أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 17th May,2001 العدد:10458الطبعةالاولـي الخميس 23 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

وداع من القلب
صعبة هي لحظة الوداع
مريرة هي صورة الفراق..
قاسية هي أصابع الرحيل..
كم عزفت على أوتار حياتنا، فرقصت على نغماتها الشجون،
كم عبثت بأحلى زهور أمنياتنا، فلم نقطفها
ثم كم سكبت على أوراقنا أدمعاً فشوهتها.
لكننا نعود لنسكب الحبر من جديد، ونجعل من سابقه خلفية فريدة، وتجربة مفيدة..
فنصوغ أحرفنا.. ونكتبها بصافي دمائنا، لنرسم أجمل السطور.. لأنه الأمل، يدفعنا دائماً نحو الأمام..
وهكذا هي أنا...
كلما تذكرتكم، تعصف بي رياح الشوق، لأرتمي في عالم مظلم، لا أجدكم فيه، فأسلم بالحقيقة المؤلمة..
ثم أتطلع إلى الأفق.. ليلوح أمام ناظري بارقة أمل بلقياكم..
إن لم يكن على هذه الأرض
ففي الجنة بإذن الله تعالى.
أيتها الغاليات..
ثقوا بأنني لن أنسى محبتكم، ولن أتجاهل يوماً صحبتكم
سأذكركم كلما رأيت قلماً أو محبرة، كلما لمحت ورقة..
كلما التقيت بطالبة علم انحنت على مقعدها لتجمع شتات أفكارها..
كلما جالت عيني بين الأسطر...
سأذكركم كلما رأيت أختي الصغيرة، ترتدي مريولاً، وتمسك قلماً تكتب به، وترسم...
تكتب حرفاً، وحرفين.. وترص الحروف..
أ . ح . ب . ك . م... ف. ي ... ا . ل . ل . ه..
ترسم قلباً صغيراً، تلونه بالأحمر.. وسط صفحة بيضاء كبيرة، وناصعة... تضع لها معلمتها نجمة، ولصديقتها أخرى فتتبادلان الدفاتر.. لتقرأ كل منها عبارة الثناء للأخرى.. فتفرح لها، وتفرح، حتى ترتسم البسمة على تلك الوجوه البريئة..
وتمضي أختي... تكتب وترسم،
حتى خطت طريقها، ورسمت لنفسها مستقبلاً، زخرفته بالتفاؤل.. ثم خطت خطواتها الأولى على طريقها ذاك.. خطوة ، خطوة، وهي تمسك بيد صديقتها.. حتى رحلتا معاً إلى مبتغاهما، بتوفيق من الله سبحانه.
لقد كتبت أختي، وكتبت ، وكتبت حتى كتب الله لها النجاح ثم عندما أرادت أن تخطو خطوتها الأخيرة.
إذا بها تصرخ مرددة:
أحلام، أمانة، ود.. عهود.. إخلاص.. وفاء.. أفراح، وأخيراً، أشجان!!..
إنها أسماء صديقاتها، لقد اتخذت منهن شعاراً لها، ورمزاً لمعاني حياتها.. لقد أفاقت من نومها وهي تناديهن، وتقول:
ياللا.. كان حلماً جميلاً..
لقد أشرقت الشمس، عليها الآن أن تذهب إلى المدرسة حملت حقيبتها الصغيرة، وودعت الجميع.. ورحلت...
... ولسان حالها يقول:


عذراً.. أحبتي لاتقلقوا
فالقلب ولهان، بكم متعلقُ
هي قصة من قصص الهوى
فأنا العاشق، وأنتم من أعشقُ
ضاع العبير بين حروفها
فكأنها ورد متناسقُ
فتنفست قلوبنا بمودة
وتجدد الأمل المضيء المشرقُ
وازدان في دار المعارف جمعنا
بحضور الريمتين زاد التألقُ
بسامية قد سمت في الله محبتنا
وشهد عليها الإله الخالقُ
وبالأماني تزينت أيامنا
فللأحلام عيوننا ترمقُ
ومضت من أعمارنا أربع
في كل وقت حبكم يتعمقُ
في ساعاتها ذلت لنا مصاعب
بأخوتنا دوماً تزول المآزقُ
في كل ركن كان لنا
حديث، من أجله نتحلقُ
نسارع وأي تحكي أولا
نتسامر، وللثواني نسرقُ
يطول الحديث بنا وفجأة
في أجمل الأفكار نغرقُ
ثم نلملم الأوراق، نجمعها
وإلى قاعة الدرس نتسابقُ
كم في أرجائها من بسمة لنا
علت الوجوه، فأحلامنا تتحققُ
وإذا بحكايتي تفنى فجأة
ويذوب في نهايتها التفرقُ
صفحاتك الأخيرة ياقصتي
سوداء، كلماتها تتحرقُ
فتظللت بالحزن أيامنا
لأبواب القلوب بات يطرقُ
كلا فلن أنسى صحبة إخوتي
إني بصحبتهم متعلقُ
سأظل، ماحييت، أذكر ودهم
ولمجلسهم أبداً أنا متشوقُ
عذراً أحبتي ففؤادي يشتكي
ودموعي على وجنتي تتدفقُ
فالقلم قد احتبس حبره
واحتار اللسان ماذا ينطقُ؟!
والقلب يسأل متعجباً مستفسراً
أهي أكذوبة أم هل يصدقُ؟!
فتجيبه الأيام عما يجهل
سيرحل صامتاً، وبالذكرى يتعلقُ
عذراً إذا ودعت أغلى صحبة
فكما تجتمع الطرقات، تتفرق
فوصيتي تقوى الإله أحبتي
وعلى دروب الخير فلتتسابقوا
وتذكروا يا إخوتي مقولة
أحبب من شئت إنك مفارقُ
صديقاتي العزيزات..
سأذكركم دون أن أرى أي شيء..!!

منيرة عبدالعزيز المقبل..
قصور آل مقبل

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved