أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 17th May,2001 العدد:10458الطبعةالاولـي الخميس 23 ,صفر 1422

مقـالات

شدو
سهاد الوهاد
د. فارس محمد الغزي
يا رب.. عدم هو يعشمه برحمتك أنه عدم..، ضئيل أضنته الضآلة..، تائه في سديم التوهان التائه في السديم..، ممزق في متاهات الوجود وحشة الكون تمزقه وجوداً..، فيلجأ إليك ممزقاً..، وهل له سواك: يا ململم شتات الأشتات..، وقابل إلحاح الضئيلين..، ومرشد حيارى يباب الأوهام..، وجامع شمل فاقدي الذوات بذواتهم المفقودة..، ومؤمن الخائفين: أنت أمان من خانه الأمان في كون هو الخوف كل الخوف لولا أنت الأمان..
يا رب:
سهاد وهاد الأرض في ناظريه وهادها سهاد، مخلوق عدم، عانق الأماني، فتوسد الأوهام، يدعوك بدعاء نبيك الكريم حينما ضاقت عليه الأرض بما رحبت، فتوجه إليك لاجئا إليك، وعقباه ينزفان أطهر دم عن شربه عزفت أرضك العزوف عن شرب الدماء، حين ناجاك قائلاً: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين البائسين، وأنت ربي: إلى مَنْ تكلني، إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري..،»
يا رب:
يدعوك بدعاء )الحَجّاج( عبدك حين دعوته للقدوم، فدعاك ينازعه الموت قدوماً إليك يقول: «اللهم اغفر لي فإن الناس يقولون إنك لن تفعل»..
يا رب:
يدعوك دعاء الضئيل، عبدك على شفا الموت، يصارع سكراته تتجاذبه إليك، فيناجيك:
رباه إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا مؤمن
فبمن يلوذ ويستجير المجرم
فلم لا يدعوك ضئيل أسرف على نفسه لأنه ضئيل.. وعذره يقينه بأنك أكرم من أن تعذب ضئيلاً بلا خيار قدم إلى دنيا ضئيلة لا تعادل عندك جناح بعوضة..، حق له أن يلح عليك كما هو حق عليه ألا يلح إلا عليك.. يستجديك.. يبثك ضعفه نتاج الماء والطين.. قادم منك.. إليك لا محالة قادم.. زاده أمله برحمتك.. وعذره ضآلة الجسم جسامة الخطأ..
يا رب:
وقد سكن الليل، وبللت دموع المكلومين مهاجع السهد تضرعاً.. وضجّت آفاق الكون بآهات المظلومين، واكتظت بأنفاس المكروبين، ودقات أفئدة الجميع تؤكد يقين الأفئدة بأنك حسْب الجميع وكيلهم.. قرة أبصار شاخصة نحوك.. إليك ترنو، تروم عفوك الإجابة وعفوك غاية الإجابة. فاللهم اجعل لضيق المستضعفين من عبادك في أرضك الموحشة فرجا ومخرجا.. يا عظيم السلطان.. يا قديم الإحسان.. يا مجيب الدعوات.. يا مفرج الكربات.. يا أمان الخائفين.
ص ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved