أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 28th May,2001 العدد:10469الطبعةالاولـي الأثنين 5 ,ربيع الاول 1422

الثقافية

عروض الكتب
الكتاب: «بيت النار»: الزمن الضائع في المسرح اللبناني
المؤلف : عبيدو باشا
الناشر: لندن: رياض الريس للنشر، 1995م «377ص، 24سم»
كيف كانت بداية المسرح اللبناني ومن أين انطلقت وما هي المراحل التاريخية والظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي مر بها؟
كان هذا هو السؤال القضية، الذي استغرقت اجابته عشرات الصفحات المليئة بالشواهد والنماذج والتداعيات ورائحة الحريق الذي التهم جزءا من حيادية المؤلف، وقد ساق واستدعى من تحت الركام على حد وصفه تاريخ المسرح اللبناني بأدق تفاصيله وهوامشه وحواشيه، واستغرق طويلا في وصف وتقييم التجارب المسرحية العديدة التي اعتلت خشبة المسرح قبل وأثناء وبعد الحرب اللبنانية، ماكان منها لبنانيا، هوية وصناعة وماكان وافدا بهويات مختلفة. بدءا ماذا عن البدايات ومنهجها وروادها؟
توج المؤلف اجابة ذلك بعنوان رئيسي: مارون النقاش وسؤال الريادة، ثم أفرد لحيثياته عدة فصول، ضمت العديد من الاشكالات والملابسات التاريخية حول البداية العربية للمسرح، حيث لا يزال الكلام حول بداية محتملة للمسرح العربي مدار نقاش وجدل، وان كانت البداية ترد دائما إلى اللبناني مارون النقاش، ليمتد تأثيره وحضوره على كامل التجربة العربية، وقد طرح المؤلف شواهد ودراسات عربية ولبنانية تؤكد هذه الريادة. ورغم تسليمه بريادة النقاش المسرحية، إلا أنه وصف مضمون تجربته بأنها «مستعارة» حيث أورد النقاش على أنه رجل مبهور بالغرب، قال قوله الذي استغرق طويلاً دون أن يخون هذا الانبهار أو يتنازل عنه، حيث بدا النقاش في خطابه المسرحي مسقطا لمشاهدات أوروبية على موجودات لبنانية عربية، فلم يعلن سوى أنه استعار ثم اكتفى بالريادة، التي تمثلت في تقديمه أعمالاً هي «بنت رحلاته» انتهت حين لم تجد لها موقعا في الحياة العامة، يقول المؤلف: نسخ النقاش الشكل بعيدا عن التغييرات والانجازات وكان ينقصه أن يبدأ بعبارة «أنا الموقع أدناه»، هنا وقعت نهاية تجربة النقاش الفعلية، ثم تحول الرجل إلي حائط مبكى وتحولت تجربته هي الأخرى إلى جدار ذكريات، بل إنه أعاق أو أجل بداية الحركة المسرحية مائة سنة أو تزيد.
تبع النقاش وعاصره من جيل الرواد جورج ابيض، القباني، وآخرون كانوا في نفس الفلك المستورد شكلاً ومضموناً ثم تكونت البداية الثانية للمسرح اللبناني في المدارس والجامعات والتي ترافقت مع محاولات أخري سبقتها أو تلتها كفرقة المسرح اللبناني الحديث مع منير أبو دبس وحلقة المسرح اللبناني مع انطوان ملتقى .. تتابعت بعدها الإشارات العروضية، عبر العديد من الفرق المسرحية هنا بدأ الافتراق عن المعنى الأصولي لحضور المسرح، وعن تجربة النقاش بتطوير حضورها الريادي، والالتواء به عن سطوة الشكل الأوروبي، واستعماله لصالح الموضوعات المحلية.
يقول المؤلف: التقطت التجربة الجديدة سؤال الحداثة تلقفته باليدين العاريتين، وأدخلته في روحها، متخطية معنى الريادة الباردة، إلى فهم دور المسرح كرد اجتماعي ابداعي، تفتح على ميزة لبنان الأساسية في وجود تيارات سياسية متعددة ومتفاعلة مع وجود حريات سمحت بقيام هذه التيارات وتفعيلها، ووسط هذا الانفتاح، جاءت تجربة «الرحبانية»، وهي تجربة ريادية متقدمة، جاءت إلي المنصة من تشكيلات اللهجة الجبلية واللغة الحاوية أشكالاً وألواناً مختلفة، ثم بنت «دولة» فعلية قائمة على الشعر، فالشعر هو مسرح «الرحابنة»، بنو له أمكنة وشخوصاً وساحات، وسرحوا له الغيمات والنجمات مع صوت فيروز السماوي، فقدموا بذلك صيغة مبتكرة للمسرح، لم تكن معروفة في الوطن العربي.
رافق هذه التجربة وتلاها تجارب كل من: جلال خوري، شكيب خوري، روجيه عساف، يعقوب الشدراوي، ريمون جبارة، منير أبو دبس «أول من افتتح مدرسة للمسرح في لبنان»، انطوان ملتقى، نضال الأشقر، فؤاد نعيم، جوزيف أبو نصار، مسرح زياد الرحباني، تجربة الحكواتي وتجارب أخرى..، ثم قامت تجربة مسرحية مختلفة، حين انتقلت «المعارضات السياسية» من بلدانها العربية إلى بيروت، لتواجه سلطات بلادها من خلال خشبات المسرح اللبناني. ان هذا التعدد والتنوع كان عنوان التجربة اللبنانية ، التي لم تخضع لأي نسق، فلبنان لم يشهد قيام مسرح قومي أو وطني أو رسمي، لذلك استخدمت المنصات في لبنان لغير غاياتها في أحيان كثيرة، وحول ذلك يقول المؤلف: هذه المنصات قيلت عليها مونولوغات فعلية وهذه المنصات شكلت هوامش فعلية للهامشيين والمتمردين وأصحاب المشاريع والخطط، وهذه المنصات استخدمت لتكريس معنى آخر للحياة والحب، للسياسة وضدها، لانعكاسات بعض أهم التيارات العالمية في الأدب والثقافة والفن، واستخدمت لمعنى العلاقة المختلفة بالآخر، وللانفتاح على الداخل والخارج، ولترقيم السنوات بغير أرقامها، وللمبادلة والمخاتلة، وبين مستويين: أعلى درجات الصدق وأحط درجات الكذب.
اندلعت الحرب اللبنانية، وولدت انفجاراً مجتمعياً كبيراً تشظى على فترة طويلة في كل الاتجاهات، مصيبا مقاتل عديدة في الجسم اللبناني، يقول المؤلف:وتغلبت لغة التعصب على القبائل اللبنانية التي مدت يدها إلى المسرح كيد قابلة استولدت منه حالة مسخية مرعبة.
لعبت السياسة لعبتها الكبيرة، حتى أحرقت الأخضر واليابس، ولم تسمح للتعبيرات الثقافية والفنية وغيرها بأن تظهر كما ينبغي لها، اصطدمت الأحزاب ببعضها وتحولت لبنان إلى مسرح متتابع المشاهد، تناحر، قتل، تصفيات، مجازر، صراع دموي، عنيف على السلطة. تلاشت بيروت تحت الحرب والدمار، نهبت المسارح، أو تحولت إلى مراكز حزبية، غارت بيروت في التقسيم، وسط سحب الدخان والذكريات، خلف ذلك لعب من لعب، أمام العيون وبعيداً عنها، وهناك في الخلف راحت المدينة تطحن ماضيها، وتدخل في حال هجانة مؤثرة، وتندثر برداء ثقيل من الإنتاج الكثير وخيبات الانتاج، وباتجاه الأمان، انصرف الناس عن المسرح، اذ أصبح كمالية وسط تأزم الوضع وانفجاره.
ورغم استمرار الصراع قامت التجربة المسرحية «الجامعية»، وارتفع صوتها عبر العديد من الأعمال التي صبغتها أجواء الحرب، فبدت تجربة سياسية، اجتماعية، انسانية، وتطبيقية إلى حد كبير، وأخذت تركيب وشكل مسرحيات القرن الرابع عشر في أوروبا. ووسط أزمة اقتصادية خانقة انطلقت تجربة «الآرت ويف» شركة انتاج محلية في سماء البلد الممزق المحتضر، فبدت «الآرت ويف» للوهلة الأولى غير منتمية إلى جهة أو طرف، وانطلقت أعمالها تحاول استنهاض الروح الابداعية من تحت الركام، تحت وطأة الظروف المتلونة وضغط الأزمة الاقتصادية، ثم جاء مسرح «الفودفيل»، ليصبح ملكاً متوجا فوق ساحةمضطربة، «والفودفيل» شكل من أشكال الكوميديا فرنسي الأصل، وهو ابن ظروف، كما هو ابن مزاج مرحلة، وأولى ظروف حضوره تعود إلى وقوع هجرة لبنانية كثيفة عكسية من بعض مناطق في العالم بعد وقوع حروب أو صراعات فيها، وبين لقاء العائدين ظهرت شريحة جماهيرية جديدة تشكل لديها ذوق جديد تولد عن الاقامة في الخارج، ونسيج العلاقة بالآخر، عادت هذه الشريحة لتطالب القفز فوق الواقع المحلي عبر الضحك والسخرية به تجلى ذلك في أعمال «الفودفيل»، «الشونسونييه»، الضاربة في العموميات والأشكال المجردة، «الشونسونييه»، «كالفودفيل» شكل من أشكال الكوميديا لا علاقة له بالمسرح، بل كان عبارة عن قطع شعرية انتقادية تعتمد النغم الشائع الذي يتم الباسه كلمات للتطاول على بعض العيوب أو الظواهر أو السلطات.
980 1989م: عشر سنوات شكلت أزمنة تحول عديدة في المسرح اللبناني، فمن «الحداثة» إلى «الهجين»، ومن «الأصل»، إلى «الأصولية، من «الذروة» إلى «الحضيض».
وعلى أعتاب 1994م يقول المؤلف: نحن أمام ظلام ولو تعددت العناوين في دليل المسرح هذا أو ذاك، اذ يبدو المسرح في الراهن أي شيء غير المسرح، كأننا عند عتبة سؤال الحضور أو عدمه، كأننا نحاول استعادة سؤال البداية من بطن الواقع الأسود، حيث ينجذب المسرح إلى جملة معطيات تتراوح تأثيراتها بين سيادة صنف وانحسار أصناف أخرى، وقيام حال جماهيرية مختلفة، وبسبب الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والفكري، وهو نسيج واهٍ يقوم عليه لبنان اليوم ، تحولت التجربة المسرحية اللبنانية إلى حلم ينوء ابداعيا تحت هذا الواقع.
وبعد.. «بيت النار»، عمل سردي شبه ملحمي، تناول في لغة أدبية رفيعة، تاريخ المسرح اللبناني منذ ما قبل الستينيات وحتى التسعينيات الميلادية، مستعرضا عشرات التجارب المسرحية وروادها الذين صنعوا اسما بارزاً نسب لتجاربهم، توقف المؤلف طويلا عند منصة المسرح اللبناني أثناء حرب لبنان، وأفاض كثيراً في وصف تلك التجارب التي اعتلت منصات مسرح الحرب، تجارب وعروض ومشاهد تساوت في تحدي الموت، واختلفت في لغتها وشكلها المسرحي لاعتبارات لا حصر لها، امسك بها المؤلف واحدة بعد الأخرى ووضعها على مشرحة التاريخ، «بيت النار»، بكائية الحرب والموت، نظمها «عبيدو باشا» عن واقع تدثر بألف كذبة عن الحق والعدل والحب والحياة. «بيت النار»، تجربة كتابية تستحق أن تقرأ.
************
الكتاب: أساطير وحكايات زنجية إفريقية
مجموعة من المؤلفين، ترجمة: موريس جلال
الناشر: دمشق: وزارة الثقافة، 2000م )238 ص، 24سم(
يسرد هذا الكتاب مجموعة من الأساطير والحكايات التي استقاها الأدباء الأفارقة من أدبهم التقليدي الشفوي. فالحضارات الافريقية التقليدية حضارات شفوية متوارثة من جيل إلى آخر. وقد عكف بعض الأدباء الزنوج المعاصرين على تدوينها بشتى اللغات الأوروبية، ومنها الإنجليزية والفرنسية. وتتميز هذه النصوص الزنجية بنفحة بدائية تكشف النقاب عن عالم مختلف عن عالمنا العربي وتارة مشابه له، وقد كانت هذه الأساطير والحكايات تروى للأفارقة ولا تزال حتى الآن خلال سهراتهم، وقد يتخللها شيء من الشعر يلقى على أنغام الطبول الافريقية وإيقاع أقدام الراقصين. وفي هذه الحكايات تنعكس صورة بدائية للحياة تقوم على الصيد والقنص وعلى شريعة القوة وسيطرة آراء متخذي القرار من سحرة وأمراء القتال وأرباب السحر والتعاويذ وأمثالهم. إن البيئة الزنجية الافريقية هي بيئة أرواحية، تتشبث بالاحترام والخوف من ارواح الأقدمين، خشية أذاها المحتمل إذا غضبت، وتمتعا بحمايتها، بل إن البيئة والثقافة الشعبية الزنجية تلتزم باحترام كل قوة منتشرة في كل عنصر من عناصر الطبيعية، فلكل منها روحه التي تندرج في تراتب متصاعد، وهذه الأساطير تلجأ إلى استعطاف الأرواح والتقرب اليها ومنها قصص الجن والعفاريت الموغلة في عمق هذه الثقافة. يصف المؤلف الأدب الافريقي التقليدي بأنه يتسم بطابع السذاجة والبعد عن حقيقة الأمور، وتتجلى هذه السمة كما يقول في الميل إلى التخريف المبالغ فيه. أما الأديب الزنجي السنيغالي ليوبولد سيدار سنغور فيرى أن بني عرقه لهم قدرة خارقة على إطلاق العنان لمخيلاتهم! ثم يردف: إن كل أمر أسطوري لا يتحلى بما هو خارق للواقع يبث الضجر في نفس الزنجي الافريقي ويغمسها في ملل عميق!
يضم الكتاب مجموعة من أساطير القارة السوداء يرويها أدباء من بعض بلادها، إلا أن الكغنو والسنيغال استحوذتا على النصيب الأوفر في مادة هذا الكتاب، إلى جانب مناطق أخرى مثل: ساحل العاج، جنوب افريقيا، مدغشقر، غانا، نيجيريا، الكاميرون، غينيا.
************
الكتاب: الطوفان في المراجع السماوية
المؤلف: فاضل عبدالواحد علي
الناشر: دمشق : الأهالي للطباعة والنشر، 1999م )190ص، 24 سم(
تناول الكتاب موضوع «الطوفان» في المراجع المسمارية بصورة رئيسية، أي في النصوص السومرية والبابلية والآشورية المختلفة، كما أنه يتضمن في النهاية الإشارة الى «الطوفان» في ضوء المكتشفات الأثرية في وادي الرافدين.
وقصة «الطوفان» كانت واحدة من تلك الروائع التي جاء بها الكتاب السومريون أصلا والتي أضاف اليها من بعدهم الكتاب البابليون ثم الآشوريون، آفاقا وأبعادا جديدة، وهي مثل غيرها من تلك الروائع القديمة )قصص عشتار وحبيبها تموز وما يتعلق بهما من طقوس الخصب والموت والبعث، ملحمة كلكامش وما أحاط بها من تفاصيل عديدة.
وغيرها من المؤلفات الأدبية/الدينية( سرعان ما انتشرت في أنحاء واسعة من الشرق القديم، وتركت أثرا واضحا في معتقدات بعض الشعوب وخاصة عند العبرانيين. إن قصة الطوفان لا تستمد أهميتها من كونها تسجل فقط تفاصيل وافية عن هذه الكارثة المروعة التي تعرض لها الجنس البشري في قديم الزمان، وإنما لأنها تحتوي أيضا «وخاصة النسخة البابلية» على تفاصيل دقيقة هامة عن معتقدات السومريين والبابليين.
هذه التفاصيل وغيرها تتضمنها فصول الكتاب الأربعة، وقد رتبها المؤلف على النحو التالي:
مدخل الى الفكر الديني في حضارة الرافدين، المراجع الرئيسية عن الطوفان وتشمل: قائمة الملوك السومريين، قصة الطوفان السومرية، قصة الطوفان البابلية، قصة الطوفان في ملحمة كلكامش، الطوفان في المراجع غير المسمارية، أبطال قصة الطوفان. ثم أفرد فصلا للحديث عن الأحداث التي سبقت الطوفان، وتفاصيل عديدة حول ذلك.
واهتم الفصل الأخير بتفاصيل الطوفان وما رافقه من صراع ودمار، مع الإشارة الى نقاط الالتقاء والاختلاف بين المراجع المسمارية والمراجع اللاحقة، وآثار الطوفان في المواقع والمدن الأثرية. وقد ضم الكتاب ملحقا يتضمن النصوص الكاملة لقصص الطوفان كما وردت في الوثائق المسمارية.
************
الكتاب: إدارة الصراعات والأزمات الدولية: نظرة مقارنة لإدارة الصراع العربي الإسرائيلي في مراحله المختلفة
المؤلف: إسماعيل عبدالفتاح
المؤلف: القاهرة العربي للنشر، 2001م )182ص، 24 سم(
ان الصراع والأزمات الدولية عديدة ومتنوعة، وهي تثير كثيراً من القضايا السياسية والاقتصادية، فالصراع يرتبط بعدة أمور حيوية مثل الحدود الجغرافية للصراع، وعدد أطراف الصراع، وحجم الموارد والامكانيات المخصصة لتمويله، ونوعية الاسلحة المستخدمة في الصراع وخصائصها التدميرية، والأهداف التي تحددها الدولة/الدول من وراء هذا الصراع، والصراع أنواع فقد يأتي عنيفا العنف المادي وقد لا يكون كذلك، وقد يكون شاملا أو محدودا، إلا أن الصراع المعاصر صراع شمولي يتضمن كافة الجوانب: القيم، الاقتصاد، السياسة، الحكم، العلاقات الدولية.
وفي الصراعات يلجأ كل طرف الى تقييم مرحلة لأهداف ونوايا الطرف المقابل، وبواسطة هذا التقييم تعمل هذه الأطراف على إجراء تنازلات تجنبا لمزيد من تأزم الصراع، والحرب دائما هي الوجه البارز للصراع.
من هذا المنطلق فان للصراع أهمية خاصة في العلاقات الدولية، وتبدو هذه الأهمية أكثر بروزا في ادارة هذا الصراع، ذلك لأن الصراع يتحدد وفقا لأصل وجذور ذلك الصراع ومجاله ومداه وأطرافه والمسائل التي يثيرها وأدوات واستراتيجيات معالجة الصراع، فالقائم على ادارة الصراع هو المتحكم الحقيقي في مجرياته. والمؤلف في هذه الدراسة استخدم عدة مناهج للبحث، منها: المنهج التاريخي والمنهج التحليلي والمنهج المقارن. وقد قسم دراسته الى عدة فصول، ناقش فيها بدءا نظرية ادارة الصراع والفرق بين ادارة الصراعات والنزاعات والأزمات والحروب، كما تناول جذور وتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي عبر مراحل مختلفة، ثم افرد فصلا تحليليا مقارنا للحديث عن كيفية ادارة الرئيس المصري عبدالناصر لهذا الصراع خلال عامي 1956، و1967م وادارة السادات لنفس الصراع خلال عام 1973م وما تبع ذلك من مراحل تفاوضية طويلة.
************
الكتاب: أسئلة التحديث في الخطاب التربوي بالمغرب: الأصول والامتدادات
المؤلف: مصطفى محسن
الناشر: الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، 2001م )143ص، 22 سم(
تشكل هذه الدراسة مقدمات لقراءة بعض جوانب التحولات التي يجتازها المجتمع المغربي وطنيا وقوميا، يأتي على رأسها خطابات وأسئلة تحديث النظام التربوي ذلك أن المسألة التربوية قد أصبحت في المجتمع المغربي مثارا للجدل الفكري والسياسي والاجتماعي متعدد الأبعاد والدلالات والمرجعيات، الأمر الذي يجعل منها أحد المكونات المركزية للمسألة الاجتماعية في شروط المجتمع المغربي المعاصر، ولعل من أهم الخلاصات التي يمكن أن ينتهي اليها القارئ عبر مواكبته لبعض تطورات خطاب ومشاريع التحديث التربوي في الفكر المغربي الحديث والمعاصر، هو أن الثابت فيها هو بالأساس مراوحتها المتكررة والمتواترة بين التقليد والحداثة والأصالة والمعاصرة، بينما المتغير فيها هو حضور بعض مستجدات الظرفية المتغيرة من فترة الى فترة أخرى، واذ يفصح هذا الحضور عن تجدد للمشكلات والاعاقات والأزمات، فانه يؤكد ثابت هذه الخطابات ولا يلغيه.
وفي معرض تقديمه، يقول المؤلف: ان الهدف الأساسي من هذا الكتاب/الدراسة ليس الإلمام الحصري الشامل بكل مضامين وأسئلة خطاب ومشاريع التحديث التربوي، وانما الهدف هو طرح بعض التساؤلات وتقديم بعض الملاحظات حول تلك المشاريع، بغرض إثراء النقاش الفكري والتربوي حول خلفياتها وأبعادها وأسئلتها ودلالاتها.
تتوزع الدراسة على خمسة مباحث رئيسية، يتناول الأول منها إرهاصات الوعي التربوي وأفكار النهضة والتجديد والاصلاح في مغرب بداية القرن العشرين، ثم أفرد المؤلف المبحث التالي لمناقشة الأبعاد السياسية والأيديولوجية للمشروع التربوي في المغرب، وعن الإصلاحات الوطنية والمسألة التربوية في خطاب التنمية والتحديث ومشروع تأسيس المدرسة الوطنية، جاءت المباحث التالية، وأنهى المؤلف دراسته بطرح منظور نقدي حواري لجدلية الخصوص، سعياً للبحث عن فلسفة تربوية واجتماعية للتنوير والتحديث في أفق الألفية الثالثة.
************
شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام
المؤلف: بشير يموت، تحقيق وتنقيح وشرح: عبدالقادر مايو
الناشر: حلب: دار القلم العربي، 1998 )388ص، 24 سم(
كتاب تراثي صدر في ثلاثينات هذا القرن للمرحوم بشير يموت، رصد فيه عدد كبير من الشاعرات ما بين الحقبة الجاهلية للأدب العربي، وبين أواخر الحقبة الأندلسية، وهو عمل حاول استقصاء ما خلفت الشاعرات من أشعار قبل أن تندثر، وبعد مرور أكثر من ستين عاما على صدور هذا المؤلف، قام عبدالقادر مايو، بتحقيقه وشرح مفرداته شرحا معجميا، والاشارة الى مناسبات النصوص الشعرية فيه، والترجمة لكل شاعرة جاهلية أو اسلامية، وإضفاء بعض النعوت المميزة لشاعرة عن أخرى، في حال عدم وجود اسم أو كنية لها، وقد قسم المحقق عمله الى ثبتين، الأول بالشاعرات الجاهليات، والآخر بالشاعرات الاسلاميات، في تسلسل تاريخي، ضم الكتاب تراجم واشعارا وأخبارا «مائة وتسع عشرة شاعرة» جاهلية و«سبع وتسعين شاعرة» اسلامية.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved