أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 21st May,2001 العدد:10462الطبعةالاولـي الأثنين 27 ,صفر 1422

مقـالات

نهارات أخرى
أموال المعلمات 2 2
فاطمة العتيبي
الخلافات التي تهدد البناء الاجتماعي للأسرة الجديدة والتي تمثل «المعلمات» شريحة كبيرة فيها إذ مجال التعليم هو المجال الأوسع لاستيعاب مهنية المرأة.. وهي نتيجة لعدم صياغة المفاهيم الاقتصادية كما ينبغي إذ جاءت وفق السياسة التربوية التي نشأ عليها الذكر وهي استلاب حق الأنثى وتهميشه لدورها الاقتصادي بجهل وعدم تفهم للمنظور الديني العميق الذي أشار بكل وضوح لحق المرأة في التصرف في حقها المادي.
وفي كثير من البيوت تخضع المرأة لأحد نموذجين يمثلهما الرجل في مجتمعنا.. فإما الرجل الذي ينظر لمال المرأة على أنه من «المحرزات» التي لا يجوز اندغامها في بنية الأسرة ويرفض رغبتها في المشاركة المادية وهو يصفه بأنه «فلوس حرمة» من الخير النأي عنه والبعد عنه كمنطقة شائكة قابلة لإلحاق المن والأذى به.. وهو بذلك يهمشها ويحرمها من منح أسرتها حقاً ماديّاً تفك فيه بعض اختناقاتها أو تضيف لرغدها رغداً آخر.. وحتى وإن استفاد منه حيناً يعتبره غريباً.. ويتعامل معه كمال الآخر وكمديونيات عليه يُشعر من خلالها المرأة بأنها عنصر هامشي وغير حيوي.
ونموذج آخر يستبيح على الإطلاق مال المرأة سواء كان أباً أو أخاً أو زوجاً والثالث هو الأعم والأخطر، فالأب والأخ هما وأن قسوا، مأمونا الخواتيم، أما الزوج وحسب الثقافة الأسرية الضدية للرجل فهو «قرين الرخاء.. قليل الوفاء»إذا ألمّت الشدائد بالمرأة غادرها اإلى أخرى...
والرجل هنا.. يستبيح لنفسه القبض على بطاقة الزوجة المصرفية، يتصرف بمالها كما يشاء، يهب ويعطي ويشح ويبخل ويتجاوز ذلك حين يسافر خارجاً للشرق والغرب بفلوس الزوجة «المكبلة بالأعباء والإحباط والقهر الاقتصادي»!!
إننا إزاء اختلافات ومستجدات تحتاج فقط إلى التفقه في الدين والعودة إلى أحكامه وتطبيقها في تفاصيل حياتنا وتجسيدها واقعاً معاشاً في كل معطيات الحياة وتعاملاتها إذ أفاء الله علينا بنعمة الانتساب الى دين متكامل لم يترك شاردة أو واردة إلا وفصل فيها وعرّفها.
وإذا كان للمرأة حقها المادي المكفول شرعاً والذي يلزم أن يُحترم ويُصان فعليها هي أيضاً أن تملك من الوعي الاجتماعي بحيث تشعر أنها لم تعد عنصراً هامشياً، فهي ماثلة في بهو الضوء الاقتصادي وهي الآن عنصر فاعل في اقتصاديات الأسرة، فليس من المنطق أيضاً أن تصرف رواتبها على نفسها بينما تحتاج أسرتها منها إلى تعاون متكامل يجب أن تؤديه دون أن تلحقه بالمنِّ والأذى والتكرم فلم تعد امرأة هامشية ملكت مالها من إرث إبيها. إنها الآن تعمل وتترك المنزل ساعات عديدة وتترك الأطفال ويُحدث خروجها سلبيات عديدة ويتنازل الزوج عن متطلبات كثيرة نتيجة عملها خارجاً، فمن الطبيعي طالما أنها تجني المال في وقت مستقطع من واجبها الأسري أن تؤدي دورها الاقتصادي في الأسرة وأنا أدرك أن كثيراً من المعلمات تملكهن هذا الشعور حتى استحلن هن إلى المسئولات عن الأسرة، القوّامات عليها لكن لا إفراط ولا تفريط والدين الإسلامي هو دين الوسط..
وإذا أردتم الحق.. حين تجد المرأة رجلاً يمنحها الأمان والشعور بالطمأنينة فستشعل له أصابعها شمعاً يستدل بها في دروبه ولهذا أقول أيتها المعلمات:
توقفن دائماً في منطقة الوسط واحفظن خط الرجعة اقتصادياً وتعلمن كيف تكنَّ قويات فلستنَّ ضعيفات لكي تتنازلن عن كل حقوقكن المادية كما أنكنَّ لستنَّ هامشيات لكي لا تشاركن في اقتصاديات أسركن..
أنتنَّ الآن تناصفن الرجل تفاصيل الحياة.. فاذكرن ذلك حتى لا تخسرن حياتكنَّ إلى الأبد)!!!(.
********
اعتذار:
أعتذر لكل هذا البريد المنهمر.. وأشكر كل القراء الذين دوّنوا تعليقاتهم حول ما طرح في هذه الزاوية وأعد بالرد والمناقشة قريباً.. فضيق المساحة وتداعيات الأفكار تعيق فرصة الرد التي سأجد لها متسعاً حتماً فرسائلكم عميقة تستحق المناقشة.
البريد الإلكتروني:FatmaAlotaibi@ayna.com
ص.ب )86659( الرياض )11496(

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved