أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 12th May,2001 العدد:10453الطبعةالاولـي السبت 18 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

عمل موسوعي في رسالة علمية للبريك
الشيخ سعد بن عبدالله البريك داعية معروف وخطيب مشهور وله جهود خيرية وأنشطة علمية واسهامات دعوية متنوعة وكثيرة وناجحة وقد أثبت الى جانب ذلك أنه عالم مختص وباحث متمكن في مجال الفقه من خلال رسالته العلمية المتميزة التي ناقشها مساء الأربعاء الموافق 8/صفر 1422ه وعلى إثرها حصل على الإجازة بالعالمية العالية (درجة الدكتوراه) في الفقه المقارن من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الذي يعد أقدم الصروح العلمية التي تقدم دراسات عليا في المملكة ومن أقواها على مستوى العالم الإسلامي في مجاله.
وكما هي العادة في محاضراته العامة وخطبه المتميزة ومواعظه المؤثرة شهدت مناقشته حضورا كبيرا لم تشهد قاعات المناقشات العلمية بالجامعة له مثيلاً وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مكانة فضيلته في قلوب كثير من الناس وخصوصا الشباب وطلبة العلم والمهتمين بالدعوة وأنشطتها ورجالها في هذه البلاد الغالية التي وفرت لأبنائها الرخاء والأمن وهيأت لهم كل الظروف الممكنة لطلب العلم والتدريب في كل المجالات والتخصصات وتشجعهم على ذلك وتحفزهم بأساليب عديدة ومتنوعة.
وقد غمرت الفرحة جميع الحاضرين حينما أعلنت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة النتيجة فأوصت بمنح الشيخ سعد الدرجة العلمية مع مرتبة الشرف الأولى مع توصية اللجنة بالاجماع إدارة الجامعة بطبع الرسالة وتبادلها مع الجامعات.
وهذه التوصية تدل على المستوى العلمي العالي الذي بلغته هذه الرسالة شكلا ومضمونا والجهد الكبير المبذول في إعدادها والإشراف عليها والموضوع المهم الذي تناولته وهو: «الاختيارات الفقهية للإمام الخطابي: دراسة مقارنة».
وقد تناول الباحث اختيارات هذا الإمام الجليل الفقهية في معظم المسائل والموضوعات مع المقارنة بالمذاهب الفقهية المعروفة الأمر الذي جعل الرسالة تطول فخرجت في سبعة مجلدات فكانت أقرب الى العمل الموسوعي. وقد ذكر الباحث أنه ينوي الاستمرار مستقبلا إن شاء الله في دراسة بقية جوانب هذا الموضوع التي لم يتناولها في رسالته الحالية.
أشرف على هذه الرسالة الضخمة ووجه صاحبها وزوده بالآراء الصائبة طوال سنوات إعدادها الطويلة فضيلة الشيخ العالم محمد فضل المراد وهو أستاذ للفقه بالمعهد سابقا وحاليا في أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض وكان مقررا للجنة المناقشة التي ضمت الى جانبه فضيلة الشيخ العلامة يوسف بن محمود بن عبدالمقصود الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى وقد أشار الى أهمية موضوع الرسالة وأهمية دراسة الاختيارات الفقهية الأخرى للإمام الخطابي وخصوصا في مجال السياسة الشرعية وما يتعلق بها من مسائل. وضمت عضوية اللجنة كذلك فضيلة الشيخ العالم محمد بن يحيى النجيمي أستاذ أصول الفقه بالمعهد وقد وصف الرسالة بأنها «محكمة» و «ممتعة» مع أنها «طويلة» وركز في مناقشته للباحث على الجوانب الأصولية في المسائل التي تضمنتها الرسالة وبأسلوب الأصوليين الممتع في النقاش والمناظرة. وأشاد بالجهود الطيبة والمباركة التي بذلها الباحث مشيرا الى أن هذا كان أمرا متوقعا من طالب علم مشهور وداعية معروف مثل الشيخ سعد البريك.
لقد استمر الباحث في إعداد هذا العمل سنوات طويلة وواجهته كما ذكر صعوبات وعقبات كثيرة استطاع بتوفيق الله أن يتغلب عليها بمعاونة مشرفه وتوجيهاته السديدة فكانت هذه النتيجة الباهرة وتكللت الجهود بهذا النجاح المنقطع النظير.
وقد كان واضحا أن الباحث أراد أن يتقن عمله في هذه الرسالة ولم يكن هدفه مجرد الحصول على الشهادة أو اللقب العلمي كما هو حال معظم الطلبة والباحثين في هذا الزمان فشهرته وجهوده الخيرية وأنشطته العلمية والدعوية أكبر من أي لقب وأعلى من أي شهادة وسابقة عليها.
في الوقت الذي نشاهد فيه كثيراً من حملة الشهادات العليا وأهل الألقاب العلمية لم يقدموا شيئا يذكر للأمة أو المجتمع. وفي ظني أن أهم صعوبة واجهت الباحث في إعداد هذا العمل الضخم هوكبر حجم الرسالة حيث بلغت آلاف الصفحات فأخذت منه مجهودا ووقتا كبيرين وكان يمكن للقسم المختص تحديد الموضوع في جانب معين وترك بقية الجوانب لباحثين آخرين.
ومن الأمور التي تميز بها فضيلة الشيخ سعد أثناء المناقشة وقبلها وبعدها تواضعه الجم وخلقه الكريم وأدبه الرفيع مع الجميع وخصوصا مع شيوخه وأساتذته ومن حضر المناقشة من الأمراء والعلماء والمسؤولين في الجامعة وغيرها وقد أظهر حكمة وحسن لباقة مع المناقشين أثناء ردوده على تساؤلاتهم وملاحظاتهم واستطاع أن يمتص حماسهم بحسن الاستماع والانصات لما أبدوه من ملاحظات ومقترحات وإبداء الاستعداد للأخذ بها مع شكرهم والدعاء لهم مع أن البعض كان يتوقع أن يكون الشيخ سعد عكس ذلك تماما لما عرف عنه من مقدرة فائقة على الحوار والمناظرة فهو ما شاء الله خطيب مفوه ومتحدث قدير ولكن يبدو أنه اتبع سياسة حكيمة فهو يعرف أن لكل مقام مقال وفي مقام مناقشة رسالة علمية لا ينفع سوى الهدوء والردود المقتضبة والتسليم للمناقش في بعض ملاحظاته وتجنب الجدل والمناكفة قدر المستطاع.
وأختم مقالتي هذه بتقديم تهنئة قلبية خالصة لفضيلة العالم سعد البريك على هذا الإنجاز العلمي الباهر وأسأل الله سبحانه أن يزيده من العلم النافع والعمل الصالح وأن يرزقه الإخلاص في القول والعمل وأن ينفع الأمة به وبعلمه. وأود أن أذكر فضيلته بأننا ننتظر منه وأمثاله من الدعاة المخلصين مزيدا من الجهود الدعوية المنظمة والمتقنة وبطرق وأساليب حديثه ومتطورة وجذابة تركز على دعوة الشباب الى التمسك بالكتاب والسنة وتعميق صلتهم بعقيدتهم الإسلامية الصحيحة وتحفزهم الى الاستقامة على دين الله ليتمكنوا بذلك من الصمود أمام التيارات الفكرية التي بدأت تتجاذبهم بقوة من كل ناحية بأساليب ماكرة وخبيثة وهذا العمل ليس ببعيد عن اهتمامات الشيخ سعد فهو مهتم منذ سنوات بقضايا الشباب وهمومهم ودعوتهم ويختلط بهم ويعرف مشكلاتهم وسلوكياتهم وهم كذلك يحبونه ويحرصون على حضور دروسه والاستماع لمحاضراته لأنه يتحدث إليهم بأسلوب لطيف محبب إليهم وموثر في نفوسهم وعقولهم.
مرزوق العشير
ü هذا اللقب أنسب من لقب الدكتور فهو لقب غير سائغ لأسباب عديدة ذكرها الفقيه العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد في كتابه القيم: تغريب الألقاب العلمية ص 26 41 الذي أنصح بقراءته.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved