|
| العالم اليوم
أدى الشاب الفلسطيني محمود أحمد مرمش صلاة الفجر في المسجد واشترى كيسا من الحلوى لأمه قبل ان ينطلق في مهمة انتحارية فجر فيها نفسه وقتل عددا من الإسرائيليين كما أصاب العشرات في مركز مزدحم للتسوق داخل إسرائيل.
وفي رسالة قصيرة كتبها مرمش قبل ان يشرع في تنفيذ العملية قال: إن أي شخص يعتقد ان دين الله سينتصر بغير جهاد ولا دماء ولا أشلاء فانه واهم ولايعرف طبيعة الإسلام.
وبالإضافة إلى أن مرمش 21 سنة والذي كان يعمل في متجر قتل كذلك ستة إسرائيليين وأصيب 110 آخرون في الهجوم الذي وقع في مدينة نتانيا الإسرائيلية أمس والذي يعد واحدا من أشد الهجمات منذ اندلاع الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين في سبتمبر أيلول من العام الماضي.
وكان الشاب تقيا في دينه .. فقد استيقظ مبكرا أمس الجمعة وصلى الفجر في مسجد بمسقط رأسه في مدينة طولكرم بالضفة الغربية وفي طريق عودته أحضر كيسا من الحلوى.
وقالت عائشة والدة مرمش إنها لم تكن تعرف ان ابنها عضو في الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس المعروفة بشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية.
وذكرت الأم للصحفيين ان ابنها غادر المنزل في الثامنة صباحا ثم سمعت في وقت لاحق أنه نفذ هجوما.
وقال شهود عيان أن الشاب نظر إليهم في برود قبل ان يحاول دخول مركز التسوق الذي كان مزدحما قبل إجازة يوم السبت لدى اليهود. وعندما أوقف حارس أمن الشاب قام بتفجير ما كان يلفه حول وسطه من متفجرات.
وأعلنت حماس مسؤوليتها عن الهجوم الذي أدانته السلطة الفلسطينية وحثت إسرائيل على ضبط النفس.
وقالت عائشة ان ولدها وهو واحد من بين تسعة أبناء كان يشعر بالإحباط بعدما منعته قوات الأمن الإسرائيلية مرارا من السفر إلى الأردن.
وأضافت إنه اعتقل لفترات قصيرة عدة مرات بينما كان يحاول عبور الجسرالخاضع لسيطرة إسرائيل والذي يربط بين الضفة الغربية والأردن.
وقال سامر الشقيق الأكبر لمحمود مرمش ان هذه العملية هي نتيجة لما يعيش جميع الفلسطينيين في ظله من معاناة وإحباط. وتدفق فلسطينيون على منزل مرمش بعدما ذاعت أنباء الهجوم في أنحاء المدينة التي يقطنها أكثر من 40 ألف شخص.
وبدلا من تقديم القهوة السادة للمعزين كما هو معتاد في مثل هذه المناسبات الحزينة قدمت لهم أسرة مرمش قطع الحلوى التي اشتراها فقيد الأسرة بنفسه في الصباح.
وبعد تقديم واجب العزاء للأسرة توجه كثير من الشبان إلى طرف البلدة ليرشقواالقوات الإسرائيلية بالحجارة.
وولد محمود أحمد محمود مرمش منفذ عملية نتانيا الانتحارية في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية من عائلة فقيرة، ونشأ مع 13 من الاخوة والأشقاء.
ترك محمود أحمد مرمش المدرسة وعمره (16) عاما ليعمل في محمص للبن. ومن ثم التحق للعمل في مهنة النجارة.
وأعلنت عائلة محمود مرمش (20عاما) رسمياً عن استشهاده وباتت تستقبل المعزين. وستقوم عائلته باجراء موكب جنائزي رمزي هذا اليوم في مدينة طولكرم.
ويؤكد أصدقاء مقربون من محمود أنه كان معروفا بالهدوء والتقوى والورع وكان منطوياً على نفسه ملتحيا وعرف عنه ارتياد المساجد بانتظام ومنذ صغره، ولم يعرف عنه النشاط السياسي أو الانتماء لأي تنظيم أو مجموعة.
توفي والده وله من العمر 6 سنوات، تاركا زوجة وأربعة أبناء.
وكان قد علق على باب منزله صورة لأحد منفذي عمليات التفجير من كتائب عز الدين القسام ويدعى عمر عليان.
وفي مكالمة هاتفية قال شقيق منفذ العملية سامر مرمش صدمت وفوجئت للنبأ لان أخي غير منتم لأي حزب أو أي تنظيم. ولم نعرف عنه أي نشاط سياسي ولم يعتقل في حياته أبداً.
وتابع لم يبلغنا أحد رسمياً بأن شقيقي قتل كل ماحصلنا عليه هو معلومات من الناس عندما أموا بيتنا للتعازي.
وقالت مصادر مقربة من عائلته أنه كان بالأمس مسرورا جداً وقام بزيارة لجميع شقيقاته وأحضر علبة سكاكر وحلوى ولم يفتحها وقالت شقيقته للصحافيين نحن فخورون به لقد نال الشهادة ومأواه الجنة.
ونقل الصحافيون المتواجدون في بيته ان والدته مصدومة ويسيطر الحزن والوجوم عليها.
وفي مدينة رام الله قامت مجموعة من حماس بتوزيع الحلوى في الشوارع بعد اعلانها عن استشهاده وجابت مسيرة ضمت نحو ألف شخص شوارع رام الله وقام مقنع وسط المسيرة باعلان مسؤولية كتائب عز الدين القسام، وأكد على أن منفذ عملية نتانيا الشهيد محمود أحمد مرمش.
وكانت عائلة محمود مرمش قد شاهدته لآخر مرة صباح اليوم، أما الشهود الاسرائيليون الذين شاهدوه لآخر مرة فقالوا انه كان يرتدي بذلة زرقاء أو معطفاً شتويا على الرغم من الجو الحار، الأمر الذي أثار شكوك الحراس وبعض زبائن المركز الذين سارعوا إلى إبلاغ الشرطة.
|
|
|
|
|
