أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 17th May,2001 العدد:10458الطبعةالاولـي الخميس 23 ,صفر 1422

العالم اليوم

أضواء
مواعيد العمليات الاستشهادية
جاسر عبدالعزيز الجاسر
بادئ ذي بدء يجب الاقرار بأن العمليات الاستشهادية التي ينفذها المجاهدون الفلسطينيون أصبحت تؤرق الإسرائيليين بدءاً من كبيرهم في الاجرام آرييل شارون وتلميذه في الارهاب الجنرال موفاز رئيس أركان الارهاب الإسرائيلي إلى آخر مستوطن إسرائيلي مروراً بكل الغرباء اليهود الذين جلبوا من أوروبا وأفريقيا وروسيا ليحلوا محل الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى طلب زيارة لدخول أرضهم حتى التي تديرها السلطة الفلسطينية.
نعود إلى العمليات الاستشهادية التي أدت دورها وأكدت أهميتها ومفعولها كسلاح في مواجهة المعتدين الإسرائيليين إلا أن الذي ألاحظه وأرجو أن أكون مخطئاً في حساباتي أن هذه العمليات رغم جدواها كسلاح ماض في ردع العجرفة الإسرائيلية، أصبحت لها مواعيد ومواقيت وكأنها تُستخدم لخدمة أهداف دعائية، أو تستثمر أهدافاً سياسية محددة ما ان ينتهي وقتها حتى تتوقف هذه العمليات رغم أن الذين ينفذونها ويقدمون على التضحية بأرواحهم يقدمون عليها بنوايا صادقة «إن شاء الله» إلا أن تزامن توقيت ما نفذ من عمليات مع مناسبات سياسية يجعل المراقب يناقش هذه المواعيد ويتساءل عن أسباب توقفها رغم أن المعتدين الإسرائيليين يواصلون ارتكاب الآثام ويتوسعون في الاجرام مما يتطلب عدم توقف كل الأساليب التي تردعهم وترهبهم علهم يوقفون اجرامهم الذي زاد وفاق كل درجات الاجرام.
والشيء المؤكد الآخر أن المجاهدين الفلسطينيين الذين نفذوا العمليات الاستشهادية وكذلك الذين خططوا لها لا يعييهم الأمر ولا تعيقهم كذلك كل اجراءات التحرز والمراقبة والحذر التي ضاعف الإسرائيليون من القيام بها وتكثيفها منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية المباركة فقد اخترق المجاهدون الفلسطينيون حواجز التحرز والمراقبة الإسرائيلية ونفذوا العديد من العمليات الاستشهادية التي جاء توقيتها بعد انتخاب الارهابي شارون أو عند توقيع اتفاق بين السلطة والعدو الإسرائيلي أوعند زيارة مسؤول فلسطيني كبير إلى واشنطن.. وهكذا إذ ارتبطت العمليات الاستشهادية بمناسبات سياسية معينة وهذه المناسبات رغم علاقاتها المباشرة بالقضية الفلسطينية ، إلا أن اقتصار تنفيذ هذه العمليات على هذه المناسبات يجعل الأمر وكأنه يخدم أهدافاً سياسية أكثر مما يخدم الجهاد الفلسطيني وهذا يخلق ظلالاً من الشك والريبة لا نريدها تمس تضحية وإقدام الشهداء الفلسطينيين الذين يقدمون أسمى درجات المواجهة الجهادية ضد الاعداء الإسرائيليين أعداء الدين والوطن.
ولهذا فإن الواجب والجهاد الصادق ألا تتوقف العمليات الاستشهادية وألا يقترن تنفيذها بمواعيد مناسبات سياسية أو تتزامن مع زيارات مهما كانت درجة الاعتراض عليها، وإلا تحولت تلك العمليات من هدفها الجهادي.. إلى هدف سياسي يمكن أن يتحقق بأساليب أخرى.
لمراسلة الكاتب
Jaser@AlJazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved