أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 17th May,2001 العدد:10458الطبعةالاولـي الخميس 23 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

رحم الغيب يحتوي الإجابة
المكتبات الرقمية.. هل هي خيار المستقبل؟
كلنا يعرف ماهية المكتبة التقليدية ذات الأرفف المفتوحة، والتي تضم بين جدرانها آلاف الكتب مابين مخطوط ومطبوع وغير ذلك من أوعية المعلومات، مثل: المواد السمعية والبصرية، وقواعد البيانات، وفهارس المكتبة. وجرى العرف على أن الباحث إذا أراد معلومة ما فإنه يذهب إلى موقع المكتبة من أجل الحصول عليها ،هناك الكثير من الاجراءات الإدارية والفنية التي يمر بها توفير الكتب ابتداء من الناشر وحتى توضع الكتب فوق أرفف المكتبة من أجل الإفادة منها. ومن أجل أن يصل الباحث إلى المعلومة في المكتبة فإنه يحتاج أن يستخدم فهرس المكتبة البطاقي، أو الفهرس الآلي،، وفي أحيان كثيرة يطلب المساعدة من أخصائي المكتبة ليرشده إلى مكان وجود المعلومة المطلوبة. ومع ثورة الاتصالات الحديثة والانفجار المعلوماتي الهائل في نشر وبث المعلومات، ومع ظهور عصر الانترنت، بدأ المفهوم التقليدي للمكتبة يضمحل شيئاً فشيئاً خصوصا في العالم الغربي المتجه وبقوة نحو بناء المكتبة الالكترونية العالمية.
هذا المفهوم الجديد الذي بدأ يزيح مفهوم المكتبة التقليدي، هو ما نناقشه بشكل موجز في هذا المقال، محاولين التطرق لمفهوم المكتبة الجديد،والذي يعبر عنه عادة باسم المكتبة الرقمية، والبعض يسميه بالمكتبة الالكترونية، وآخر باسم المكتبة الافتراضية، وغير هؤلاء من يفضل استخدام مصطلح المكتبة اللامكانية. ونفضل استخدام مصطلح المكتبة الرقمية )الالكترونية( لعدة اعتبارات لايتسع المجال لبسطها، على الرغم من وجود تفاوت طفيف بين هذه المصطلحات على أية حال، سنحاول تعريف المفهوم الجديد للمكتبة عن طريق طرح بعض الأسئلة التالية:
1 ماهي المكتبة الرقمية، وأين مكانها؟
2 ماهي أوعية المعلومات المتوافرة فيها؟
3 كيف يتم الوصول إليها، والبحث في محتوياتها؟
4 وهل هناك وسيط بين المستفيد وبين محتويات هذه المكتبة؟
ولعل تعريف المكتبة الرقمية )الالكترونية( كفيل بأن يجيب على تلك التساؤلات المطروحة، حيث عرف كل من السريحي وحمبيشي )1421(، المكتبة الرقمية بأنها تلك المكتبة التي تشكل المصادر الالكترونية أو الرقمية كل محتوياتها، ولا تحتاج لمبنى يحويها، وإنما لمجموعة من الخوادم Servers وشبكة تربطها بالنهايات الطرفية للاستخدام إذاً فالمهوم الجديد للمكتبة مفهوم يختلف تماماً عن المفهوم التقليدي فمصادر المعلومات في المكتبة الرقمية جميعها الكترونية الشكل ولا ثمة وسيط ورقي يضاف إلى ذلك أن ليس ثمَّ مكان معين يذهب إليه من أجل الحصول على المعلومة وأما سبيل الوصول إلى المعلومات ومحتويات هذه المكتبة فيتم عن طريق مقدمي الخدمة وهم وسطاء بين منتج المعلومة أو موفر المعلومة وبين المستفيد منها ويكون الاتصال بهذه المكتبة عبر خدمات الاتصال المعروفة مثل الهاتف، والأقمار الصناعية.
ومع توفر خدمات شبكة الإنترنت سهل الوصول إلى الكثير من المواقع سواء الأجنبية أو العربية التي تحوي ملايين الصفحات من نصوص الكتب ومقالات الدوريات والمجلات، علاوة على كثير من فهارس المكتبات العالمية. فعلى سبيل المثال فبإمكان أي باحث ما في هذا العالم أن يبحث في معظم فهارس المكتبات العالمية، كمكتبة الكونجرس والمكتبة البريطانية وغيرها، وهو في منزله لم يبرحه وهناك مشروع ضخم تسعى مكتبة الكونجرس حثيثا لتحقيقه، حيث يهدف هذا المشروع إلى تحويل جميع مقتنيات مكتبة الكونجرس إلى شكل الكتروني بدلا من الشكل المطبوع وتعد شبكة OCLC من أعظم وأضخم المواقع العالمية، والتي تحوي قرابة )50( مليون تسجيلة مابين وصف ببليوجرافي لكتاب أومقال، علاوة على مئات الآلاف من المستخلصات والنصوص الكاملة. ويقدر ما يضاف لهذه القاعدة الضخمة ما معدله مليونا تسجيلة ببليوجرافية سنوياً. وهناك مشروع جبار يهدف إلى انشاء مكتبة الكترونية عالمية تخدم جميع من يعيش على سطح هذه البسيطة.
وأما إذا وجهنا وجهتنا نحو المكتبة الرقمية )الالكترونية( العربية، فليس هناك مشروع مشترك بين المهتمين بصناعة المعلومات في العالم العربي من مقدمي خدمة الانترنت أو المكتبات ومراكز المعلومات في العالم العربي أو غير هذه الفئات على تحقيق مثل هذا المشروع. وهذا لايعني أنه ليس هناك نواة مكتبة الكترونية عربية. فهناك الكثير من أقراص الليزر المتاحة لكثير من كتب التراث، يضاف إلى ذلك الكثير من المواقع العربية والإسلامية والتي تتضمن كما هائلا من كتب التراث وكتب الشريعة متاحة بشكل نصوص كاملة وهناك الكثير من الصحف والجرائد اليومية، والمجلات الاسبوعية والشهرية وغيرها متاحة على شبكة الانترنت بشكل نصوص كاملة.
وليس هذا فحسب، فباستطاعة الواحد أن يتصفح كثيراً من فهارس المكتبات العربية وما تحويه من مقتنيات، مثل موقع مكتبة جامعة أم القرى WWW.UQU.EDU.SA وموقع مكتبة معهد الإدارة WWW.IPA.EDU.SA وغير ذلك كثير مما هو متاح على شبكة الانترنت وهناك دور النشر العربية التي تتيح مطبوعاتها على الشبكة.
وقبل أن نصل إلى ختام المقال يحسن بنا أن نذكر بعضا من ميزات المكتبة الرقمية )الالكترونية( أو المصادر الالكترونية إذا ما قورنت بغيرها من المصادر التقليدية فلعل من أهم الميزات مايلي:
1 محتويات المكتبة الرقمية لاتحتاج منك حيزاً مكانياً، فقد تتصفح ملايين الصفحات ولايكون على طاولة مكتبك ورقة واحدة.
2 إن المكتبة الرقمية وبتوفيرها المصادر الالكترونية تحل كثيراً من اشكالية تداول المعلومات، والتي في أحيان كثيرة يصعب الحصول عليها.
3 توفر المكتبة الرقمية سرعة وسهولة الوصول إلى المعلومة في أي مكان من أماكن وجودها في هذا العالم الممتد.
4 هناك نقاط وصول متعددة للمعلومات عبر المصادر الالكترونية المتاحة في المكتبة الرقمية لايمكن بحال أن تتوافر في المصادر المطبوعة التقليدية.
5 توفر المكتبة الرقمية كما هائلا من المعلومات قد تعجز عنه كثير من المكتبات التقليدية، وذلك نظراً لمرونة هذه المكتبات، أعني الرقمية، بالاتصال بغيرها من المكتبات من أجل الحصول على المعلومات غير المتوافرة في المكتبة الأم.
وفي واقع الأمر فإن المكتبة الرقمية تقدم خدمات جليلة لايتوافر كثير منها في المكتبات التقليدية ومن فوائد المكتبة الرقمية أنها متاحة طوال ساعات اليوم، وليس هناك أوقات للاغلاق، وأخرى للدوام يضاف إلى ذلك أن المستفيد من المكتبة الرقمية ليس بحاجة لأن يذهب إلى موقع المكتبة من أجل التأكد من وجود المعلومة فالاتصال المباشر بالمكتبة هو طريقه الوحيد ليتحقق من وجود المعلومة المطلوبة. وفي المقابل فثمة عيوب وعوائق تحول دون الاستفادة القصوى من المكتبة الرقمية ولكن هذه العيوب مطمورة في ميزاتها فلم تظهر بشكل واضح.
وبعد هذه الجولة في مكتبات المستقبل، والتي يدور حولها جدل طويل بأنها قادمة، وأن المكتبة التقليدية سيكون مكانها متاحف البلد. أقول قد يرد على ذهن البعض منا هذا السؤال: هل ستختفي ، حقيقة، المكتبات التقليدية من الوجود؟ سؤال لا أجد له إجابة واضحة، وإن كنت أذهب إلى أن دور المكتبات التقليدية سيظل مؤثراً وماثلاً ولفترة طويلة على الأقل في عالمنا العربي وأرى أن المكتبة التقليدية مكملة للمكتبة الرقمية، والعكس صحيح، وأن كل واحدة منهما قد تؤدي دوراً لاتؤديه الأخرى والأيام حبلى بكل جديد!!
المراجع:
السريحي، حسن عواد وناريمان خالد حمبيشي: )1421ه( مبنى المكتبة الالكترونية : دراسة نظرية للمؤثرات والمتغيرات مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية مج6، ع2، ص ص 196 223.
د. مساعد بن صالح الطيار
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved