك الى صدري وبكيتك.. حقا بكيتك وبكيت ايامي معك..
صحيح انني انقطعت عنك سنوات ولكنك كنت دوما الابنة المدللة والرفيقة الغالية والرشفة الاخيرة ليلا قبل نومي ارشفك مع فنجان قهوتي على ضوء الشموع.
عددك التوثيقي.. بكيته، ذرفت عليه دموعا لا كالدموع.. قبلته كثيرا وقصصت اسمك واودعته في صدر مكتبي لينيره ودعوت لك وسامحتك، وسامحت الايام..
ماذا اقول وقد رحلت وأنت في العشرين ماذا اقول.. وكنت اتمنى ان تتوجي في العشرين وان يكون لك عرس جميل يدعى اليه كل الاعلاميين والاعلاميات ليفخروا بك..
ولكن فرحنا بات حزنا فبكيناك قبل ان تتوجي لان عمرك قد انتهى..
ويقولون ستلدين أنثى جميلة سميتها (الاسرة) لتحافظ على الكيان الاسري ضحيت بنفسك فداء للاسرة وأي فداء..
ستبقين في ذاكرتي ما حييت، وفي قلبي ما حييت وستبقين ابنتي المدللة.. رغم.. رغم.. رغم كل شيء..
مسائيتي.. رحلت مع الايام صبية مدللة.
مسائيتي.. قلمي ينزف دما بدل الحبر وقلبي ممزق على فراقك الابدي..
ستبقين في الفؤاد ساكنة
ستبقين في العقل والفكر قابعة
ستبقين بصفحاتك وزواياك وموضوعاتك رمزا للعلم والثقافة والمعرفة..
بوركت مسائيتي حية، ميتة..
بوركت وبورك كل قلم خطه اليراع على صفحاتك الخالدة.
وسيلة محمود الحلبي

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved