أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 19th May,2001 العدد:10460الطبعةالاولـي السبت 25 ,صفر 1422

القرية الالكترونية

وحي المستقبل
يا ولي أمرنا وزارة الإعلام تضايقنا؟
د. عبدالله الموسى *
في الوقت الذي تسعى الدولة وفقها الله جاهدة لنشر المعلوماتية بين أفرادالشعب السعودي، وفي الوقت الذي تطالب فيه جميع أجهزتها باللحاق بركب المعلوماتية،وقد ترجمت الدولة هذا الحماس وهذا التوجه وهذا الاهتمام بالدعم المادي والمعنوي فرصدت الملايين لوزاراتها ومؤسساتها وجلبت الخبرات الأجنبية لهذه البلاد للاستفادة منها، وأرسلت أبناءها للبلاد المتقدمة للاستفادة مما لديهم، ولا أدل على ذلك إلا المؤتمران اللذان عقدا في الأسبوع الماضي مؤتمر التجارةالإلكترونية ومؤتمر الصحة الإلكترونية..
في هذا الوقت الذي ينادي ولاة الأمر بضرورة تكثيف البرامج التوعوية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وعبر معاقل التربية والتعليم تأبى وزارة الإعلام حمل تلك المسؤولية جملة وتفصيلا وكأنها تعيش في كوكب آخر، فالتلفزيون السعودي مازال يئن تحت وطأة المسلسلات القديمة التي تحاكي المجتمعات البدائية وكأنه بهذا ينادي بالعودة إلى الأجيال الماضية، وبنظرة سريعة لبرامج التلفزيون نجد أنها تفتقر إلى أي برنامج في مجال المعلوماتية في الوقت الذي قامت جميع القنوات العالمية بأسرها بوضع برامج توعوية وتدريبية في مجال المعلوماتية، وعلى صعيد المذياع فلا يوجد إلا برنامج يتيم لمدة نصف ساعة أسبوعيا، لكن الصحف انفردت بقبول توجهات الدولة على وجه العموم وبخاصة جريدة «الجزيرة» التي بدأت منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات بإصدار صفحة يومية خاصة بالمعلوماتية فهنيئا لهذه الجريدة.
عموما لا أدري ما السبب في تخلي وزارة الإعلام أهو جهل الوزارة بالتوجهات الأساسية للدولة أم بعدم قدرتها وموظفيها على اللحاق بركب المعلوماتية والتكيف معها ويصدق عليهم قول الشاعر:


إذا كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

وليت جهل الوزارة وعدم قدرتها على اللحاق بركب المعلوماتية بقي داخل أروقتها ومبانيها والجهات التي تحت تصرفها فنحن مسلمون بذلك لأنه لا حول لنا ولاقوة في الدخول في أعماق تلك الوزارة.
والحمد لله طرق التعليم كثيرة وأطفالنا يتعلمون من القنوات الأخرى!! لكن أن يمتد جهل الوزارة إلى المتخصصين في مجال الحاسب الآلي ومضايقتهم ووضع القيود والتعميمات بعدم إصدار تراخيص لإنتاج البرامج الحاسوبية أو نسخها أو بيعها.. هذا القرار الذي لايصدر من شخص يعرف معنى الحاسب الآلي فضلا عن وزارة بكاملها!!..
بداية القضية هي أن أحد شباب هذا الوطن الغالي وأحد خريجي الحاسب الآلي في إحدى الجامعات السعودية قسم البرمجة والراغبين في مساهمة وتطوير هذا البلد ذهب لوزارة التجارة لإصدار سجل تجاري يحمل اسم مؤسسة خاصة مهتمة في البرمجة وإعداد البرامج ولكن فوجئ في قرار سعادة وكيل وزارة الإعلام المبني على قرارمعالي وزير الإعلام في شهر رمضان 1421ه الموجه لوزارة التجارة بعدم إصدار تصاريح تجارية وجاء بنص العبارة «عدم إعطاء تصاريح من أجل إنتاج برامج الحاسب الآلي أو بيعها أو تأجيرها» فكانت النتيجة أن تم إعطاء تصريح لهذا الشخص ببيع الأجهزة وصيانتها؟
سبحان الله ما هكذا تورد الإبل يا سعد.. ما هكذا يا وزارة الإعلام هذا الشاب الطموح يريد المساهمة في خدمة هذا الوطن؟ ولعل الأمر التبس عليكم فهناك فرق بين نسخ البرامج التي قامت بإنتاجها الشركات العالمية أو المحلية ويتم نسخها بطريقة غير نظامية ، وبين البرامج التي يتم إنتاجها وبناؤها داخليا وفق احتياجات الدوائر الحكومية والقطاع الخاص.
ولاأدري ما هي رغبة وزارة الإعلام ولماذا تعتدي على شبابنا الطموح ؟
وهل ترغب أن نستمر في استيراد البرامج أيضا؟
يجب أن تفهم الوزارة أن هذا القرار مخالف لتوجهات ولاة الأمر وفقهم الله الذين بذلوا كل ما يستطيعون لهذا الجيل وأن هذا القرار ليس له علاقة بقضية الحقوق والنشر فالبرمجة تعني صناعة برنامج من العدم ونسخه أيضا لمؤسسة أخرى يعني أن الحقوق للمؤسسة التي قامت بإنتاجه فمثلا عندما تقوم شركة ما ببناء برنامج مالي لها الحق في بيعه على جميع الشركات والمؤسسات ولا يعتبر هذا مخالفا للحقوق الفكرية..
إن سوء فهم وزارة الإعلام أو قل جهلها لا يبرر لها التحكم في مصير الطامحين،وآمال الراغبين.. ولتعلم وزارة الإعلام أن البدائل كثيرة فيمكن أن يقوم هذاالشاب عبر الإنترنت وبدون طوابير وزارة التجارة والإعلام وبدون بيروقراطية تذكر بتسجيل شركة في أي مكان في العالم وافتتاح فرع هنا باسم شاب سعودي كما تم ذلك من قبل أفراد معينين..
فبعض الشركات الكندية اسما يملكها سعوديون ويديرونها من بيوتهم في قلب العاصمة السعودية.. واللبيب بالإشارةيفهم!!
إنني من هذا المنطلق ومن هذا المكان أطالب بصوت كل شاب طموح وكل راغب في العمل لبناء هذا المجتمع الغالي ولي أمرنا وهو في هذا المقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للإعلام وقائد مسيرة سعودة الوظائف للتدخل في هذا الموضوع بسرعة عاجلة قبل أن تغرق السفينة فإذا منع الشباب من إنتاج البرامج والمساهمة في بناء الوطن فماذا بقي للإبداع وماذا بقي لنا لخدمة وطننا الغالي؟
أهو بيع الأجهزة المستوردةفقط؟؟
لا أعتقد أن هذه هي طموحات ولاة أمرنا وفقهم الله..
لمسة يا صاحب السمو الملكي من لمساتكم تشفي بها صدور شباب طامحين..
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
almosa@almosa.net

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved