أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 28th May,2001 العدد:10469الطبعةالاولـي الأثنين 5 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

وقفات مع موسم الحصاد الدراسي
عزيزتي الجزيرة:
بعد التحية:
يستقبل الطلاب والطالبات هذه الايام اختبارات الفصل الدراسي الثاني في جميع مناطق مملكتنا الحبيبة وليس من سبيل لدي لمساعدتهم الا ببعض الوقفات القصيرة والتي اتمنى ان يدركها المعلم قبل الطالب وولي امره والطالب المتهاون قبل المجد.
الوقفة الاولى: ان الاختبارات وسيلة لقياس وتقييم مستوي الطالب ومدى تحصيله المعرفي والتربوي والتعليمي وليست غاية او هدفا كما يفهمها البعض. فالطالب قد يكتسب العلم والمعارف ايضا ممن حوله في محيطه.
الوقفة الثانية: عند كثير من المعلمين والمربين الافاضل نجد حالة الاستنفار القصوى اثنا ء اعداد الاختبار وفي ذلك مبالغة شديدة قد يترتب عليها نتائج سلبية على نفسية المعلم وبالتالي على المتعلم وتأتي محصلة النتيجة الفشل والاخفاق في الاداء وهذه ليست دعوة للاهمال وانما لتهدئة الوضع وزرع الطمأنينة في نفوس الطلاب والطالبات من جهة. ايضا قد ينطبق الكلام على اولياء الامور حيث ان البعض منهم يخلق نوعاً من الرهبة والخوف والتوتر داخل البيت اثناء فترة الاختبارات مع انه كان غائبا طوال العام الدارسي عن متابعة ابنائه فالابن كالنبتة يجب أن يراعى في كل لحظة ومكان فعندما تتابع العناية بالنبتة ستجني الثمار في وقتها دون عناء فثمار الابن لن تجنى بسهولة اذا اهمل فمن الحكم المعروفة )من اشبع ارضه عملاً.. اشبعت بيته خبزاً(.
الوقفة الثالثة: كلنا ندرك ونعرف ان الفروق الفردية بين الطلاب كثيرة فمنهم من هو مدرك لاهمية الاختبار والحكمة من وضع الاختبار وعمل منذ بداية العام الدراسي على النهل من مناهل العلوم والمعارف المختلفة وحرص على تحقيقها من وقت مبكر وذلك من خلال استعداده الذهني والنفسي من وقت مبكر للاختبارات وذلك بأداء واجباته ومراجعه ما هو مطلوب منه اولا بأول بهذا قد اقترن العلم بالعمل عند مثل هذا الطالب حيث انه عمل من اجل العلم من وقت مبكر وأتت الاختبارات وموسم الحصاد واذا به قد أعد العدة وقطف الثمار بكل يسر وسهولة وهناك نموذج آخر من الطلاب مخالف تماما لما سبق إذ نجده وقت الاختبار قد بدأ باعداد الذخيرة والسلاح لخوض معركة الاختبار والتي ستنهك قواه وتثقل على كاهله ونجده تارة مشتت الفكر وتارة اخرى متوتر الاعصاب غير واثق من نفسه، ايمانه بالفشل في هذه المعركة تجاوز نسبة ايمانه بالنجاح، فالنجاح لن يحصل لمثل هذا الطالب لانه لم يصدق مع نفسه اولا فهو يخدع نفسه ويرهقها بعمل لن تستطيع ان تنجح فيه خلال ايام قليلة لان النجاح لن يأتي الا بالعمل المتواصل فكما قيل )طريقان للنجاح: صدق دائم، وعمل دائب(.
الوقفة الرابعة: من الطلاب من يحصد الفرح والسرور اثناء الاختبارات وتجده سعيداً عندما تقترب الاختبارات لانه واثق من نفسه ويعرف جني ثماره التي سيجنيها ولانه يعرف ان بعد هذه الفترة سينتقل من مرحلة الى مرحلة جديدة في حياته العلمية وهذا وحده كفيل بالفرح حيث سينتقل بعقله ومشاعره وخبراته السابقة ليزيد عليها خبرات ومعارف جديدة وهذا في حد ذاته حصاد لموسم دراسي قادم، وهناك من الطلاب من تجده قد عبس وجهه بمجرد سماعه بقرب موسم الحصاد )الاختبارات( ويظهر على وجهه وجسده التعب والارهاق وما هذا كله الا انه يريد ان يدخل من سم الابرة لتحقيق النجاح في زمن ضيق وفترة محدودة وترك وراءه تلك الفترة الطويلة من بداية العام حتى الاختبارات والتي لم يستغلها استغلالا جيداً ليقطف ويحقق الهدف.
الوقفة الخامسة: مع الكتب الدراسية التي هي منبع العلم لكل مرحلة على حدة حيث نُفاجأ كثيراًعندما نجد تلك الكتب المدرسية ملقاة على الارض في كثير من مدارسنا عند دخول الطلاب لاداء الاختبار فان دل هذا على شيء فانما يدل على ان الطالب دخل الى قاعة الاختبار وليس مقتنعا بما سيؤديه من اختبار يجب على المراقبين بالمدارس ان ينتبهوا لهذه النقطة الحساسة التي تمس ديننا الحنيف حيث انه لا يكاد يخلو كتاب من الكتب المدرسية من المناهج التي تدرس لطلابنا من آيات القرآن الكريم او احاديث السنة النبوية المطهرة والواجب على الطالب ان يرتدع عن مثل ذلك العمل فليحافظ على كتبه المدرسية لانها المعول الحقيقي لشق طريق النجاح وجني الثمار في موسم الحصاد الدارسي ولا تجعل ثمار موسمك سيئة تكتسبها بدلا من الاجر والثواب والنجاح.
الوقفة السادسة: اختلف كثيراً مع من قال )من طلب العلا سهر الليالي( فالسهر بمطلق الامر ليس هو المطلوب في المقولة السابقة وليس دليلا على الجد والاجتهاد وانما السهر في حدود المعقول حتى يتمكن الجسم من أخذ قسط من الراحة حتى يستطيع الطالب في اليوم التالي ان يؤدي اختباراته بكل يسر وسهولة ومن ذلك يستطيع ان يجيب على اسئلة الاختبار بكل هدوء وروية وتركيز ليحقق اعلى درجات النجاح لانك اخي الطالب قد لا تجني من هذا السهر المتجاوز لحدوده المعقولة لدرجة ان البعض من الطلاب يواصل في السهر حتي يؤدي اختباره ثم يعود ليرتاح قليلاً ثم يعاود السهر مرة اخرى مما قد يعرضه ذلك للكثير من العقبات والمشاكل قد يتعرض لحادث مروري وهو في طريقه الى المدرسة او الجامعة او المؤسسة التعليمية أيا كانت فنهاية موسم الحصاد الدراسي عبارة عن مجموعة من الآلام والمشاكل له ولعائلته إذاً فعلى اولياء امور الطلاب ان ينتبهوا الى مثل تلك النقاط وعليهم معالجة ذلك لدى ابنائهم وعدم تعويدهم على السهر.
الوقفة السابعة: اخي الطالب الاختبار مجرد تجديد لمعلوماتك التي قد اكتسبتها سابقا وتنشيط لما ادركته وتصحيح لمفهومات خاطئة قد اكتسبتها اثناء عام دراسي كامل فيجب عليك ان تستقبلها بكل صدر رحب دون خوف ولا ارتباك فحاول دائما زرع الثقة في نفسك حتى تستطيع ان تتغلب وتكسر الحواجز التي سببت الرهبة والخوف من الاختبار.
اخي الطالب اختي الطالبة التوكل على الله والاستعانة به ودعاؤه في مقدمة الامر مع العمل والثقة بالنفس وتقدير المسؤولية للوصول الى بر الامان وقتل شبح الاختبارات الذي يداهم كل منزل نهاية كل عام دراسي او فصل دراسي.
متى ندرك ذلك ونصبح من الذين يعملون بكل جد واجتهاد من مطلع العام الدراسي حتى نهايته هل سنغير من طريقتنا في استقبال الاختبارات بأخذ طريقة واسلوب معين في وضع جدول للمذاكرة ومراجعة الدروس؟ اخواني الطلاب واخواتي الطالبات لنعمل سويا حتى لا ندع مخاوفنا تعيقنا عن تحقيق آمالنا لما فيه خيرنا.
أخيراً كل هذه الوقفات هي مجرد تجارب عايشتها او مررت بها سواء على مقاعد الدراسة او من واقع العمل..
وفق الله الجميع للخير والصلاح وهو الهادي الى سواء السبيل.
جمعان علي الزهراني
متوسطة الامام البغوي بمحافظة رماح

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved