أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 17th May,2001 العدد:10458الطبعةالاولـي الخميس 23 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

تعليم البنات بالمجمعة
لا صحة للشكوى
يلزمنا ديننا الإسلامي الحنيف بمبدأ التعاون البناء فيما بيننا في كل أمر يصلح الحال وتتوارى من خلاله منفعة للناس في دار معاشهم وآخرتهم، وقد بذلت حكومتنا حفظها الله، جهوداً حثيثة في سبيل المحافظة على ماتبقى من منظومة تراثنا الفطري، فسارعت بتأسيس هيئة وطنية تعنى بالمحافظة على الحياة الفطرية وإنمائها، وأنفقت عليها بسخاء، مما شجعها ولله الحمد إلى تحقيق العديد من الانجازات الكبيرة في مسيرتها المباركة والمطلع على استراتيجية عمل الهيئة في مجالها يجد أنها تقوم على ثلاثة محاور:
نظام المحميات.
البحث العلمي.
تعاون المواطنين معها.
والذي يقدم على دراسة موضوعية تعاون المواطنين مع الهيئة، يؤسفه تدني مستوى هذا التعاون الذي يحث عليه الدين وتمليه علينا حقوق المواطنة الحقة فالممارسات غير المسؤولة التي يتصرف بها بعض المواطنين المجاورين للمحميات، تنحو جانباً بتواصل المواطنين الفعال وتعاونهم مع الهيئة ومنها:
انطفاءات المشاعر الوجدانية الخاصة بالمفاعلة النفسية مع قضية الحياة الفطرية كقضية وطنية: وهذه الانطفاءات المشاعرية تتخذ خصوصية نفسية قد تتفاوت درجات الوعي فيها حسب المستويات الثقافية والتفاعل الذاتي القائم على المصداقية مع هذه القضية الوطنية، لكن الشعور العام يشير إلى انخفاض مستوى التعاون في هذا المجال ومن الأدلة الداعمة لهذا الرأي، تدني مستويات التفاعل العملي مع الهيئة من قبل الكثير من المواطنين فمثلاً على الساحة الإعلامية نرى ندرة الطرح التوعوي والتثقيف العلمي من المواطن في مجال الحياة الفطرية في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، وهذا يدل على تغاضي المواطنين لهذا الجانب من جهة وتناسي وسائل الإعلام لدورها الوطني في هذا المجال من جهة أخرى.
الاحباطات المناخية وجدوى الحماية: بعض المواطنين متخوف من نجاح الهيئة في بلوغ أهدافها وفي مقدمتها المحافظة على الحياة الفطرية وازدهارها خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية وشح مواسم الامطار واستمرار الجفاف لسنوات في بعض المناطق المحمية، ولربما دفع هذا الاحساس هؤلاء المواطنين من إعادة النظر في جدوى الحماية وهي أحاسيس مغلوطة، فالأحوال المناخية متقلبة ومتغيرة لم تدم على حالة الجفاف وشح الأمطار، والأمر وقف بين يدي الله عز وجل، يحبس المطر ابتلاء لعباده ليصبروا، وينهمر مدراراً جزاء لشكر النعمة والامتثال لأوامره وفي هذا الجانب يجب علينا أن نصدق في التوكل على الله والإلحاح المستمر بالتضرع والدعاء مع التذلل والبكاء بأن يرزق البلاد والعباد بغيثه الكريم وخيره العميم.
الأخذ بتدرج الأولويات: قد تحتل مسألة الحياة الفطرية مرتبة أخيرة أو قضية في سلسلة المسائل الأولى بالرعاية والاهتمام في ذهن المواطن، فأمور معيشته أو شخصيته على صعيد المستوى الشخصي أو الأسري أوالعملي تأخذ الخطوة بالحرص والتنفيذ، وهذه الأولويات تجد من المواطن مساعي متواصلة وجهودا مضنية لتحقيقها فتكون شغله الشاغل، وتمنعه من الالتفات إلى أية قضية أخرى لاتشكل له عائداً شخصياً، وتكون مثل هذه القضايا المنسية في مؤخرة الأولويات ويشارك التلفزيون الصحف المحلية هذا القصور فنادراً وفي فترات موسمية يبث مادة مكررة ذات نهج توعوي مستهلك.
وهناك جهات حكومية أخرى ذات صلة عملية في مجال المحافظة على الحياة الفطرية، وفي مقدمتها وزارة المعارف التي لم تبادر إلى حد الآن بصياغة آلية عملية ترسم منهجاً يوطد التعاون بين الهيئة والطلاب بأن تقوم بممارسة عمل تربوي وطني تمليه عليها مفاهيم التربية في مفهومها الفلسفي الشامل ومن منطلق أن التربية البيئية جزء هام من العملية التربوية في إطارها العام، وتبقى الممارسات التربوية بمعزل عن التفاعل البيئي بين الطالب ومؤسسات وطنه البيئية ممارسة ناقصة وتعطيلاً لأهم الجوانب التربوية الضرورية في تشكيل شخصيات طلابها رجال غدها وسواعده، وأيضاً تظل التربية على هذه الشاكلة تراوح قدميها لاتبرح مكانها إلا قليلاً لأنها أغفلت أحد جوانب التربية القيمية وهي التربية البيئية إضافة إلى أن هذا التعطيل يؤدي إلى المساهمة في جفاف التفاعل الاجتماعي والوطني الذي يعد أحد اهداف المدرسة الرسمية.
كما أننا نقترح بسعي الهيئة إلى تحقيق عرى التعاون مع بعض الجهات العسكرية مثل: الحرس الوطني الدفاع الأمن، وذلك لصياغة خطة تعاونية ترسم برامج تعاونية تسمح لأفراد هذه الجهات بالمساهمة الفعلية والعملية في أعمال المحميات.
مثل: تنظيم زيارات خاصة لاطلاعهم على مشروعات الهيئة وإنجازاتها وذلك لتعزيز تكوين اتجاهات ايجابية تجاه الحياة الفطرية تمهد سبل التعاون المباشرة من قبل هؤلاء المواطنين كذلك يحسن تنظيم زيارات لمجموعة من هؤلاء المواطنين بإشراكهم عملياً في أحد نشاطات الهيئة، هذا ما أردت الإسهام به.
عياد مخلف العنزي
مدير وحدة العلاقات العامة والإعلام التربوي
بالإدارة العامة للتعليم بالحدود الشمالية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved