أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 21st May,2001 العدد:10462الطبعةالاولـي الأثنين 27 ,صفر 1422

الاخيــرة

الرئة الثالثة
أكثر من قول.. وتعليق!
عبد الرحمن السدحان
«1»
* يقولون ان هناك ما يشبه السباق المحموم بين بعض الفضائيات والمطبوعات العربية، لخدش الحياء العام عبر ما تبثه او تنشره استقطاباً للمشاهد او القارئ العربي..واستدراراً لمال المعلن!
* وتعليقاً على ذلك، أقول:
أولاً: هناك جملة شعبية يرددها أشقاؤنا المصريون تقول «المخرج عاوز كده»! وقياسا على ذلك، يمكننا القول بشيء من الحذر والحزن معا..ان ظاهرة «العري» في بعض وسائل الاعلام الغربي والعربي، سواءً كانت صورة أو صوتاً. أو كلمةً تستتر وراء جملة كل ذلك يرد في جلّ الاحوال استجابة لمقولة:«الجمهور يريدها كذلك»!
***
ثانياً: يجب ألاّ يغيب عن البال أن الاعلام «غير الرسمي» الذي نتحدث عنه، مقروءاً كان او مرئياً، هو في الاصل مشروع استثماري يقوم على فرضية الربح والخسارة.
* فهو من جهة، يخوض معركةً شرسةً تنافساً على سمع وبصر وحس الجمهور المتلقي لمادته، تدفعه الى ذلك حمى «الاعلان» الذي يمتص من رحيقه رغيف بقائه!
* وفي الوقت ذاته، يتنافس المعلنون بدورهم على حجز الدقائق والثواني عبر مساحات البث والنشر لعرض خدماتهم او منتجاتهم، ويرجحون القناة او المطبوعة التي تستقطب أكبر حشد ممكن من المشاهدين أو القراء الذين يستدرجهم إغراء الصورة والصوت والكلمة ولغة البدن!
* وهنا تلعب «حواء» دور «الطُّعم» الشهي لاصطياد العيون والألباب!
***
* إذن، فنحن أمام معضلة متعددة الأطراف.
* جمهور يتمرّد على القوالب الاعلامية التقليدية..بحثاً عن بديل أكثر إثارة..وأبلغ امتاعاً للحس «فيصوّت» عن بعد وعن قرب لصالح هذه القناة او المطبوعة التي يجد فيها ضالته!
* وقناة فضائية «او مطبوعة» تتسابق مع مثيلاتها طمعاً في نيل رضا المتلقي واشباع لذة الذهن والحس عنده.
( ومعلن يستثمر هذه الاشكالية الاخلاقية والحضارية لصالح منتجه، وتكون النتيجة عرضاً لاهثاً لابطاله الثلاثة: الجمهور والوسيط الاعلامي والمعلن.!
***
* هل يمكن فض هذا الاشتباك؟
أشك ان يتم هذا في زمن تزحف فيه سحابة العولمة الاقتصادية والأخلاقية والتقنية..لتحجب الرؤية، وتفتن النفوس، لكنني أعتقد أن.. في التربية..بمضامينها المختلفة، بعض الحلّ، وفي الخيار الإعلامي العقلاني المحليّ بعض الحل..وإن لم يكن في كل الاحوال حلاً بديلاً!
***
)2(
* يقولون إن فيلسوف اليونان سقراط حذّر من حب المرأة، وهوّن من كراهية الرجل.
* وتعليقاً على ذلك أقول:
* هذا موقف غليظ القول، قليل الحكمة، شحيح الصواب، يفضح تحامل سقراط على المرأة، ويوقد نار الفتنة بينها وبين الرجل!
* فسقراط من جهة يحرّض على كراهية المرأة..بانكار الحب لها او منها..لكنه يجامل الرجل الى درجة التفضيل له..حتى ولو مارس الكره! والقراءة الباطنة كما اراها لمقولة سقراط هذه هي ان المرأة قد تحب الرجل بلا عقل..فاذا اخفقت..غدا حبها له كرهاً، ومن ثم يوصي سقراط بتجنبها في كلتا الحالتين أماناً من تلك العقبى!
* أما الرجل، في العرف السقراطي، فإنه حتى لو كره..يظل عقله حاضراً..فتؤمن عقباه!
***
مرة أخرى أقول: إن هذه سفسطة كلام لا ينسحب على اغلب نساء ورجال الارض، فالحب دوحة تتغذى برحيق المودة والرحمة بين المرأة والرجل، وتنمو في فيئها هويتهما. أما اذا كان هناك من يشذّ عن هذه القاعدة او يشط غلواً فذاك تأكيد للقاعدة لا نفي لها!
وأخيراً.. أقول لو كان سقراط حياً لكتبت له رسالةً طويلةً انتقد فيها مقولته، وأدعو الله مخلصاً أن يجعلني ممن يحبُّ ألاّ يكره، ويكره ألاّ يحبّ!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved