أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 17th May,2001 العدد:10458الطبعةالاولـي الخميس 23 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

فصاحة العرب والعرجون القديم
لايغفل صاحب الفكر الواعي أن اللغة العربية الفصيحة هي الجامع الحقيقي بين أبناء الوطن العربي، وأن الابن العربي يلجأ إلى هذه اللغة الأم إذا أراد مخاطبة آخر من موطن عربي بلغة متبادلة على وجه الاطلاق.
وتلك شهادة واضحة في صالح اللغة الفصيحة وبجدارتها في كل زمان ومكان، وهي خالدة لامحيص عن التصرف بها ولكن مايدعو للأسف في حقيقة الأمر أن حقيقة الحال التي أصبحت عليها الفصاحة عند العرب في حالة يأس وخمول، اتضح ذلك بصورة جلية في أواخر القرن العشرين المنصرم، حيث تزعزعت النزعة الأدبية لأكثر الأدباء وعلماء اللغة، فحطوا عن عاتقهم مهمة تقويم الفصاحة والعمل على احيائها من جديد، وراحوا يتمنون على الله الأماني أن تصلح العربية من ذاتها، فكان من الأجدر بهم قبل التألم من رؤية اللغة العربية بين العرب وفي غياب أعرابها في صورة الهجران والضلال، ألا يكتفوا بتألمهم هذا وتصنتهم لأخبار تصيح بانبعاث الفصاحة في لغة العرب اليوم ليس من شك في انحراف لغنا العربية والتي لولا الله ثم وجود القرآن الكريم الفصيح
لما بقي من مفرداتها الأصيلة شيء يذكر، ولكن إذا استبعثت اليوم حال الأدب روحها من جديد بعيد زمان محمد حسن عواد والسرحان وغيرهما من رواد الإصلاح الأدبي في الجزيرة موطن الوحي البليغ، وذلك باختيار الرياض عاصمة للثقافة والأدب.
فإذا كان ذلك جرعة بدائية من الدواء الناجع في الأدب الحصيف فهو على الصعيد اللغوي خطوة تدعو لاصلاح اللغة والعمل على استخدامها فصيحة.
فإذا كان ذلك ليقم أولئك القانطون المتشوقون لصلاح اللغة بتنشيط أعمالهم بإقامة الندوات والتوعيات الصحافية والإعلامية،.
وكثير من النشاطات بوجه سليم بأمانة وتفان فقد أثمرت محاولات الاصلاحيين القدامى ثمرة جليلة في إحياء الحركة الأدبية التي أوصت بسلامة اللغة واستحضار عفتها وخلوص النية في الإصلاح اللغوي مهما كانت الاستجابات ضئيلة من المجتمع الآخر ومهما كانت النظرات ناقدة هادمة للإثمار في مجالاتهم إلى المساندة من أجل محو الأعجمية أو بالأحرى العامية وتحقيق الفصاحة ومن مبدأ آخر فناحية الأمل معلقة لايحكم عقدها سوى الأصحاب الحقيقيين للفصاحة العربية، الذين حصدوا زمرداً من الفلاح لايرجون من ورائه صالحاً سوى توثيق البلاغة في اللسان السليم.
فيصل سلمان الجدوع

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved