أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 29th May,2001 العدد:10470الطبعةالاولـي الثلاثاء 6 ,ربيع الاول 1422

تحقيقات

بين بحث الطلاب عن المعدلات المرتفعة وتهديدات شبح الرسوب
تغيَّرت لوائح وأنظمة الاختبارات ولازال للخوف بقية
* تحقيق/ عبدالحكيم القحطاني
مازالت الرهبة والخوف من الاختبارات تمثل شبحاً أمام الطلاب وأسرهم رغم الجهود المتواصلة إعلامياً وتربوياً لابعاد الخوف عن الطالب في مثل هذه الأيام من العام الدراسي.
ولإلقاء الضوء على ذلك الموضوع كان ل «للجزيرة» عدة لقاءات مع بعض الطلاب وأولياء أمورهم وعدد من مسؤولي التعليم حيث يرى البعض ان الضغوط النفسية والخوف من الرسوب هو السبب بينما يرى البعض الآخر ان الهاجس من الاختبارات شيء طبيعي ينتج عن عدم التوفيق في استيعاب الدروس فيما ترى فئة أخرى ان التهديد والوعيد من بعض المعلمين هو السبب... كل ذلك تطالعونه في السطور التالية:
* هل لازال الخوف يملأ قاعات الاختبارات *
* الزميل القحطاني أثناء لقاءاته بالطلاب *
* مرشد طلابي: وجود القلق والخوف لدى الطالب طبيعي ولكن عندما يصل التوتر إلى حد الإغماء والتقيؤ فهناك مشكلة
* المدرسون: يهملون واجباتهم الدراسية طوال العام ويضغطون على أنفسهم للتعويض في أسبوع فيتولد لديهم القلق
في البداية تحدث عدد من طلاب المرحلة المتوسطة حيث يقول الطالب عدنان علي المباركي: من الأسباب التي تخوف الطلاب من الاختبارات تهديد المدرس بتصعيب أسئلة الاختبارات وعدم شرح المادة من قبل المدرس الشرح الوافي وحرص بعض الطلاب على الحصول على المراكز الأولى.
أما الطالب يزيد أحمد القرني فيقول هيبة الاختبارات تكون من تهديد بعض المدرسين بأن يجعل الأسئلة صعبة ويكون الخوف دائماً في بداية الاختبارات أما باقي أيام الاختبارات تكون عادية أما الطالب الذي لم يذاكر درسه فيكون خوفه مستمراً حتى نهاية الاختبارات.
* الحصول على درجات عالية:
أيضاً تحدث الطالب هال محمد مهيوب وقال: إذا أردنا التحدث عن خوف الطلاب من الاختبارات فله أسباب عديدة أولها حرص الطالب على الحصول على الدرجات العالية فيخاف من صعوبة الأسئلة، أيضاً أود أن أعقب على ما قاله زملائي فيما يخص تهديد المدرس فالمدرس حريص على مصلحتهم فيهدد بصعوبة الأسئلة ليجد ويجتهد الطالب.
وتحدث الطالب ابراهيم جميل محمد طالب في الصف الثالث متوسط فقال: إن رهبة وخوف الطلاب من الاختبارات أسبابها عدم متابعة أهل الطالب لابنهم منذ بداية العام الدراسي وعندما تقترب الاختبارات يبدأ الطالب بالخوف والقلق من شبح الاختبارات لانه لايفهم شيئاً من بداية العام الدراسي كما أن هناك بعض المدرسين يتوعد ويهدد الطلاب لذلك يخاف الطالب من تهديد المدرس له ويكون مصيره الرسوب.
أما الطالب ياسر ابراهيم الحارثي طالب في المرحلة الثانوية فقال: الاختبارات ذلك الشبح المخيف لأكثر الناس من آباء وطلاب ومتعلمين ففترة الاختبارات تكون عندهم أوقات صعبة تصل بهم إلى الخوف وإلى القلق والاضطرابات النفسية وهذا هو الغالب وأسباب هذه الرهبة والخوف من الاختبارات الضغوط النفسية على الطالب من قبل الأسرة في الحصول على النجاح والتفوق ويتضح هذا في حالة الاستنفار التي تعيشها الأسرة فنلاحظ ان الأب يأمر ابنه بعدم الخروج من المنزل وتكثيف الدراسة والمذاكرة ومحاولة إبعاد جميع الملهيات التي تؤثر سلبيا على نتائج أبنائهم ومعدلاتهم كل ذلك طمعاً في توفير جو مناسب للمذاكرة.
كذلك الإهمال من قبل الطالب وأسرته ومحاولة تعويض ذلك الإهمال وعدم المبالاة في مذاكرة الدروس أولاً بأول منذ بداية العام الدراسي في فترة وجيزة وهي أيام الاختبارات مما ينتاب الطالب الشعور بالخوف والقلق.
أيضاً طمع بعض الطلاب في الحصول على درجات ومعدلات عالية كطلاب الثانوية العامة مما يؤثر عليه نفسياً بعدم الوقوع في الأخطاء.
* روح المنافسة
وتحدث الطالب نايف فهد محمد عبدالمجيد فقال: الامتحانات هي في الأصل محصلة تقويم نهائية للطالب أو الدارس تبين مدى فهم الطالب واستيعابه للعلوم والمعارف التي تلقاها الطالب خلال فترة دراسية معينة.
فليست الاختبارات والامتحانات شبحاً مخيفاً يرعب الطالب فلماذا كل هذا الخوف المريع من الامتحان؟ في ظني ان رهبة الامتحانات لدى الطالب تأتي من جوانب كثيرة منها أولاً: تصاعد روح المنافسة لدى الطالب فالمنافسة من أجل الحصول على درجات عالية تؤهله لنيل مركز متقدم فيتأهب الطالب حينما يفكر في روح هذه المنافسة وثانياً: من أساب رهبة الطلاب من الامتحانات شعور الطالب بعدم الثقة الكاملة في مستوى تحصيله الدراسي وهذا الشعور كثيراً ما يلازم الطالب إلى آخر محطة قبل الامتحانات.
وثمة سبب ثالث من أسباب الرهبة من الامتحانات وهو عدم الاستذكار الجيد للطالب وتدني مستوى الإدراك والفهم والتحصيل يجعل كثيراً من الطلاب يشعرون بالخوف والرهبة لانهم غير واثقين تماماً من معلوماتهم.
ومن الأسباب أيضاً التي تدعو الطالب للشعور بالرهبة من الامتحانات وهي طريقة المدرس نفسه في وضع الاختبارات ووعوده المتكررة للطلاب بان الاختبار سوف يكون صعباً فالطالب يواجه في هذه الحالة ضغوطاً أسرية إضافة إلى النظرة الاجتماعية إذا ما أخفق. هذا بالإضافة إلى إن الطالب يدرك ويعي إن إخفاقه في هذه الامتحانات يعني نهاية حياة وبداية مواجع لذا أرى ان طريقة القبول للجامعة في عدم اعتمادها على درجات الطالب في امتحان الثانوية العامة هي إحدى هذه الطرق للتخلص من هذه الرهبة كما ان تعزيز الثقة بالنفس لدى الطالب عامل مهم في إبعاد هذه الرهبة من الطالب.
كما أرى أن وسائل التقويم لو تعددت واختلفت في طريقتها لساعد ذلك على استقرار الطالب النفسي.
* وقت الحصاد
أما الطالب هاني سعد المقاطي الطالب في المرحلة الثانوية فيقول:
حان وقت الحصاد.. ترى كيف يكون وقع الاختبارات؟
لاشك أبدأ انه شيء مخيف يعتريني الآن.
ماذا سأحصد؟ كيف ستكون حالتي؟! أعلم جيداً أنه بالعزم والثقة نحصد النجاح ولكن ماذا لو كان هناك من المصاعب مايفسد عليك ذلك الحصاد... وربما يلغيه لتنقلب جميع الأمور رأساً على عقب!! أتساءل.. ألايوجد من يقدر حالة ذلك الطالب ومايعانيه طول فترة الدراسة من ضغوط وتنافس.. لدرجة انه يتصور بعض الطلاب ان الوقت أيضاً يقف حائلاً دون تحقيق الوقت الكافي للدراسة فكأن الساعة دقيقة. والدقيقة ثانية إضافة إلى ذلك فإن أمنيات الطلاب المستقبلية قد يزيد من أعبائه فيجهد نفسه وعقله ويثقل على عاتقه مسؤوليات ليحقق جميع أمنياته في مجال العمل والدراسة فيصبح عقل الطالب يعيش في حالة من الضجيج بين تحقيق الأمنيات واكتساب الوقت والتصدر بأعلى الدرجات وكل ذلك يهون عند ذلك الهاجس المخيف والاختبارات يشعر بحجمها ومسؤولياتها غير ذلك الطالب المسكين.
أما الطالب لطفي عبداللطيف السيالي فيقول:
إذا كانت الاختبارات تمثل عقبة وشبحاً لجميع الطلاب بمراحلها المختلفة الابتدائية والمتوسطة فإنها بلاشك تمثل عقبة أكبر أمام طالب المرحلة الثانوية وخاصة طالب التوجيهي الذي يتطلع إلى مستقبل أفضل يخدم به دينه ثم مليكه ووطنه ويكون مصدر رزق له فهو يكد جاهداً للحصول على أعلى الدرجات التي تمكنه للالتحاق باحدى الكليات العسكرية أو الكليات الأخرى ومن هذه العوامل التي تجعل الاختبار شبحاً وعقبة أمام التلاميذ:
الأسرة والمحيط الذي يعيش فيه الطالب فهناك بعض الآباء الذين يعطون الاختبارات اهتماماً كبيراً مما يجعل الطالب يتأثر نفسياً ويعود عليه بالقلق والشعور بالخوف.
كذلك إشعار بعض المعلمين لتلاميذهم بصعوبة الامتحان مما يجعل التلاميذ يشعرون بالرهبة والخوف.
أيضاً المعدل التراكمي واحتساب الدرجة بعدد حصص المادة في الاسبوع فهو من أكبر العوامل المؤثرة على الطالب في هذه المرحلة.
كذلك بُعد بعض الأسئلة عن المقرر مما يؤدي إلى شعور الطالب بالقلق والخوف أثناء الامتحان.
وإخفاق الطالب في اختبار أي مادة من المواد يزيد من قلقه في اختبار بقية المواد.
كذلك تحدث الطالب سمير عابد الطويرقي وهو طالب في المرحلة الثانوية حيث قال:
عندما أتحدث عن رهبة الاختبارات فان الموضوع متشعب ويختلف من شخص لآخر ووجهات النظر مختلفة فهناك من يقول انها شبح مزعج يعكر صفو لحظات السعادة البسيطة وهم بلاشك طلاب الثانوية العامة «التوجيهي» أما بقية المراحل التعليمية فمنهم من يقول انها سهلة ممتنعة أو صعبة البتة وهذا ينطبق على جميع المراحل المختلفة.
ولكن!!! هذا في بعض الأحيان يعتمد على نوعية الأسئلة وطريقة شرح المدرس في ايصال المعلومة بأبسط الطرق.
وأقول أخيراً ان الرهبة شيء طبيعي يتولد عند الإنسان أثناء مروره بمرحلة انتقالية يتوقف عليها تحديد المصير إما بالسعادة أو تأنيب الضمير.
* حالة استنفار
أما الطالب طامي ابراهيم الحارثي قال: رهبة الاختبارات أو شبح الاختبارات كما يزعم البعض هذا الوهم الذي يعيشه معظم الطلاب.
عند الحديث عن هذا الموضوع يتبادر إلى الذهن مباشرة السؤال ماسبب هذه الرهبة والخوف من الاختبارات؟ ولماذا يخاف الطالب من الاختبارات وبالذات طالب الثانوية العامة؟ تكون الأسباب من الخوف والرهبة عديدة وتكون حسب حال الطالب.
فقد يكون الطالب وسبب خوفه هو عدم الاستذكار الجيد والاجتهاد لما درسه خلال فترة الدراسة حيث كان خلال العام الدراسي طالباً هملاً كسولاً لم يسترجع دروسه أولاً بأول أولم يضع جدولاً للاستذكار بل كان طالباً غير منتظم وترك أموره ودراسته دون انتظام منعدم الثقة بالنفس في القدرة عند الإجابة وقد يكون السبب أحياناً هو الجو الذي يعيشه الطالب وتعيشه الأسرة والاستجابة لهذا الوهم «شبح الاختبارات» حيث تبدأ الأسرة في حالة استنفار فيبدأ الأب منع أبنائه من الخروج من المنزل وتبدأ الأم بالضغط والإجبار على أبنائها بالاعتكاف على الكتب وعدم أخذ الراحة والاستجمام بزعم ان هذه الفترة هي فترة التحصيل وتحديد المصير ونسوا ان الفترة الحقيقية هي منذ بداية العام الدراسي التي لم يحصل بها التوعية والارشاد وقد يكون السبب أيضاً هو التفكير والدخول في دوامة الحسابات والمعدل للخروج بدرجة عالية في الاختبار التي يعتمد عليها تحديد مصير هذا الطالب.
وقد يكون الوقت ضيقاً في بعض الأحيان وخاصة المواد العلمية كالرياضيات مثلاً فيسبب كركبة وعدم التركيز وبالتالي الخروج بنتيجة سلبية في الامتحان وأخيراً يجب علينا الاستعانة بالله ثم المذاكرة المكثفة قبل حلول الاختبارات والتركيز اثناء المذاكرة والجلوس في الجو الذي يسمح بالمذاكرة والثقة بالنفس في القدرة على الإجابة واقناع النفس بعدم الرهبة والخوف وأن ما يصيب الإنسان من خير وشر فمن الله وان كل إنسان قد كتب قدره.
* المعلمون السبب
كذلك التقينا بالأب أحمد سعد اليماني وهو أب لستة أبناء يدرسون في مراحل مختلفة حيث أرجع سبب الخوف إلى أسلوب المعلم والمعلمة في كيفية تبسيط المادة للطالب بالطرق الودية حيث أصبح أسلوب المعلمين والمعلمات هو التهديد والوعيد.كذلك التقينا عثمان عثمان الحكمي أحد أولياء الأمور فقال: الامتحانات تدخل إلى كل منزل فيه طالب وطالبة حالة الاستنفار والتأهب وهي فترة لاشك أنها حرجة بالنسبة لجميع الأسر التي لديها أبناء سوف يؤدون الاختبارات لكافة المراحل وسوف يجنون بعدها ثمار تلك الاجتهادات التي سهروا الليالي الطويلة ونحن معهم جنباً إلى جنب فهذا الابن الذي في المرحلة المتوسطة يطالب بمساعدته في مادة الانجليزي والخوف يملأ عينيه وتلك الطالبة التي في المرحلة الابتدائية تستجير بمساعدتها في مادة الاملاء والأخرى تطلب مساعدتها في مادة الرياضات وتلك التي بالمرحلة الثانوية تطالب بمعلمة لتشد من أزرها في الكيمياء والفيزياء وأصبح المنزل في هذه المرحلة عبارة عن مدرسة متكاملة تطالب الأسرة بالوقوف معها بالتشجيع والمذاكرة والسهر ثم تبدأ المعارك بالدخول الفعلي إلى قاعة الامتحانات وتبدأ الحالات النفسية في صعود وهبوط ولاشك ان دافع الخوف سوف يقلل من ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم في مرحلة عدم الثبوت في التأكد من إجاباتهم رغم ان هناك جهوداً قد بذلت وان سهراً ومعاناة قد مرت بهذه الأسرة من جانب والد ووالدة هذا الطالب وتلك الطالبة.
* تحيز
أيضاً تحدث حسين ابراهيم باشهاب أحد أولياء الأمور حيث قال: إن القلق والخوف من الاختبارات يصيب الأهالي أيضاً وليس الأبناء فقط وهذا مايحدث داخل الأسرة.
كما ان قلق الطالب سببه يتمثل في جداول الاختبارات وصعوبة المواد العلمية أيضاً تهديد بعض المعلمين وتوعدهم بصعوبة الأسئلة.
* من المسؤول؟!
أما الاستاذ فهد جويبر الجعيد معلم التربية الاسلامية فيقول: تسير الدراسة على وضعها الطبيعي حتى إذا ماقرب وقت الاختبارات أخذت كل أسرة تشحذ هممها في سبيل تهيئة الأبناء للاختبارات وتجاوز هذه المرحلة التي تسبب أرقاً مؤقتاً وقلقاً نفسياً للأبناء وللأسرة بأكملها. ومن ثم تبدأ حالات الاستنفار ناهيك عن قوافل النصائح والوصايا والتوجيهات حول الاختبار سواء من الاسرة أو من المدرسة وكأن الطالب أو الطالبة في معسكر يخرج منه على قتال مما يوقع في نفوس الأبناء هيبة ورهبة من الاختبارات وبالتالي تجد ان الاختبارات المدانة بالرهبة رغم قرار لائحة تقويم الطالب الجديدة ببراءتها من الاتهام باعتبارها قياس تحصيل الطالب فقط لا غاية يسعى إليها بالمعنى المفهوم لدى الأسرة.
إذن من المسؤول؟! هل الأسرة التي لاترضى بديلا بغير النجاح وتجاوز هذه المرحلة هي السبب في زرع هيبة الاختبارات للأبناء؟!
أم .. المدرسة التي تعقد اجتماعاتها قبل الاختبارات وتوعز للمعلمين والمعلمات على أهمية الاختبارات وان نجاح المدرسة مربوط بنجاح الاختبارات.
وعلى المعلم أو المعلمة أن لايخرج في أسئلته عن الكتاب المدرسي وان لا يأتي بأسئلة متعددة الإجابة وان .. وان . وان من الوصايا والتوجيهات التي تبث في الاجتماعات.
أم.. هل المعلم أو المعلمة من زرع الخوف وحصد التعب والشوك؟!
أم.. هل.. الطالب أو الطالبة السبب في الاهمال من بداية العام.. حتى إذا قريت الاختبارات أصبح الحمل ثقيلاً والكاهل ضعيفاً؟... فيعجز الطالب أو الطالبة عن الإلمام أو بعض الإلمام بأهم النقاط الرئيسة للموضوعات التي سبق ان تعلمها الطالب أو الطالبة فضلاً عن الفرعيات.
أرى.. إن الجميع يشترك في صنع الهيبة وزرع الرهبة للاختبارات بيد انه لابد من العلاج فالمشكلة لو وجدت متابعة من جميع الأطراف لكانت المحصلة النهائية النجاح وعدم الخوف من الاختبارات لأنه لايمكن تحميل طرف بعينه المسؤولية كاملة فالأسرة قد لايهمها ماذا اكتسب الطالب أو الطالبة لنفسه ولدينه من العلوم التي كل يوم يتعلمها وهل يطبق مايتعلمه في حياته من سلوك أو تعاليم دينية أو نحو ذلك بل همها الوحيد النجاح والنجاح فقط... وكذلك المدرسة تتحمل نصيباً من المشكلة في عدم دفع هذه الرهبة بشكل مستمر أو بالتوجيه والارشاد وعقد الندوات والمحاضرات ولو في الفصل الدراسي مرة واحدة.
أما المعلم.. والمتعلم.. فهما طرفا المغناطيس أو هكذا الحال العام في نظر المجتمع فالمعلم أو المعلمة يكثر التذمر من العملية التعليمية بحجج واهية وان هيبة التعليم والمعلم سقطت إلى حد ان تعديل الحال أصبح من المحال أو لأن التعليمات تمنع الضرب مسقطة الهيبة وأصبح سلاح المعلم أو المعلمة التهديد بالاختبارات وصعوبة الأسئلة.. وحدث عما يحدث في أوساط الطلاب من حديث عن المعلم فلان وماتوعد به..
أما المتعلم.. فيحصل اهمال وتقصير منه ومن الأسرة في عدم الاستذكار الجيد من بداية العام الدراسي وعدم متابعة وعدم الاهتمام من المعلم نفسه وبالتالي ما ان تحل الاختبارات حتى يفزع الطلاب والطالبات وكأنما كانوا يغطون في نوم عميق. ويأخذ الخوف منهم مأخذاً عظيماً حتى قد يتسبب لدى البعض منهم إغماء ناهيك عن عدم التركيز وشرود الذهن.
* هدية النجاح
أيضاً تحدث الاستاذ يوسف بن عبدالغني السليماني مشرف تربوي مركز إشراف غرب الطائف حيث قال:
من وجهة نظري إن الاختبارات لايمكن ان تكون مخيفة ومرعبة إلا لفئتين من الطلاب وهما... أولاً الطالب المهمل الذي لايكون لديه من يقوم بمتابعته في المنزل أو في المدرسة حيث انه عندما تأتي الاختبارات تجده في حالة استنفار قصوى لايدري ماذا يفعل تجده مثلاً يفكر كيف يدخل إلى قاعة الاختبارات هل يتقدم للاختبار وهو لايوجد لديه حصيلة من المعلومات أو أنه يعتمد على وسائل الغش مثل البراشيم ومن هنا أرى ان الطالب سيبدأ في الخوف والقلق من الاختبار.
ثانياً: الطالب الممتاز الحريص على الحصول على أعلى الدرجات فتجده أيضاً يهتم بالاختبارات ولكن ليس مثل الطالب المهمل.. أيضاً أرى أن للأسرة )المنزل( دورا في جعل الاختبار في موضع الشبح حيث تجد ولي الطالب عندما يشجع ابنه على النجاح ويخبره عن هدية النجاح تجد الطالب هنا يهتم من قرب النجاح وخصوصاً إذا كانت الهدية فخمة أو محببة لدى الطالب.. أيضاً أرى أن لعض المعلمين دورا في جعل الاختبارات شبحاً أو هماً ان صح التعبير وذلك من خلال توعد الطلاب اثناء الدراسة بوضع أسئلة اختبار صعبة وذلك بقصد الحث على المذاكرة أو بقصد التشديد على فئة من الطلاب كنوع من العقاب لهم على ماقاموا به من مشاغبات أثناء الدراسة.
أيضاً أرى أن بعض المواد الدراسية لها رهبة عند بعض الطلاب وأولياء الأمور مثل الرياضيات والمواد العلمية اللغة الانجليزية أما لصعوبة في الفهم أو لطول المنهج الدراسي.
وفي المرحلة الثانوية أرى أن الاختبار يكون مخيفا للطالب لأنه حريص على تحصيل أكبر قدر من الدرجات وعلى نسبة مئوية عالية لكي يتمكن من الالتحاق بالجامعات والكليات.
* إغماء وتقيؤ
الاستاذ/ يوسف عبدالله بكري القرسي المرشد الطلابي بمدرسة أبي محجن الثقفي المتوسطة يقول:
نستطيع القول بأن وجود نسبة من القلق لدى الطالب قبل أو أثناء فترة الاختبارات يعتبر أمراً طبيعياً ولكن ارتفاع نسبة القلق إلى درجة الخوف والتوتر وربما تصل إلى حالة الإغماء والتقيؤ لدى بعض الطلاب يعني ان هناك مشكلة.
وأيضاً انخفاض نسبة القلق لدى الطلاب إلى درجة عدم الاهتمام والاستهتار أيضاً يعني وجود مشكلة...!
ونستطيع القول ان بعض أسباب الخوف والتوتر والرهبة التي تصاحب فترة الاختبارات ترجع إلى عدم الاستعداد المبكر من الطالب فهو يهمل المذاكرة طول الفصل الدراسي فإذا جاء الاختبار فإذا به لا يستطيع مذاكرة جميع المواد وجميع الدروس يشعر بالخوف من الاختبار، أيضاً وجود حالة استنفار من الأسرة داخل المنزل وحث الطالب على المذاكرة بطريقة مستمرة وعدم مراعاة حالته النفسية يصيب بالخوف من الاختبار، أيضاً لاتغفل دور المدرسة في تهيئة الجو المناسب للطالب لكي يؤدي اختباره بكل يسر وسهولة.
كذلك وللأسف ان هناك بعض المعلمين يذكرون الطلاب بالاختبارات بطريقة غير تربوية وربما تصل إلى درجة ان يفهمها الطالب كنوع من التهديد لذلك يصيب الطالب الخوف من الاختبارات ولايسعنا إلا أن نشكر وزارة المعارف على ما تبذله من جهد للقضاء على هذه المشكلة وخصوصاً في الصفوف الأولية حيث تستخدم طريقة التقويم المستمر التي تبعد الطالب عن هذا الكابوس الذي يصيب الطالب ويصيب الأسرة نتيجة عدم الفهم الصحيح لمعنى ومضمون الاختبار.
* نتائج عكسية
أما الأستاذ/ عبدالله مستور السفياني وكيل مدرسة أبي محجن الثقفي فيقول:
إن لائحة تقويم الطالب الجديدة بدأت تؤتي ثمارها من حيث التقليل من رهبة الامتحانات وفي نظري إن الطالب الذي يعمل على تنظيم وقته من بداية العام الدراسي لايكون لديه أي رهبة تذكر.
والغريب في الأمر ان الأسرة طوال العام الدراسي لاتتابع أبناءها من حيث الواجبات ومراجعة الدروس أولاً بأول إلا أن ولي الأمر يستطيع من خلال المتابعة المستمرة والسؤال عن ابنه من حين لآخر يجعله يقف على مدى تطور مستوى ابنه ولذلك يستطيع التعاون مع إدارة المدرسة والمرشد الطلابي والمعلمين وذلك لمناقشة نواحي القصور لدى ابنه ان وجدت وايجاد الحلول المناسبة.
أما ان يترك الطالب فترة طويلة دون متابعة وعند قرب الامتحانات باسبوع يتم الاستنفار في المنزل والضغط على الطالب بأن يفهم كل ما مدرس خلال فترة طويلة تصل إلى شهرين أو أكثر فبلاشك ان الطالب سوف يتعرض لضغوط نفسية تؤدي إلى نتائج عكسية. فبدلاً من ان يركز الطالب على فهم الموضوعات واستنتاج المطلوب منها ينتابه الخوف والقلق من الامتحانات.
وعلى الرغم من استفادة الطالب المتميز من لائحة تقويم الطالب الجديدة إلا أن الطالب المتوسط والضعيف في نظري لم يستفد منها الاستفادة المرجوة وذلك بسبب عدم فهم بنود اللائحة.
وهذا يحتاج إلى تضافر الجهود بين البيت والمدرسة وعلى الرغم مما تقوم به وزارة المعارف ممثلة في إدارات التعليم من جهود بناءة في شرح وتفسير اللائحة إلا أننا لم نلمس تأثير ذلك على أولياء الأمور حيث لازلنا نجد ان ولي أمر الطالب يبحث عن الدرجة التي تحصل عليها الطالب ولم يسأل عن مدى ماتعلمه ابنه من العلوم والمعارف التي له وعن مدى تأثيرها في سلوكياته ليكون عضواً فعالاً في المجتمع الذي يعيش فيه وهذا يحتاج إلى وقفة صادقة من كل من له علاقة بالتربية والتعليم في هذا البلد المعطاء.
* لائحة الاختبارات
وتحدث الأستاذ/عبدالله عوض الثمالي مرشد طلابي في ثانوية هوازن حيث قال:يرى كثير من الآباء والأمهات ان الاختبارات تشكل هاجساً يقلقهم لذلك تستنفر معظم الأسر خلال هذه الفترة ويزداد الأمر إذا كان أحد الأبناء في الثانوية العامة نظراً لرغبة الأسرة في حصول الطالب على نسبة عالية تؤهله لدخول إحدى الجامعات أو الكليات العسكرية دون النظر في امكانيات وقدرات هذا الطالب رغم انه ليس بالضرورة ان يلتحق جميع الطلاب بالجامعات فالمجالات متعددة ومتنوعة حسب حاجة الوطن وهذا بالتالي قد يؤثر سلبياً عليه وقد يتسبب في نتائج عكسية لاتتوقعها الأسرة علماً بأن وزارة المعارف تسعى جاهدة في إزالة رهبة الاختبارات من خلال تطبيق لائحة الاختبارات الجديدة حتى يتمكن الطالب من أداء الاختبارات بعيداً عن التوتر والقلق.
ولكن مايهمنا في هذه العجالة ماهو دور الأسرة؟! وماهو دور الطالب؟! حتى يشعر بالطمأنينة والارتياح خلال الاختبارات ويحقق مايصبو إليه وما تطمح إليه الأسرة.
* دور الأسرة يتمثل في التعرف على امكانيات وقدرات الطالب وعدم مطالبته بأكثر من إمكانياته وقدراته وتعزيز ثقته بنفسه من خلال تشجيعه وإشعاره بالطمأنينة وعدم تأنيبه على الخطأ أثناء الاختبارات وتوفير الجو الهادئ المريح بالمنزل والاهتمام بصحة الطالب من حيث التغذية والنوم الكافي وعدم إظهار القلق والتوتر للطالب من الوالدين حتى لايؤثر ذلك سلبياً على الطالب.
أما دور الطالب فيتمثل في الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والثقة بالنفس والاستعداد التام قبل وقت كافٍ من خلال المذاكرة المنتظمة فمن الخطأ الاستعداد للاختبارات قبل حلولها بيوم أو أيام فتكون النتيجة الشعور بالقلق والارتباك، عدم الافراط في المذاكرة ليلة الاختبار والنوم مبكراً لأن ذلك يرهق العقل والجسم معاً.
أيضاً تحدث الاستاذ/ مرزوق غباش الثبيتي مدير متوسطة شهار فقال:
مازالت رهبة الاختبارات موجودة حتى الآن على الرغم من تغيير اللوائح والأنظمة في وزارة المعارف ولكن ليست بالدرجة التي كانت عليه في أنظمة الاختبارات القديمة حيث خفت حدة هذه الرهبة عند الطلاب المتفوقين والسبب في ذلك ان الطالب يدخل الامتحان وهو قد حصل على درجة النجاح في الاختبارات السابقة ولم يتبق عليه الا كتابة اسمه في ورقة الإجابة أما الطالب الضعيف في التحصيل الدراسي فما زالت المشكلة قائمة بالنسبة له حتى الآن.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هناك عوامل عديدة تتضافر جميعها في تدني المستوى الدراسي لدى التلاميذ وتجعل رهبة الاختبارات قائمة إلى الآن ومن هذه العوامل:
إدارة المدرسة: وتتمثل في مدير المدرسة الذي يعتبر دوره مهماً في إدارة المدرسة ومساعدتها للتحسن والتطور وبذلك يلعب المدير دوراً رئيسياً في نجاح المدرسة من فشلها في تعليم التلاميذ ورفع مستواهم الدراسي والمحافظة عليه من هنا نستنتج انه كلما ارتفع مستوى التحصيل الدراسي عند الطالب كلما خفت حدة رهبة الاختبارات.
كذلك المعلمون ونقصد إعداد المعلمين وتهيئتهم لمهنة التدريس ومدى متابعة أدائهم بالتحسن والتطور من خلال الزيارات الميدانية من مدير المدرسة والمشرف التربوي وإذا ارتفع أداء المدرس ارتفع مستوى التحصيل عند الطلاب وبالتالي خفت وقلت رهبة الامتحانات عند الطلاب.
أيضاً أولياء الأمور: فمتابعتهم لأبنائهم الطلاب في المدارس والتأكد من إنجاز واجباتهم ومراجعة دروسهم والتعرف على مستواهم التحصيلي ومتابعتهم في المنزل والمدرسة لاشك أنه يرفع المستوى التحصيلي عند الطلاب وبالتالي تخفض رهبة هذه الامتحانات عند الطلاب.
كذلك المناهج الدراسية وتتمثل في المقررات الدراسية ومحتوياتها والأنشطة المصاحبة لها والتي يجب ان تتلاءم مع حاجات التلاميذ وميولهم حتى يمكن استيعابها وفهمها وبالتالي يرتفع مستوى التحصيل وتخف رهبة الامتحانات عند الطلاب.
أيضاً طرق التدريس حيث تلعب دوراً مهماً في التحصيل الدراسي للتلاميذ فنجد انه كلما خلصت المدرسة نفسها من قيود الطرق التقليدية القديمة واعتمدت الطرق الحديثة في التدريس والتي تزيد من قابلية الطلاب على التعليم بشكل أفضل ويرتفع مستوى تحصيلهم الدراسي وتقل رهبة الامتحانات عندهم.
* تكثيف الجهود
ويقول الاستاذ صالح بن عبدالله بن ناشع مدير مدرسة الفيصل الثانوية بالطائف:
إن الاختبارات كانت تشكل شبح الخوف في مفهوم الطلاب ويرى ذلك حتى على الطالب المتفوق صاحب القدرات العقلية العالية في الحفظ واسترجاع المعلومات والتحصيل العالي من الدرجات ولم تقف المدرسة ممثلة في الارشاد الطلابي ومعلمي المدرسة مكتوفة الأيدي حيال هذا الموضوع بل دعت إلى رفع همة الطالب وتشجيعه على حفظ المعلومة واسترجاعها وقت الحاجة لها مما يؤدي إلى رفع درجة التعلم لديه من خلال الاقبال على التعلم لهدف التعلم نفسه قبل أي شيء ومن ثم تكثيف الجهود من خلال مقابلة الطالب بمفرده وتوضيح وتسهيل وتذليل كل مافيه خدمة الطالب لهذا الغرض.
إضافة إلى ذلك إلقاء المحاضرات والندوات داخل المدارس وخارجها التي تخدم الطالب وتجعله يقدم على الاختبارات بمعنويات مرتفعة ولايقتصر ذلك على المحاضرات واللقاءات الفردية بل لابد من توزيع كثير من المطويات والنشرات الخاصة بتخفيف حدة الطالب ونظرته للاختبارات ومن المعلوم حقاً إن الإذاعة المدرسية إذا سخرها المرشد الطلابي فإنها تخدم الطالب قبل الاختبارات وذلك من خلال توارد الطلاب عليها وإلقاء الكلمات الفردية مع الطلاب وطرح مواضيع من الطلاب للطلاب أنفسهم وإدارة المدرسة دائماً تعد اجتماعا هاما للجميع برئاسة مدير المدرسة يتم فيه جدولة الاختبارات وكيفية وضع الأسئلة ودراسة نتائج الطلاب عن الفترة السابقة وأخذ ذلك بعين الاعتبار وتدارس أحوال الطلاب في الفترة التي تسبق الاختبارات كل ذلك من أجل ان تذوده ذاكرة الطالب بكل مايحتاج له قبل الاختبارات وتجدر الإشارة إلى ان ننوه بدور المعلم الذي يعتبر الأساس في المدرسة وذلك من خلال تعامله مع الطلاب وتذليل الصعاب التي يواجهونها ووضع الحلول المناسبة لكل عائق يعترض الطالب وتسهيل أمر الاختبار بحيث يزيل أي أثر أو تخوف من تأدية الاختبار لدى الطالب.وأخيراً فإن كل معلم ومرشد ووكيل ومدير إذا اعتبر أن الطالب ابناً له فإنه سيقضي على كل شيء اسمه رهبة الاختبارات.
أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved