أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 17th May,2001 العدد:10458الطبعةالاولـي الخميس 23 ,صفر 1422

عزيزتـي الجزيرة

إلى جنة الخلد وسكنى الرحمة.. أيها الشيخ الجليل
المركبة ما برحت تسير والريح عاتية والامواج متصارعة متلاطمة، الطريق ألبسه الليل والبحر والموج ثياباً سوداء مظلمة المرافىء تومض من بعيد و)ربان( السفينة مدلج ليغرز مرساته في ساحات الضياء ومصادر النور.. والسفينة في صراع مع هذا الظلام كلما اشع نجم ليمزق ويقطع سرابيل الظلمة خفت كوكب آخر وذهب ضياؤه ونوره وهكذا دواليك..
نور يسطع وظلمة تحل وشمعة تضعف و)تخمد( بالامس القريب )توسمت( بل )تشققت( خدودنا وتثلمت عيوننا من البكاء على رحيل علمائنا الافاضل.. ابن باز.. وابن عثيمين وكذلك الالباني وغيرهم كثير من علماء امتنا الاسلامية وزهادها ووعاظها.. ورحيل وموت هؤلاء العلماء الافاضل جرح عميق غائر في جسد الامة الاسلامية وما زال ينزف حتى الآن.. مسلسل الدموع والبكاء وآلام الجروح مستمر وقد لا يتوقف وذلك لتساقط هذه الكواكب وافول هذه النجوم فبين كل فينة واخرى تتجدد جراحاتنا وتزداد مآسينا.
عزيزي المتلقي في يوم الاحد 19/2 ودّعنا كوكباً مضيئاً ونوراً مشعاً هو الشيخ الجليل الفاضل عبدالعزيز بن محمد السلمان الذي عاش رحلة طويلة من معاناة المرض وثقل السنين وقد كان رحمه الله مدرسة في التواضع والزهد والنقاء والطهر.. الايمان الصادق، والعبادة الخالصة.. رققت نفسه وزكتها وطهرت دواخله ونقتها حتى تدفق الضياء والصفاء والسرور والنور وظهر وارتسم على اسارير وجهه، كان رحمه الله عالما فاضلا وعنده البضاعة العلمية التي تكفيه بل تمده وتزوّده لإصدار الفتوى ولكن الشيخ تواضع وزهد بعلمه وجعله وقودا لتزويد الناس وتنويرهم بالدعوة ونشرها عن طريق الكلمة الصادقة الطيبة وعن طريق المؤلفات الزهدية الواعظة التي تشدو بها حناجر الأئمة من ساحات وروضات المساجد وتملأ اجواءها و)تعبّقها( بروائح الورع والاحسان ومن حرص الشيخ واحترامه للعلم ونزاهة الكلمة التي ترتسم على صفحات مؤلفاته وحرصه الشديد على ان تصل الى محبها والى من سيحترمها ويقدرها ويغلِّف عليها قلبه كان يوزع كتبه بنفسه ويوصلها الى صاحبها والمقدر لها بنفسه.
وداعا ايها الشيخ الجليل يا شيخ الطهر والنقاء ويا شيخ الزهد والورع والضياء.. كنت شمعة )تتقد( وتشتعل لتوزع علينا النور الذي يزيح الظلمة عن طريقنا ويملأه بالعلم والاخلاص والوفاء كنت زهرة بيضاء متفتحة نقية تفوح بأجمل الروائح وتفيض بالرحيق وتعطي العطاء وتنتج النتاج الرائع الجميل المشبع بالعلم والمعرفة والمملوء بالورع والتواضع.
معذرة ايها الشيخ فأنا استأذنك في )التفتيش( في دفاتر ايامك الجميلة واستعراض ما فيها من الخير والبياض والعطاء.. لأن الحبر والورق وادوات الكتابة لا تقوى على مواصلة الرحيل وهذا السفر الطويل.. فوداعا عالمي الفاضل وشيخي الجليل.
وداعا والى جنة الخلد وسكنى الرحمة.
خالد عبدالعزيز الحمادا - بريدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved