أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 28th May,2001 العدد:10469الطبعةالاولـي الأثنين 5 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

عند نفاد الوقود يطير الحب
عزيزتي الجزيرة:
بعد التحية
في وهلة رفع مأذون الأنكحة رأسه ويده مصطحباً قلمه وهو يلفظ عبراته ليدمع على صفحة بيضاء ينصفها سطور نحيفة لكي يعلن انعقاد قران زوجين بشهود أربعة، وقد جفت الصحف على توثيق هذا القران، كانت الفرحة كبيرة جدا وخاصة لأنني قد لفظت أنفاس الوحدة والفردية الى عالم الازدواج والشراكة، بارك الشهود والحضور وكانت الفرحة على شفاههم، وقد تم تحديد حفل الزواج الذي أقيم على شرف الحضور تعرفت على هذه الزوجة ليلة الدخلة وللمرة الأولى فوجدت نفسي تنجذب لا شعورياً نحوها وهي كذلك تبادلني نفس المشاعر، سألت نفسي هل هذا شعور صادق أم مجرد لحظة عابرة فأجابت النفس وهي في حالة ارتباك بأن هذا الشعور لم تتعرف عليه ولكن..؟؟ فأمهلتني بعض الوقت لأن هذا الشعور سيطر على أجهزة الاستشعار فلم تقدر على تمييزه، اقتنعت بعد سماعي هذه الاجابة بأنه شعور قوي لم تقدر عليه والدليل أنه تجاوز كل الحواجز المنيعة. أعدت الكرة والسؤال فعلمت بأن هذا الحب أحط بطائرته غير المرصود لها داخل أحشائي قبلت هذا النزول بكل صدق وسرور واعتبرته ضيفاً علي، وكان يدور في ذهني كيف أتعامل مع هذا الضيف العزيز، فتوسلت الى ربي أن يعينني على إسعاده وقد سرني كثيرا عندما علمت بأن الضيف يعلم بما يدور في نفسي لأننا في مملكة واحدة، مما أضفى على شهر العسل المتعة والسرور فكل يوم يمر وكأنه عيد ساعة كنا في غاية السعادة التي تذكر، وبينما أنا جالس... أمتع ناظري بمشاهدته أخبرني بأن لديه قنبلة موقوتة؟ لم أبال بقوله ظاناً بأنه يريد المزاح فقال لي انظر.. نظرت إلا وإذا هذا القول صحيح؟؟ دهشت فقلت منذ متى هذه القنبلة معك فقال قبل الزواج، زاد حزني كثيراً! جلست وأنا في زفرات أتخيل الدمار والتشتت وكل أصناف الفرقة؟ لم تتمهل في انتظار عودة الوعي لي فأوقدت القنبلة بإجراء اتصال بإحدى الصديقات والذي استمر أكثر من ربع ساعة تقبلت الوضع وأنا أسمع دنين شعلة هذه القنبلة، زاد الاهتمام بها مرات ومرات حتى صارت تنتقل بها في كل مكان متناسية خطرها، إلى أن وصل الأمر في غرفة النوم التي يوجد بها عطور غازية سريعة الاشتعال، فتناست ذلك فصار الحديث يدور بينها وبين الآخرين عن طريق هذه العقبات الخطرة، حاك في نفسي هذا الأمر ولكن احتفظت به في صدري لحبي الكبير الذي أكنه لها، فلم أبين ما يدور في صدري لها متمنياً أن تفهم الإشارة من خلال عيني ولكن الوضع تأزم، فصار في انحدار كبير حتى تناقص رصيد الحب درجة تلو أخرى؟ داخل قلبي دون علمي، أبصرت المشير مرة أخرى وجدت آخر إشارتين على نفاد الوقود فقد علت الإضاءة الحمراء فلابد من تزويد الوقود، وأنا أنتظر أن تصحو من الغمامة التي عليها، حتى لا تدمر نفسها ونحن معها، نظرت المشير مرة أخرى وجدت الأمر لا يحتمل فلا بد من الحسم واجهتها بالوضع ولكن؟؟ لم تتفهم أخبرتها بالخطر فلم تبال بالكلام ولكن...!! فاقترحت فكرة تصحيح السير وزيادة الوقود ودرء المتاعب بتغيير الرقم السابق برقم جديد لا يعرفه أحد لكي اطفئ شعلة القنبلة فرفضت بزعمها بأن الرقم معروف ولاتريد تغييره لقد ضحت بمساحة الحب الكبيرة والعلاقة، نظير الزميلات وصداقتهن المؤقتة! وجهت تحذيراً شديد اللهجة بأنني لن أسامح في أمور يتم إرشادي لها وتوجيهي؟ قبلت هذا التحذير بخوف في بداية الأمر ولكن سرعان ما تناست بزعمها أنه مجرد كلام! لكي تعود على ما كانت عليه، نظرت مشير درجات الحب فوجدته قد نفد؟ معلناً انهدام الجدار الذي بني بداخل الروح وأقلعت الطائرة التي هبطت ليلة الزواج بروحي ورفضت النفس بقاء الأثر فيها. طويت الآثار وهاجرت القلوب، مما كان له مردود بأنها خالفت الشرط الذي حذرتها منه؟ طلبت السماح وهي تتوسل بأن لا تعيد الكرة؟؟ فأجبتها بأن الرصيد قد انتهى والطائرة أقلعت والطيور المهاجرة عادت الى أعشاشها لتعلن نهاية حياة كانت سعيدة وديار كانت عامرة فدمرتها قنبلة ساقها سوء معرفة بمظاهرها، ومسرح انتهى عرضه على زميلات لم يدفعن قيمة التذكرة، بل قررن المشاهدة على حساب الضحية فقد أدرج صاحب الهوى للهوى والنيل منه لأن الحرب الحديثة ليست سيوفاً وخناجر وخيولا بل عقول وتدبير يغرق فيها الجاهل فلا يعذر بجهله!!
مبارك ابراهيم آل مبارك
إمارة منطقة الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved